السودان: الطلاب يتعرضون للضرب والاعتقال وللتعذيب – حسبما ور-
في بيوت الأشباح"

علمت منظمة العفو الدولية أن قوة تابعة للشرطة ولقوات الأمن وصلت حوالي الساعة 12:00 من ظهر يوم السبت، 11 فبراير/شباط، في 15 سيارة إلى جامعة جوبا في بحري، بالخرطوم، بناء على طلب مسؤولين في الجامعة. وبلا تحذير، راح هؤلاء يضربون بالهراوات مجموعة من الطلبة كانوا قد تجمعوا بصورة سلمية أمام مبنى الإدارة.

وأثناء الاشتباك الذي تلا ذلك، أضرم الطلاب النار في خمس مركبات (معظمها مملوكة لإدارة المدرسة)، كما حرقوا ثلاث كافيتيريات وجزءاً من مكتبة المدرسة.

واعتُقل عدد من الشبان والفتيات. وفرَّ من لم يعتقلوا إلى مناطق بحري المحيطة بالجامعة. وتعقبتهم الشرطة وقامت خلال الساعات القليلة التي تلت بالقبض على أشخاص افترضت أنهم من الطلاب المشاركين في الاحتجاج، ومن ثم قامت بنقلهم إلى مركز شرطة أم ديريو، في شمالي بحري، بالخرطوم. وبلغ إجمالي عدد من اعتُقلوا 200 شخص، منهم 149 من الإناث، و51 رجلاً. وإثر مناشدة من أحد ممثلي الحركة الشعبية لتحرير السودان، أُفرج عن الفتيات في الساعة 5:00 صباحاً من اليوم نفسه بلا توجيه تهم إليهن. ولم يسمح لممثلي بعثة الأمم المتحدة في السودان بمقابلة أي من المعتقلين.

وطبقاً لأقوال مصدر موثوق، نُقل المعتقلون ليلاً إلى أماكن اعتقال غير رسمية للأمن الوطني تعرف باسم "بيوت الأشباح"، حيث جرى تعذيبهم. كما حُرم المعتقلون، بحسب ما ورد، من الطعام ولم يسمح لهم بالالتقاء بمحام أو بعائلاتهم.

أما الأسباب التي أُعطيت لاستمرار احتجاز الطلاب الواحد والخمسين المتبقين من الذكور فتتضمن تدمير ممتلكات عامة، وحرق الممتلكات بصورة متعمدة، والشغب العام، وجرائم ضد الدولة – وهي جرائم تحمل في طياتها احتمال الحكم بالإعدام. ولم يُعرض هؤلاء بعد على قاض للنظر في قانونية اعتقالهم.

وعلقت منظمة العفو الدولية على هذه التدابير قائلة: "إننا ندين الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة وقوات الأمن، وندعو السلطات السودانية إلى احترام حق من اعتُقلوا واحتُجزوا في محاكمة عادلة، بما في ذلك حقهم في أن يعرضوا على وجه السرعة على قاض وفي أن يتصلوا بمحام وبعائلاتهم وأن يعرضوا على طبيب إذا لزم الأمر".
وحثت المنظمة الحكومة السودانية على ضمان عدم تعريض من اعتُقلوا للتعذيب أو لأي ضرب من ضروب المعاملة، أو العقوبة، القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وتقديم من يُشتبه بارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان إلى العدالة، وفقاً للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة.

كما دعت المنظمة السلطات السودانية إلى السماح لمراقبي حقوق الإنسان التابعين لبعثة الأمم المتحدة في السودان بالالتقاء بالمعتقلين.

خلفية
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، نقلت الحكومة السودانية جامعة جوبا إلى شمالي السودان بسبب المخاطر الأمنية للحرب في الجنوب. ومنذ يناير/كانون الثاني 2006، وُعد طلاب جامعة جوبا، ومعظمهم من الجنوبيين، بإعادة الجامعة إلى جوبا لتفتح أبوابها في جنوبي السودان مجدداً، حيث كانت في الأصل، حيث تقوم مبانيها حالياً فوق أراضي معهد يتبع جامعة السودان.