واشنطن: طلحة جبريل
قال مصدر في مجموعة تمثل الاميركيين المسلمين إن واشنطن ضغطت على عدة دول افريقية من أجل عدم تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي. وكان السودان تنازل خلال القمة الافريقية التي انعقدت اخيراً في الخرطوم عن رئاسة الاتحاد للكونغو بعد أن رفضت عدة دول رئاسته للاتحاد، وقال بيان أصدرته السفارة السودانية في واشنطن إن ذلك كان من أجل «مساندة شاملة للاتحاد الافريقي وتكريس اهتمام ملائم والتوصل الى سلام حقيقي في أقليم دارفور... وحتى لا يجد متمردو دارفور في قضية الاتحاد الافريقي مبرراً لرفض استئناف المحادثات في أبوجا في نيجريا».
واتهم متحدث باسم مجموعة الضغط «التحالف لمنح السلام فرصة» ( جي. بي. سي.آيه)، التي تضم اميركيين افارقة مسلمين خلال ندوة صحافية في نادي الصحافة في واشنطن، الادارة الاميركية بالضغط على الدول الافريقية والتلويح لها بسحب المساعدات إذا تمسكت برئاسة السودان للاتحاد الإفريقي، وقال إن التدخل الاميركي حال بالفعل دون أن يتولى السودان رئاسة الاتحاد. وقال أكبر محمد من التحالف إن الحكومة الاميركية تركز على إقليم دارفور وتتجاهل ما حدث ويحدث في الكونغو (زائير سابقاً) حيث قتل أزيد من ثلاثة ملايين شخص أثناء الحرب الاهلية، مشيراً إلى ان الذين قتلوا في دارفور من الجانبين (الحكومة والحركات المسلحة) لا يتعدى عددهم بضعة آلاف. ولمح إلى ان الغرب يقدم مساعدات الى الحركات المسلحة في دارفور متسائلاً «اذا كانت الحكومة السودانية تسلح الجنجويد.. فمن يسلح الحركات التي تقاتل الحكومة».
وقال عماد احمد مدير «معهد منارة الحرية في واشنطن» في الندوة الصحافية نفسها ما يجري في دارفور ليس ابادة جماعية، وعبر عن اعتقاده أن الحكومة والمعارضة تتحملان المسؤولية، أما محمد ماجد، امام «مسجد دالس» فقال إنهم يعارضون قتل المسلمين للمسلمين، من كل جانب، مشيراً الى انهم ارسلوا وفداً الى المنطقة. ودعا هاشم التني منظمة «سلام سودان» التوصل الى اتفاقية في دارفور مماثلة لاتفاقية الجنوب تكرس وحدة الاديان السماوية، وتحل المشاكل سلمياً.
وطالب حضري عبد الهادي منظمة «فرصة للسلام» بانهاء مقاطعة السودان والالتزام بتعهدات الدول المانحة في اوسلو، وناشد الجميع الى دعم جهود المسلمين في اميركا وفي كل الدول الاسلامية لوقف العنف في دارفور.
وفي سياق ذي صلة وزعت مجموعة الضغط «التحالف لمنح السلام فرصة» نص المذكرة التي سلمتها الى البيت الابيض في وقت سابق وكانت وقعت من طرف قادة الاميركيين المسلمين الى الرئيس جورج بوش تدعوه الى تطبيع العلاقات مع السودان ورفع الحظر المفروض عليه من أجل حل مشكلة دارفور خاصة بعد ان تشكلت حكومة وحدة وطنية وتقديم دعم كاف للاتحاد الافريقي لحفظ السلام في المنطقة.