في حديث صحفي مع صحيفة Le Temps التشادية

منذ العام 1994 و احمد يعقوب يحارب الرئيس إدريس دبي ملتزما بالمبادئ الاتية : طالما ادريس دبي في السلطة

سأظل في المعارضة لأحاربه حتى إسقاطه. هذه المقولة يرددها ويلتزم بها حتى ألان .

كان أمينا عاما للجبهة الوطنية التشادية الحديثة FNTR ثم المسؤل عن الإعلام لتحالف CMAP ثم نائبا ورئيسا لنفس التحاف في عام 2002 قبل ان يكون مسؤلا عن العلاقات الخارجية لتحالف الFUDP بعد ذلك المستشار لتحالف CDDC قبل تكوين الجبهة المتحدة التي يترأسها محمد نور. والان يعمل مديرا عاما لجريدة الوحدة.

تتحاور معه جريدة Le Temp التشادية في مقابلة خاصة.

Le Temps : لماذا اشتركتم شخصيا في لقاء المعارضة المسلحة التشادية الذي تم انعقاده في شرق البلاد مؤخرا ؟

احمد يعقوب: انتم تدركون انني عضو في المعارضة التشادية منذ أكثر من عشرة سنوات حيث تقلد عدة مناصب

أستطيع أن أقول منذ أن تخليت عن الأمانة العامة للجبهة الوطنية التشادية الحديثة عام 2002 بعد الانتخابات العامة

للجبهة التي جرت هناك أصبحت أتمتع بقدرا كبيرا من الثقة لدي زعماء المعارضة التشاديين مما جعل بعضهم يطلب

مني التدخل في بض القضايا الشائكة بقية حلها بالطرق السلمية.

ام فيما يخص الاجتماع الذي تذكرونه أكد لك أني لم احضره بسبب مشاغل خاصة ونظرا لضيق الوقت أيضا لانه انعقد

بطريقة مفاجئة و انتم تعلمون اننا في الغرب مبرمجون علي حلقات عمل بعيدة ألمدي فأعاقتني بعض الشئ فحضرت

متاحرا و لم لتمكن من لعب أي دور.

Le Temps : هل بامكانكم شرح لنا الخطوط العريضة للاجتماع ؟

احمد يعقوب: هذا الاجتماع الذي لم اتمكن من المشاركة فيه مبدئيا كان هدفه تحقيق الوحدة ودراسة كيفية مشاركة

الحركات الاخرى فيها, ووضع ميثاق للمرحلة الانتقالية وفتح مكتب موحد ووضع استراتيجية سياسية وعسكرية ودبلوماسية... وتخصيص الميزانية الكفيلة بتحقيق ذلك.

Le Temps : المعروف أن حركتكم الFNTR قد تخلت بشكل نهائيا عن النضال المسلح منذ عام 2002 ولكنكم اليوم انضميتم إلي معسكر الجبهة المتحدة ويقال ان وحداتكم تاتي في الرتبة الثانية من حيث الكم أليس هذا تناقضا مع قراركم المبدأي؟

احمد يعقوب: اولا انا ليس لدي التفاصيل حول ما تتحدثون به ولكن اعرف أن حركتنا قامت باستدعاء مناضليها العسكريين وان هذه السياسة لا تتناقض مع قرار الحركة بنبذ العنف , لان الرئيس التشادي ديبي لايعرف الا لغة العنف

وهو الذي أوصلنا الي هذا النطق. اريد ان تقول ليس هناك مرتبة اولي اوثانية وانما كل الجبهات الثمانية قد تم توحيدها

في قالبا واحد. كما اكد لكم ان الجبهة الوطنية التشادية الحديثة قد تم حلها مثل حل الجبهات والحركات الاخري ونحن

نلتزم بما يمليه علينا ميثاقنا ولا نحرفه.

Le Temps: ما هو منصب الامين العام للجبهة الوطنية التشادية الحديثة FNTR الأستاذ بابكر اسماعيل في التحالف؟

احمد يعقوب: الأستاذ بابكر إسماعيل حاليا لا يشغل أي منصب رسمي لكنه يلعب دورا هاما في تقريب وجهات النظر

التنظيمية.

Le Temps: ماذا عن الأنباء التي تقول ان الجبهة المتحدة ترشحكم لمنصب الاعلام ولكنكم تترددون؟

احمد يعقوب: صحيح انني رشحت لهذا المنصب من قبل الجبهة المتحدة وقد وافقت في البداية ولكن بعد دراسة عميقة

للأوضاع وجدت إنني لا أستطيع ان اشغل هذا المنصب بسبب اشغالي الخاصة واشياء اخري لا اريد التحدث عنها في

الوقت الراهن. وعلي كل حال إنني سأظل عضوا بسبب عضوية الFNTR في التجمع كما انني قد قدمت استراتيجية

كاملة خاصة بالإعلام.

Le Temps: هل نفهم من ذلك ان التجمع يمر بأزمة ما خاصة بعد بيان حركة ال SCUD التي يتراسها السيد يحي ديلوكذلك عدم تمكنكم من فتح المكتب؟

احمد يعقوب: نعم صحيح أن التحالف يمر ببعض الصعوبات ولكنها قابلة للحل ولا تعتبر أزمة.

أما بخصوص بيان حركة يحي ديلو هناك مساعي للوساطة وربما سيتوجه وفد الي الميدان لتسهيل الأمور

في الأيام القليلة القادمة ونحن حريصين علي وحدة التجمع ونعتبر حركة ألا SCUD عنصرا هام في التحالف.

Le Temps : ماذا تقولون في اولائك الذين يعتبرون أن النقيب محمد نور قبليا وهو يخشى المتعلمين.

كما انه لا يعير اهتمام للجانب السياسي؟

احمد يعقوب: اعتقد انه من الصعب الحكم عليه ألان لقد نجح النقيب محمد نور في إعطاء المعارضة التشادية فرصة

في توحيد صفوفها علي الصعيد العسكري. فلابد من إعطائه الفرصة الكافية لكشف كفائته علي الصعيد السياسي، اعتقد

انه ذكيا بمافيه الكفاية لتفادي الأخطاء. كما أريد أن أقول أن التشاديين اليوم ليسو أغبياء وهم لا يقبلون ابدآ نظاما

قبليا أخر.

Le Temps: الا تخشون ان المعارضة التي تساندونها ان تقيم نظاما قبليا اخر؟.

احمد يعقوب: إن إدريس ديبي رئيسا نادرا انه يؤمن بالنظام القبلي ومن الخطأ الاعتقاد باننا نستبدل رئيسا قبليا باحر

مثله؟. ولذلك من المصلحة الوطنية أننا نقترح إقامة نظام ديموقراطي يتمثل في رئاسة الجمهورية الرمزية ومجلس نيابي ذو السلطة التنفيذية والعدالة المستقلة.

Le Temps:- انتم تصرون دائما منذ سنوات علي إقامة نظاما شبه رئاسيا في تشاد هل بمكانكم ان تشرحوا لنا م:- ماهية

هذا النظام؟.

احمد يعقوب: ان النظام الذي يحل محل النظام الحالي مهما كان اتجاهه فلابد من ان يقيم مؤسسات فعالة تساعد علي استتاب الوضع. وإذا اعتقدنا العكس فأننا مخطئون. ان الديموقراطية الحقيقية هي التي تقوم علي حماية امن المواطنين ولهذا يجب أولا تامين الهياكل السياسية. و في غياب مؤسسات وفقا لظروف البلاد الحالية فان أي سلطة تصل إلي سدة

الحكم فلاشك وقبل كل شئ ستفرض النظام القبلي. ولهذا نحتاج اليوم لاستراتيجية حديثة واذا كنا حقا نريد حلا دائما في بلادنا فلاشك إننا نحتاج إلي دولة ذات دستورا حديثا تؤمن الاستقرار والعيش

وعلي سبيل المثال أن 90% من البلاد المستقرة سواء في أوروبا أو في أي مكانا أخر مثل ايطاليا سويسرا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا وإثيوبيا.. كل هذه البلدان اعتمدت النظام الشبه رئاسي أو ما شابه ذلك. أن مثل هذا النظام يفصل تدريجيا السلطة السياسية والاقتصادية لأنه يعتمد على اللامركزية .

هذا النظام يناسب بلادنا لأنه يساعد على استتاب الأمن حيت ينشا أيضا سلطات جديدة ذات القرار التنفيذي مستقلة من مراكز الدولة التنفيذية كما يساعد هذا النظام الشباب المتعلم من استغلال ذكائهم وعلمهم للمساهمة في بناء وتنمية الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا دون الحياز او التأثير بأي سلطة تنفيذية للدولة.

ففي هذا النظام يستطيع كل الشعب من استثار طقاته نحوا تقدم البلاد وفي ومثل هذا النظام تستطيع بلادنا الآفلات أخيرا من مرض القبلية والإقليمية والذي سبب في تدميرنا .

هذا هو الحل الوحيد الذي ينقذ بلادنا و إلا سنظل ندور حول أنفسنا ولزمن طويل .

Le temps : ـ بصفتكم مراقب وناشط سياسي تشادي ما هي ملاحظكم للوضع السياسي والاجتماعي الحالي في بلادنا ؟

احمد يعقوب : ان الوضع الحالي خطير ومؤسف للغاية وان الوقت قد حان لذهاب ديبي عن السلطة لأننا إذا نظرنا ماذا أنجز النظام منذ 15 عاما فلا نجد شيئا نذكره .

وفي القرن الحادي والعشرين نرى أن البلاد خالية من الطرق ومن الموصلات هناك إدارة فاسدة, دوله خالية من الجيش الوطني, مدن بدون مياة وكهرباء لا يوجد امن وآلاف الشباب يفرون إلى الخارج .

لقد أقام نظام ديبي نظام قبليا وشاع الفساد والكراهية والفوضى وقد نشرت منظمة الشفافية الدولية أن تشاد جاء في المرتبة الأولى من حيث الفساد . ولهذا ليس هناك سبيلا من انقاد تشاد سوى ذهاب إدريس ديبي ان شاء ام آبا .

وإذا كان ذكيا فسيوافق على التنحي عن السلطة بالتفاوض . ولا اعتقد اذا كان ديبي قد سأل نفسه مرة واحد لماذا لا يخرج الشعب في مظاهرة ليؤيده في الوقت الذي يخرج الشعب العراقي يؤيد فيه رئيسه صدام حسين الذي هو رهن الاعتقال ؟ لابد أن يعرف ديبي ان الشعب لا يريده .

Le Temps :ـ ما موقفكم اذا ما أرادت الحكومة التشادية من الدخول في مفوضات جادة مع المعارضة ؟

احمد يعقوب : الرئيس ديبي لم يكن يوما صادقا ولا احد يصدقه لأنه اغلق نفسه في محتجز من الغوغائية والأكاذيب .ولكن إذا قدر خطورة الوضع فعلية أن يقبل الاستقالة بحوار وفي هذا الوقت سوف نضمن له مخرج مشرف .

ولا أرى عيبا أن يعترف ديبي باخطاءة ويتخلى عن السلطة . ولهذا أدعو إلى الدول الصديقة من اجل ممارسة ضغوط على ديبي ليرحل عن السلطة.

Le Temps:ـ ماذا موقف فرنسا من الوضع الحالي؟

احمد يعقوب : ان فرنسا ليست غبية . انها تتابع الوضع عن كثب ولا اعتقد انها ستساعد نظاما منهارا تخلى عنه أقربائه والشعب التشادي وفي نفس الوقت لا يمكنها أن تشجع قدوم معارضة تقيم الفوضى في البلاد. وأنا اعتقد أن بخلاف اتصالات منفردة لم تقم المعارضة باقناع فرنسا حتى الأن واعتقد ان علينا العمل على أقناع فرنسا .

Le Temps :ـ الرئيس ديبي يتهم السودان بزعزعة الاستقرار في تشاد ما هو تحليلكم ؟

احمد يعقوب: هذا راسخ في عقل الرئيس ديبي وليسى لهذه أي معنى .

وإذا كان حقا أن السودان يريد زعزعت الاستقرار في تشاد أنا أول من احمل السلاح للدفاع عن الوطن. أيضا أريد أن أضيف أن إعلان الحرب لا يمكن أن يكون بهذه الطريقة.

Le Temps:ـ ولكن احد رفاقكم السيد عبد الواحد عبود الامين العام للمجلس الأعلى للجبهة المتحدة (fuc) قد اقر في تصريح له في الإذاعة الفرنسية بأن السودان يساعد المعارضة التشادية ؟

احمد يعقوب: عبد الواحد عبود لم يفعل هذا ولكنه قال أن للشعب التشادي علاقات وثيقة مع الشعب السوداني وللأسف هناك تآمر صحفي بتحريف قوله لأسباب لم ندركها بعد .

إذا كان هناك بلد مجاور لتشاد قد ساعد النظام التشادي وحارب المعارضة فهو السودان .

وبدعم السودان استطاع نظام ديبي البقاء 15 عاما . أن إدريس ديبي اتهم ليبيا في السابق والولايات المتحدة والصين وفرنسا التي رفضت إلقاء قنابل على المعارضة اثنا معارك مدينة ادري. كما اتهم بوركينا فاسو لسبب عبور احد المعارضين التشادين بأراضيها . هذا النظام منهار تماما .

Le Temps:ـ يقال انك كثير التشدد تجاة النظام ما تفسير هذا التشدد ؟

احمد يعقوب: سمعت هذه الأغنية مرات عديدة. الالتزام بالمبادئ ليس تشدد .

أنا لا اعتبر نفسي سياسيا ولاكن مدافع عن حقوق الإنسان مند أن عارضت النظام 1994 لم امتنع من المطالبة بالاعتراف بالحقيقة .

هل تريدني أن أنسى المجازر التي ارتكبها هذا النظام مقابل الحصول على منصب. ؟

Le Temps:ـ هناك أنباء عن أن النظام قد أوفد إليكم عدة وفود للتفاوض معكم وآخر المبعوثين هو وزير العدل هل هذا صحيح ؟

احمد يعقوب : أنا معارض ولبد أن اترك الباب مفتوح للحوار أما بالنسبة لوزير حقوق الإنسان عبد الرحمن جسنباي فانه صديق قبل أن يكون وزيرا.

جاء أوائل ديسمبر وقد ناقشنا وعرضت عليه ثلاثة شروط :

1: ان يقبل الرئيس ديبي رسميا بعدم ترشيح نفسه بالانتخابات الرئاسية القادمة وعلية أن يعترف بوجود أزمة في البلاد.

2: أن يتعهد بضمان انتخابات حرة ونزيهة.

3:أن يوافق على عقد قمة للمصالحة الوطنية. وبعد هذا اللقاء, عاد الوزير مرة ثانية وهو يقول لي ان دبيبي موافق على كل هذه الشروط وعلينا مناقشتها .

ولكن علما بأن ديبي غير صادق طلبت من الوزير تكليف الاتحاد الأفريقي بهذا الملف. ولم يرجع الوزير اليى مرة أخرى.

Le Temps : تتهم السلطات بأن لجريدتكم ’’ الوحدة ’’ ضلع في الإضطرابات في البلاد . ماذا تردون بصفتكم المسؤل الأول في الجريدة ؟

احمد يعقوب: هل احمد يعقوب هو الذي جعل من تشاد افسد دولة في العالم حسب ماجا في تقرير منظمة الشفافية العالمية ؟ لا أحد يصدق النظام القبلي. وبخلاف بعض العملاء فأن الشعب التشادي يساند جريدة الوحدة التي تقدم له خدمة مجانية.

Le Temps : في نهاية عام 2005 كانت حافلة بالأحداث مثل: انشقاقات ، فرار ، حرب ، واستنزاف ، ولكن في النهايةهناك هدوء ظاهر

هل تخلى المتمردون عن لغة الحرب والسلاح؟
أحمد يعقوب : ـ ان المعاضة التشادية لم تفضل الحرب يوما بصفة عامة، وبعد معركة ـ أدرى ـ انضم عدد كبير من الجنود والمدنيين لا سيما ان أولئك الذين رأوا كثيرا من الفساد والتجاوزات المرعبة.

لقد انضموا هؤلاء الى المعارضة بهدف تغيير النظام في تشاد.

والمعارضة التي لم تتوقع هذا الواقع ووجدت نفسها في حالة تستدعي كثيرا من الحذر والمسئولية.

ويضاف الى ذلك ان هناك قضية اكمال عمليةوحدة : الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطي ـ

لهذا السبب أراك تتحدث عن الهدوء الظاهري . FUC

Le Temps : الجدل الدائر حاليا في البلاد يتركز حول حالة الشد والجذب الموجودة بين البنك الدولي والحكومة التشادية بأعتبارك معارض فهل لك مشاركة تضيفها بخصوص هذه الأزمة التي يبدو أن حلها بعيد المنال؟

أحمد يعقوب : باعلان البنك الدولي علينا بأن الرئيس ـ دبي ـ ينوي استخدام مردود النفط لشراء الاسلحة ! يظهر الرئيس التشادي بوجهه الحقيقي:ـ

الوجه ـ الذي تجهله المؤسسات والمجتمع الدولي منذ مدة طويلة!
والمعارضة المسلحة مع احترام الالتزامات الا انها تساند موقف البنك الدولي في نزاعه مع الرئيس ـ دبي ـ

وفي النهاية أشكر كافة العاملين بالجريدة على هذا الجهد من أجل مستقبل الصحافة الوطنية لنصرة القضايا الأمة...

Traduction et mise en page

Salahadine Mahadi, Abakar Yacoub, Dr. Cherif Jako