اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

التحطيب اكبر هم يواجه سكان مخيمات النزوح في دارفور

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
17/2/2006 3:59 م


تقرير - فرح أمبدة
تتحمل آلاف النساء في مخيم أبو شوك للإيواء بإقليم دارفور المضطرب "معاناة وأهوال" لا تطاق من أجل الحصول على ربطة حطب لطهي الطعام، وليس أمام القرويات اللائي أجبرن على ترك مناطقهن بسبب الحرب الدائرة منذ عامين،من سبيل غير قطع ما بين كيلومترين إلى ثلاثة كل صباح لجلب ما يمكّنهن لطهي الطعام لأطفالهن، ويضم مخيم أبو شوك الذي يقع في الطرف الشمالي الغربي لمدينة الفاشر أكثر من 50 ألف ساكن ثلاثة أرباع هذا العدد من النساء والأطفال، ويمثل جلب الحطب من أماكن بعيدة هما كبيرا لساكنات المخيم رغم نشر المئات من قوات الشرطة المحلية ومن شرطيات بدينات يتبعن للاتحاد الأفريقي في المنطقة المحيطة، إذ تعتقد غالبية النساء أن الابتعاد عن المخيم ربما عرضهن للاعتداء .
فمع كل صباح تخرج أفواج النساء باتجاه جبال "صقر طار" التي تقع إلي الشمال من المدينة وجبال فشار "شرق" سعيا وراء الحطب الذي يعتمد عليه بصورة أساسية في طهي الطعام، و أحيانا يبعدن عن موقع المخيم لأكثر من ثلاثة كيلومترات الأمر الذي يشجع ضعاف النفوس وقطاع الطرق المنتشرين من التعرض لهن، وفي المساء يعدن وقد حملن ما تمكن من جمعه علي رؤوسهن، إذ لم تعد الحمير موجودة كما كان الأمر في السابق .
وتشير إحصائيات محلية إن معظم النساء اللائي تعرضن للاغتصاب خلال العامين المنصرمين كن في طريقهن أو قادمات من رحلة التحطيب، وما يزيد من معاناتهن اليومية أن التلال التي تحيط بالمدينة أصبحت جبال من الرمال، بعد أن أبيد عنها الغطاء النباتي الذي كان يغطيها حتى عقود خلت لأجل الزراعة وبعد إن قطعت الأشجار جراء التحطيب، ولم يعد من الممكن للنساء الحصول علي "ربطة" من حطب شجرة الهجليج أو السرح وهي من الأشجار التي كانت تتوافر بكثرة في الجزء الشمالي من دارفور ، دون قطع المسافات الطوال .
وتقول ساكنات المخيم أنهن يواجهن واقعا صعبا جراء انعدام حطب الوقود ، فقد ظللن يعتمدن علي مخزون شحيح منه إبان فرارهن من قراهم بسبب الحرب الأهلية في الإقليم، وتقول النساء أنهن يقطعن ما بين سبعة وعشرة كيلومترات سيرا على الإقدام والبعض القليل منهن علي ظهور الحمير، ومن الصعب علي هولاء النسوة محدودات التعليم وكانت بيئتهن علي توفر لهن ما يحتجنه إن يفكرن في بدائل حتى إن إحداهن وجدت صعوبة في تصديق مشروع طرح يكون بديلاً لاستخدام الحطب في طهي الطعام.
ويتلخص المشروع الذي أطلق عليه "موقد كل نازح" رفع معاناة النساء في مخيمات النزوح بتمليكهن موقد يعمل بالكيروسين لاستخدامه في طهي الطعام بلا عن الحطب، وقد تلقفت منظمة "عودة الأمل" وهي منظمة محلية أهلية ناشطة وسط معسكرات النزوح الفكرة لتجمع حتى الآن ما يمكن إن يجلب 23 ألف موقد" سعر الموقد الواحد 10 آلاف جنيه" يقول صاحب الفكرة الكاتب الصحفي والناشط السياسي "الحاج وراق" إن المشروع يعد البديل الامثل للمعاناة التي تواجه النساء في المخيمات وهو مشروع يجنبهن التعرض للاعتداءات الجنسية من جهة وفي المقابل يمكن من الحفاظ علي البيئة ويقلل من الخطر على الغطاء الشجري.
وفي الفاشر يقول الصادق آدم "موظف إنساني" أن سعي النساء للحصول على الحطب زاد من معاناتهن اليومية، فقد فقدن مواطنهن ويندر إن تجد بينهن من لم تفقد عزيزا بسبب الحرب، لذلك فهو يري في مشروع "موقد لكل نازحة" مخرج من المعاناة التي يبدأ مع صباح كل يوم وينتهي في مساءه، "لقد بات من المخاطر التي تهددهن بصورة يومية خروجهن للتحطيب "، ولا يرى آدم بد من التقليل من أهمية الحذر الذي يطلقه المهتمون بشأن البيئة في المنطقة وشكواهم من إن القطع غير المنظم للأشجار يعرض الإقليم الغني للدمار البيئي "ليس أمامهن خيار".
ويعقد الصمت لسان فاطمة أحمد " معلمة تقطن الفاشر " وهي تحكي عن معاناة النساء اللائي هربن من قراهن " كل صباح تبدأ أرتال النساء الضعيفات إلي خارج المعسكر بحثا عن الحطب دون إن تتوفر لهن ادني حماية" وتضيف " لا اصدق إن ما جري لهن حدث في دارفور "، وفي شوراع الفاشر يظل مألوفا منظر الأطفال صغار بملابسهم الرثة وهو يتبعون أمهاتهم بعد إن خرجن من مخيمهن الذي يبعد عن قلب المدينة ما يقارب الكيلومتر للبحث عن عمل أو لسؤال المارة، وليس بينهن سعيدة حظ حتى تتمكن من الحصول علي عمل دائم، فجميعهن يعملن خادمات أما لتنظيف المنازل أو غسل الملابس فحال السكان ليس بأفضل كثيرا من حالهن .
ويبدو أن معاناة النساء اللائي هجرن مناطقهن واستقر بهن الحال في مخيم بائس في طرف المدينة لا تقتصر فقط علي جمع حطب الوقود وفقد الأهل ولكن في استمرار النزاع الذي تعدي القتال بين القوات الحكومية والمجموعات المحلية التي تحمل السلاح، ولكن فيما يشبه التقويض المتعمد لمئات السنين من التعايش بين القبائل التي تقطن المنطقة ، فالصراع الذي نشب قبل عامين أصاب ذلك التعايش في مقتل وهذا ما يفسر "الجودية اليومية" التي يعقدها شيوخ المخيم، إذ لا يمر يوم دون إن تكون هناك جلسة صلح بين متخاصمين واغلب الخصومات تكون بين منتسبين لقبيلتين مختلفتين.
وخصومات سكان مخيم أبو شوك يمكن تحويلها إلى أي من المخيمات الاخري وحتي بين من يقطنون المدينة، فقد بلغت مرارة النزاع في دارفور إلى حد الانقسام داخل البلدة والقرية الواحدة، وما النزاعات التي حدثت في ملّيط وكتم في شمال دارفور وفي صليعة في غرب دارفور وفي سانية دليبة وشعيرية في جنوب دارفور إلا واحدة من عشرات النزاعات التي تنتظم الإقليم حتى إن البعض والى درجة كبيرة يستبعد احتمالات العودة للتعايش الذي كان سائدا لقرون .

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار
للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved