الخرطوم: إسماعيل ادم
يزور الرئيس السوداني عمر البشير اليوم، لأول مرة منذ توقيع اتفاق السلام، مدينة «رمبيك» معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان لساعات، قبل ان يزور مدينة جوبا كبرى مدن الجنوب، ليعود الى الخرطوم في ذات اليوم. وتأجلت الزيارة اكثر من مرة في الاسابيع الماضية في تزامن مع تراشق اعلامي بين الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية في السودان: حزب المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية لتحرير السودان، حول تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما، وتركز الخلاف حول اقتسام عائدات النفط. وقال ديفيد نوك وزير التربية والتعليم نائب حاكم ولاية البحيرات بمدينة رمبيك ان الاستعدادات اكتملت لاستقبال البشير، واضاف ان ولاية البحيرات حشدت مواطنيها لاستقبال البشير بعدد مساو للمواطنين الذين استقبلوا قائد الحركة الراحل الدكتور جون قرنق بالخرطوم. وذكر المسؤول في حكومة الجنوب ان زيارة الرئيس البشير تكتسب اهمية خاصة باعتباره رئيسا للجمهورية ورئيسا للمؤتمر الوطني الشريك في حكومة الوحدة الوطنية، واشار الى ان البشير سيلتقي حكومة الولاية، ويخاطب لقاء جماهيريا بميدان الحرية برمبيك ويضع حجر الاساس لدار حزب المؤتمر الوطني بجانب افتتاحه مركزا صحيا يتبع الصندوق القومي للتأمين الصحي.
وفي خطوة غير متوقعة، اسقط المجلس الوطني (البرلمان) بالاجماع امس المرسوم المؤقت، قانون تنظيم العمل الطوعي والانساني المثير للجدل والخلافات بين الحكومة والقوى السياسية الأخرى، تمهيدا لايداع مقترح مشروع قانون جديد من مجلس الوزراء. وعبر نواب من كتل برلمانية مختلفة عن السعادة باسقاط المرسوم المؤقت الذي اعتبروه مناقضا للدستور الانتقالي واتفاقية السلام السودانية. واستأنف البرلمان امس دور الانعقاد الاول بعد اجازة امتدت نحو خمسين يوما، واكد احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني ان العمل سيقتصر على المراسيم المؤقتة مع وجود قضايا ملحة تحتاج لرأي البرلمان مثل تقويم مسيرة السلام، والمخاطر التي تحدق بالبلاد. وقال الطاهر: «قد نضطر الى ادخال موضوع او اثنين على جدول الاعمال»، وشدد «نريد ان نرفع اعمال البرلمان بداية الاسبوع المقبل اذا سارت الامور كما ينبغي». ويجيب وزير المالية والاقتصاد في جلسة البرلمان اليوم على سؤال النائب علي محمود حسنين من «التجمع الوطني» حول الاموال التي صرفت على مؤتمر القمة الرابع للاتحاد الأفريقي بالخرطوم.
من ناحية اخرى، اتهم وزير الدولة بوزارة الداخلية اليو ايناق اليو رئيس حزب الامة المعارض الصادق المهدي والمحامي فاروق ابوعيسى القيادي في التجمع السوداني المعارض بتعقيد ازمة طالبي اللجوء السودانيين في القاهرة، وقال الوزير الذي انهى زيارته الى القاهرة أول من امس في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس ان مشكلة طالبى اللجوء المشاركين في احداث القاهرة تحتاج الى تدخل على مستوى كبير في الدولة، وحذر من انها قد تتكرر. وقال اليو ان الحكومة المصرية رفضت دفع تعويضات مالية لاسر الضحايا بحجة انه ليس لدى مصر قانون يمنح التعويضات في مثل هذه الحالات، غير انها قالت ان قانونا لهذا الغرض اودع لدى مجلس الشعب لتعويض ضحايا الباخرة المصرية التي غرقت في البحر الاحمر وانه سيشملهم ان اجيز، وقال ان مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة دفعت مبلغ الف دولار لكل اسرة. واوضح الوزير ان عدد قتلى الاحداث قد ارتفع الى 30 قتيلا وان 29 جثة لا تزال بالمشرحة وان فريقا من الطب الشرعي السوداني خف الى هناك للوقوف على اسباب وفاتهم.
وقال المسؤول السوداني الذي زار مصر على رأس وفد ضم معتمد اللاجئين ومدير الجوازت والهجرة ان تدخل السياسيين مثل الصادق المهدي وفاروق ابو عيسى فاقم المشكلة وشجع المحتجين على الاعتصام، كذلك رواج الشائعات التي تتحدث عن نقلهم الى أميركا وكندا وغيرها ضاعف عددهم في ميدان محمود من ألفين الى خمسة آلاف شخص.