ديبي: السودان اكثر من مليونين من مواطنيه نازحين لا يستحق ان يستضيف القمة الافريقية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 29/12/2005 10:05 م
اعتبر معارضون سودانيون ومجموعات حقوق الانسان ان استضافة السودان لقمة الاتحاد الافريقي في يناير المقبل هي مكافاة لا يستحقها النظام المتهم بابادة جماعية في دارفور. وجاء الاحتجاج الاقوى على انعقاد القمة في الخرطوم من تشاد التي اعلنت اخيرا انها في "حالة حرب" مع السودان الذي تتهمه بدعم متمردين تشاديين وبالقيام باعمال عسكرية على
الاراضي التشادية. وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي امس الاول الثلاثاء خلال زيارة قام بها الى نيجيريا ان "بلدا اكثر من مليونين من مواطنيه نازحين لا يستحق ان يستضيف القمة الافريقية" المقرر عقدها في 23و24 يناير المقبل في الخرطوم. وكان ديبي يشير الى النازحين من اقليم دارفور الذي يشهد منذ فبراير 2003 نزاعا بين الحكومة المركزية تدعمها ميليشيات محلية عربية وبين متمردين من اصول افريقية يطالبون بتوزيع عادل للسلطة والثورة وبانهاء "تهميش" الاقليم. وقمعت حكومة الخرطوم بعنف التمرد في دارفور ما اثار ادانات واسعة من المجتمع الدولي. واوقع نزاع دارفور الذي شهد مذابح وحالات اغتصاب وسرقات ما يقرب من 200 الف قتيل وادى الى نزوح 4،2 مليون من سكانه، وفق تقرير البرلمان البريطاني. وطلب مجلس الامن الدولي محاكمة 51 شخصا يشتبه في تورطهم في انتهاكات لحقوق الانسان في دارفور ومن بينهم مسؤولون حكوميون امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقد قامت لجنة تحقيق دولية شكلتها الامم المتحدة بتحديد اسماء هؤلاء الاشخاص كمشتبه بهم. واعتبرت حركة التمرد الرئيسية في دارفور وهي حركة تحرير السودان ان عقد القمة الافريقية في الخرطوم هو مكافاة لنظام الرئيس عمر البشير كما انه يمكن ان يعرقل الجهود المبذولة لانهاء الحرب في الاقليم. وقال المتحدث باسم الحركة محجوب حسين لوكالة فرانس برس ان "السودان غير مؤهل لاستضافة مثل هذه القمة فهو بلد يتدخل في شؤون الدول الاخرى". واعتبر انه "فيما يتعلق بدارفور فان القمة ستنهي العزلة الدبلوماسية التي كانت تعاني منها الخرطوم وتزيد من تعقيد مفاوضات السلام". وتجري المفاوضات الرامية الى التوصل الى حل سياسي للنزاع في دارفور في نيجيريا التي يحتمل، وفقا للاعراف السائدة، ان تسلم رسالة الاتحاد الافريقي للسودان وان كان ميثاق الاتحاد الافريقي ينص على ان الدولة المضيفة للقمة لا تتولى بالضرورة رئاسة الاتحاد. ونشرت منظمة هيومن رايتس ووتش رسالة مفتوحة الي اعضاء الاتحاد الافريقي الشهر الماضي تحذر فيها من ان عقد القمة الافريقية في الخرطوم سيؤثر على مصداقية المنظمة الافريقية لفترة طويلة. وقالت المنظمة في رسالتها ان "المسائل الشكلية مهمة وعقد القمة في الخرطوم في الوقت الذي ما تزال توجد فيه قضايا جادة مفتوحة بين الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي يظهر الامور وكان اي بلد يمكن ان يسخر من المنظمة الافريقية". وكان الاتحاد الافريقي ارسل العام الماضي اول بعثة سلام الى دارفور ولكنها فشلت في معظم الاحيان في منع العنف ويجري البحث الان باستبدالها بقوات من الامم المتحدة. وفي مقال بعنوان "خيانة دارفور"، دان المحلل الاميركي المتخصص في الشؤون السودانية اريك ريفز بعبارات قاسية استضافة الخرطوم للقمة. وقال "ان دول الاتحاد الافريقي مقتنعة بالتاكيد بان نظاما مسؤولا عن ارتكاب عمليات ابادة جماعية يمكن ان يكون مكانا ملائما لمناقشة قضايا افريقيا". ولكن في ما عدا تشاد ابدت اصوات قليلة في افريقيا اعتراضا على مكان انعقاد القمة. ففي جنوب افريقيا، طالب تحالف المعارضة الديموقراطي الرئيس تابو مبيكي باستخدام نفوذه في القارة من اجل الدعوة لنقل القمة الى عاصمة اخرى "اقل اثارة للجدل". ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية جمال محمد ابراهيم شدد على ان "استضافة الخرطوم للقمة الافريقية قررتها القمة الافريقية السابقة ولا يحق لاي دولة المطالبة بتغيير هذا القرار". كما قلل من شان المخاوف من ان يؤدى عقد القمة في السودان الى تسميم الجهود المستقبلية لحل مشكلة دارفور ورفض الرد على الانتقادات التشادية. وقال ابراهيم "قد تقرر القمة اعادة انتخاب الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو رئيسا للاتحاد لسنة جديدة وفي كل الحالات نتوقع ان يستمر في رعاية مفاوضات ابوجا".