الخرطوم “الخليج”:
هددت بريطانيا بوضع حد لقضية إقليم دارفور في غرب السودان إذا لم تتوصل الأطراف المتنازعة في جولة التفاوض الحالية في أبوجا إلى حل، وأثنى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على جدية الحكومة السودانية، ولوح بعقوبات على من يعيق التقدم في المفاوضات. وذلك فيما أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش اتفاقه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على العمل من أجل وجود أمني فعال في دارفور. وقال مسؤول في المنظمة الدولية إن الوضع الإنساني في الإقليم تحسن خلال العام الذي مضى، كما أفيد بأن حلف الأطلسي مستعد لمساعدة قوات الاتحاد الإفريقي في الإقليم من دون إرسال قوات.
وفي تصريحات له عقب اجتماعه أول أمس في البيت الأبيض مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الاجتماع تركز على الوضع في إقليم دارفور، واتفقا فيه على العمل معا ومع الحكومات في أوروبا وآسيا وغيرها لتأمين وجود أمني فعال لحماية النازحين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى الإقليم. وقال إنه سيلتقي ربيكا قرنق أرملة الزعيم الجنوبي الراحل والوزيرة في حكومة الجنوب مرة ثانية، بعد أن كان قد أجرى معها حوارا مطولا عن تطبيق اتفاق السلام في السودان.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن بلاده في مقدمة المجتمع الدولي ستضع حدا فاصلا لأزمة دارفور وفق حلول تضعها بعيداً عن الأطراف المتنازعة، إذا لم يتم التوصل إلى سلام خلال الجولة الحالية للمفاوضات. وقال في لقاء مفتوح أمس في العاصمة النيجيرية أبوجا مع الوفود المتفاوضة والاتحاد الإفريقي والشركاء الدوليين إن الحكومة السودانية جادة تجاه حل الأزمة من خلال وفدها القيادي الرفيع في المفاوضات، ودعا قادة حركات التمرد المسلحة الذين مازالوا بعيدين عن قيادة زمام أمر وفودهم الى الحضور إلى طاولة المفاوضات واستلام مهامهم بجدية، موضحا أن ذلك قاد إلى شكوك في أوساط المجتمع الدولي حول نواياهم التي تبرهن عدم رغبتهم في التوصل إلى حلول سياسية عادلة لقضية دارفور.
ودعا الوزير البريطاني إلى فرض عقوبات على كل من يعرقل سير المفاوضات ويخرق وقف إطلاق النار ويعرقل حركة القوافل الإنسانية ومهام بعثة الاتحاد الإفريقي في الإقليم، وقال: إن المجتمع الدولي يرغب في أن تتوقف المناورات والعدائيات، ويهمه أن يرى عملاً حقيقياً ومساعي من الطرفين للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.
وقال سترو إن بلاده ملتزمة من أجل أن يكون السودان عضواً نشطاً وإيجابياً في منظومة المجتمع الدولي، وذلك لن يتأتى إلا بتطبيق اتفاق السلام الذي تم توقيعه في كينيا العام الماضي بين الشمال والجنوب تطبيقاً كاملاً وحل أزمة دارفور. وأعلن عن دعم حكومة بلاده الاتحاد الإفريقي بمليون جنيه استرليني، مشيدا بجهوده على الأرض من خلال قواته في دارفور وإدارته ورعايته لمفاوضات أبوجا.
وفي بروكسل (رويترز)، قال دبلوماسيون في حلف الأطلسي: إن الحلف سينظر بجدية في المناشدات الجديدة بتقديم الدعم لقوات الاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور، لكنهم استبعدوا في الوقت الراهن عملية نشر كبيرة لقوات الحلف هناك. وقال دبلوماسي بارز في الحلف تعليقا على دعوات وجهتها جماعات للمعونات الإنسانية كي يرسل الحلف قوات إنه لا يعتقد أن أحدا يريد ذلك، فالتركيز سيكون أكثر على تعزيز دور “الأطلسي” في الدعم في عملية الانتقال من الاتحاد الإفريقي لمظلة الأمم المتحدة”.
وفي الخرطوم (أ.ف.ب)، أعلن المسؤول في الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مايك ماكدوناج إن الوضع الإنساني تحت السيطرة في دارفور، على الرغم من الفلتان الأمني في بعض المناطق، وأفاد بأن العمليات الإنسانية تغطي غالبية المناطق، وأن برنامج الغذاء العالمي وعشرات الشركاء وزعوا في 2005 ما مجموعه 439 ألف طن من المواد الغذائية في منطقة دارفور.