وطلب ديبي ايضا عقد اجتماع لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول افريقيا الوسطى التي تضم الكاميرون وافريقيا الوسطى والكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وتشاد، قبل قمة الاتحاد الافريقي المقررة في العاصمة السودانية في 23 و24 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال «أطلب عقد اجتماع استثنائي لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية والنقدية للبحث في هذا الوضع واتخاذ موقف».
من جهته، قال الرئيس بوزيزي «سنطبق كل الآليات لنرى كيف يمكننا تقديم مساهمتنا لازالة التوتر في الوضع السائد بين البلدين». واضاف بوزيزي الذي عاد الى بانغي اول من امس بعد زيارة خاطفة للعاصمة التشادية، «ان كل ما يصيب تشاد تنجم عنه مضاعفات على جمهورية افريقيا الوسطى». ويبحث ديبي الازمة اليوم مع نظيره النيجيري اولوسيغون اوباسانجو في ابوجا التي وصلها امس.
ورفضت الحكومة السودانية امس اتهامات الرئيس التشادي، وقال السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السوداني في تصريحات صحافية امس ان تصريحات ديبي بمثابة «تحرش» بالسودان. وقال «رغم ذلك سنظل عند سياسة ضبط النفس وعلى سياستنا التي تقوم على حسن الجوار»، وكرر المسؤول السوداني ان بلاده لن تسمح لاي شخص باستخدام اراضيه ضد دولة مجاورة.
وقال الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية «هناك رغبة متبادلة بين السودان وتشاد لانهاء الخلافات ثنائيا». وأشار الى ان السودان «لا يرى مبررا للتصعيد التشادي الاخير، ولكن ما دام ان تشاد ابدت الرغبة فى معالجة الازمة فان هذا موفق اصيل للسودان». من ناحيته، أكد مسؤول دائرة وسط وغرب افريقيا في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حسن برقو وجود اتصالات بين الخرطوم وانجمينا في اطار تسوية الأزمة الحالية، وشدد على ان الخلافات لا تصب في مصلحة البلدين، مجدداً نفي الحكومة لما ساقه المسؤولون التشاديون من اتهامات.
وقال برقو في تصريحات صحافية «إن الحكومة ليس لها دخل في ما يدور على الحدود ولكن هناك جيوباً في دارفور يمكن ان تستفيد منها أية جهة»، وتابع: ان الحكومة تفضل الحوار المباشر مع احترامها لوساطة الاتحاد الافريقي.
ولم يستبعد برقو وجود مخطط يهدف الى دق إسفين في علاقة السودان بتشاد. وقال الأمين العام للحركة الوطنية للانقاذ الحاكمة في تشاد محمد حسين في تصريحات ان اتصالات بدأت بين المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحركة الوطنية الحاكمة في تشاد لتحديد موعد زيارة وفد من الأول لانجمينا بغرض الشروع في تسوية الأزمة.
وذكر ان بلاده كانت تتبنى منذ البداية الحل السلمي وعدم التصعيد وانتهاج الحوار لحل المشكلة لافتاً للمبادرة التي حملها في وقت سابق الى الخرطوم. ونفى حسين بشدة أن تكون بلاده تدعم حركة تحرير السودان أو أن الأخيرة تقاتل الآن الى جانب القوات التشادية المعارضة مشدداً على أن الحوار المباشر من شأنه ان يزيل أي سوء فهم تولد نتاجاً للأزمة الأخيرة وقطع بأن بلاده تفضل الحوار المباشر على الوساطات مبيناً ان الاتحاد الافريقي لم يطرح على الحكومة التشادية مبادرة للوساطة وانما طلب منها معلومات وأردف «لا غضاضة» في وساطة الاتحاد الافريقي ان هو رغب ولكن نفضل ان نعالج الأزمة في اطار الحكومتين والحزبين الحاكمين.
من جهته اكد الناطق باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين لـ«الشرق الاوسط» ان حركته لن تتدخل في النزاع بين الطرفين، وتمنى ان يتم حل القضية بالطرق السلمية لكنه حذر من ان حركته لن تسمح لاي طرف بالتوغل في الاراضي التي تسيطر عليها على الحدود وبالقرب من أدري منطقة النزاع. وقال حسين الموجود في لندن، ان حركته تحذر من نشوب حرب على الحدود، مشيرا الى ان الجيش السوداني حرك 50 عربة عسكرية من نوع تويوتا محملة بالاسلحة الى منطقة بالقرب من الجنينية عاصمة ولاية غرب دارفور. واشار الى انهم أبلغوا القيادة التشادية بهذا التحرك. واكد ان حركته ستقوم لاحقا باطلاع مجلس الامن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بتفاصيل الموقف. واتهم حسين الخرطوم بمحاولة تصدير ازمة دارفور الى دول الجوار «بعدما فشلت عمليا من معالجة الوضع» واضاف «الخرطوم تحاول تصدير نموذج الدولة الجنجويدية إلى كل دول الساحل الأفريقي». وطالب بتدخل دولي لحماية مواطني دارفور. واشار الى انه حان الوقت «لتقديم كل مجرمي الحرب في دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية لتفادي وقوع مجازر حقيقة لاحقا».