شهدت ابوجا أمس تطورات كبيرة باعلان حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور فصل وفدها المفاوض عن حركتي العدل والمساواة وجناح مني اركوي مناوي، في وقت، هدد وزير الخارجية البريطانى جاك استرو اطراف النزاع فى دارفور بعقوبات جديدة من المجتمع الدولى فى حال عدم احراز تقدم فى مفاوضات ابوجا الراهنة وعقوبات على الافراد الذين ينتهكون حقوق الانسان او يعرقلون المفاوضات، وقال لدينا بعض الاسماء يمكن اضافتها لقائمة المحظورين طرف مجلس الامن الدولى.وقال استرو خلال مخاطبته في أبوجا أمس الوفود المتفاوضة والإتحاد الافريقي والشركاء الدوليين في لقاء مفتوح ان بلاده وعلى رأس المجتمع الدولي، ستقوم بوضع حد فاصل لازمة دارفور وفق حلول تضعها بعيداً عن الأطراف إذا لم يتم التوصل إلى سلام خلال هذه الجولة والتي أكد أنها نهائية.وندد الوزير البريطانى بما اسماه عدم احترام الاطراف كافة لاتفاق وقف اطلاق النار وقال سترو (إن التقدم في هذه المفاوضات كان بطيئا للغاية) واضاف (صبرنا له حدود) وهدد فى حال لم يتم التوصل الى اتفاق عاجل فان بريطانيا ودولاً اخرى سوف تبحث عن بدائل.واعلن عن دعم اضافى من بلاده يبلغ مليون جنيه استرلينى الى الاتحاد الافريقى دعما لعملية السلام فى دارفور. واشاد استرو بجدية الحكومة السودانية تجاه حل الأزمة من خلال وفدها القيادي الرفيع في المفاوضات داعياً قادة الحركات المسلحة الذين مازالوا بعيدين عن قيادة زمام امر وفودهم الحضور إلى طاولة المفاوضات واستلام مهامهم بصورة جادة ، مؤكداً إن ذلك قاد إلى شكوك في أوساط المجتمع الدولي حول نواياهم التي تبرهن على عدم رغبتهم في التوصل إلى حلول سياسية عادلة لقضية دارفور. ودعا استرو الى اتخاذ خمسة اجراءات عاجلة من الطرفين هى اولاً: الكشف عن مواقع انتشار قواتهم، وثانيا: احترام اتفاق وقف اطلاق النار وبسط الامن فى الاقليم ، ثالثاً: الكف عن الهجوم ضد قوات الاتحاد الافريقى وقوافل المساعدات الانسانية ، ورابعا:جلب مرتكبى الفظائع الى سوح العدالة وتسهيل عمل المنظمات الانسانية.ونادى استرو بفرض عقوبات على كل من يعرقل سير المفاوضات ويخرق وقف اطلاق النار الإنساني ويعرقل حركة القوافل الإنسانية ومهام بعثة الأتحاد الافريقي في المنطقة ، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يرغب في ان تتوقف المناورات والعدائيات ويهمه أن يرى عملاً حقيقياً ومساعي من الطرفين للالتزام الكامل بوقف اطلاق النار. واكد المسئول البريطاني الرفيع أن بلاده ملتزمة من اجل أن يكون السودان عضواً نشطاً وإيجابياً في منظومة المجتمع الدولي وذلك لن يتأتى إلا بتطبيق اتفاق السلام الذي تم توقيعه في نيفاشا تطبيقاً كاملاً وحل ازمة دارفور والتي تكمن في التسوية السياسية. واعلن استرو عن دعم حكومة المملكة المتحدة للاتحاد الافريقي بمبلغ مليون جنيه استرليني مشيدا بجهوده التي بذلها على الأرض من خلال قواته في دارفور وإدارته ورعايته لمفاوضات أبوجا مؤكداً الاستمرار في هذا الدعم. من جانبه اشاد كبير الوسطاء في محادثات ابوجا الدكتور سالم احمد سالم باستمرار تعهدات بريطانيا في ايجاد حل سلمي لازمة دارفور في اقرب وقت ممكن. وقال سالم في كلمة امس بحضور وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان التقدم في مسيرة المفاوضات لا يتناسب والوقت الذي امضيناه هنا في ابوجا واضاف ان استمرار عمليات العنف في دارفور له انعكاسات سالبة على سير المفاوضات وذكر سالم ان ملفي الترتيبات الامنية وتقاسم الثروة احرزا تقدما بطيئا للغاية. وفي تعليقه على حديث استرو قال دكتور مجذوب الخليفة أحمد رئيس الوفد الحكومي المفاوض في أبوجا ان هذا يعكس اهتمام المجتمع الدولي بما تم توقيعه في نيفاشا ثم بضرورة الوصول إلى حل عاجل لقضية دارفور من خلال تحريك المفاوضات بأسرع مما هي عليه الآن. واكد الخليفة أن الحكومة تتفق مع المسئول البريطاني في النقاط التي طرحها وأولها تحديد المواقع المسلحة للحكومة والحركات المسلحة ، مشيرا إلى ان الحكومة فعلت ذلك وبعلم الاتحاد الافريقي إلى جانب التزام الحكومة بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها وضرورة الإفساح للعمل الإنساني وعدم التعرض اليه ، مبينا أن الحكومة لها اتفاقية مع الأمم المتحدة أشاد بها المجتمع الدولي.
وعن مساءلة من يقومون بخرق القانون الإنساني وتعويق المفاوضات ، قال دكتور مجذوب أن الحكومة تتفق اتفاقاً تاماً مع استرو في ذلك ، وأشار الى إشادة وزير الخارجية البريطاني بوجود الحكومة بمستوى عال في أبوجا واعابته على غياب قادة الحركات المسلحة في اشارة منه إلى مني اركوي ودكتور خليل إبراهيم ، مؤكداً أن المسئول البريطاني خلال حديثه المح إلى أنه لا يمكن أن نذهب لقضية الحرب والحوار في وقت واحد ، مشيرا إلى انه قدم رسالة قوية وايجابية، معبراً عن امله أن تأخذها الأطراف كافة وخاصة الحركات المسلحة مأخذ الجد.
إلى ذلك، استعجلت حركة تحرير السودان الامم المتحدة لتولي زمام المبادرة في دارفور بارسال قوات دولية وتحويل مهمة القوات الموجودة الآن في الاقليم من مراقبة وقف اطلاق النار الى حفظ الامن والسلام وكشف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الحركة في بيان صحفي اصدره أمس عن مكاتبات سابقة تمت بينهم والمنظمة الدولية داعياً فيها لاحلال قوات دولية ذات امكانيات عسكرية ومادية قوية ودعت الحركة الى ادخال قوات اوربية وامريكية لدارفور بشكل عاجل متهمة الحكومة بالاستمرار في انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار واعلنت عن عزمها التعاون الكامل مع القوات الدولية حال وصولها