نجحت وساطة الاتحاد الافريقي في خفض التوتر بين السودان وتشاد في أعقاب إعلان الأخيرة الحرب على السودان، وأكدت الحكومة السودانية وجود مرونة في الموقف التشادي لمعالجة التوتر الأخير في العلاقات الثنائية عبر الحوار، في وقت قرر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو أمس ايفاد مبعوث خاص الى البلدين بهدف تخفيف التوتر بينهما، في حين اتفق على تحديد يوم 17 يناير/ كانون الثاني المقبل موعداً لانطلاق المفاوضات بين الحكومة وجبهة الشرق في مدينة سرت الليبية.
ونفى وزير الدفاع التشادي نية بلاده شن حرب على الشعب السوداني وقال الجنرال بشارة عيسى إننا لم نعلن الحرب على السودان لكننا قلنا إننا سنرد بقوة على كل من يتجرأ على ضرب تشاد من الخارج. وأضاف بشارة إن من حق تشاد طرد أي قوات وضربها ومتابعتها حتى يتم القضاء عليها، مجدداً اتهام تشاد للحكومة السودانية بدعم التمرد التشادي. وتساءل قائلاً: من أين لمحمد نور قائد التمرد وهو مجرد نقيب في الجيش التشادي بكل تلك السيارات التي هاجم بها ادري ومن داخل السودان؟ وقال إن الحكومة التشادية لا يمكن أن تقبل بضرب السودان من داخل أراضيها بأي حال من الأحوال، مشيراً إلى أن تشاد قد دعمت السودان ضد المتمردين في دارفور ودخلت كوسيط في المفاوضات الجارية في أبوجا. وأكد متانة العلاقات بين شعبي السودان وتشاد وقال إن التداخل القبلي بين البلدين يمنع تشاد من ضرب هذه القبائل الموجودة في البلدين.
وفي المقابل، ردت القوات المسلحة السودانية على تصريحات وزير الدفاع التشادي التي أكد فيها استعداد تشاد لملاحقة قوات المتمردين التشادية داخل الأراضي السودانية وضربها وتفكيكها بالإعلان عن جاهزيتها لصد أي عدوان على الحدود السودانية ودحره.
وأكد الفريق الركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني أن القوات المسلحة لن تسمح لأية جهة بتجاوز الحدود السودانية سواء كانت من الجيش التشادي أو من المتمردين على حكومة انجمينا، وجدد رفض الحكومة السودانية استقبال قوات المعارضة التشادية داخل الأراضي السودانية وقال: “لقد جردنا من قبل المعارضين التشاديين من سلاحهم، ولن نسمح بدخول قوات المعارضة التشادية إلى بلادنا”. وشدد وزير الدفاع على أن القوات المسلحة ستتخذ الإجراءات المناسبة لتأمين وحماية الحدود السودانية.
في غضون ذلك، دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلي في بيان اصدره في جدة أمس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ودول العالم عموماً إلى “الايفاء عاجلاً” بالتزاماتها ازاء ضحايا كارثة تسونامي. وقال إنه “رغم مرور عام على الكارثة ما يزال معظم السكان يعيشون في مخيمات مؤقتة تنقصها كثير من ضروريات الحياة الكريمة وحركة التعمير ما زالت دون الطموح”.
وطالب “الدول الاسلامية والمجموعة الدولية بالإيفاء عاجلاً بالتزاماتها التي سبق أن أعلنت عنها في مؤتمر المانحين المنعقد في جاكرتا في يناير/كانون الثاني 2005”.
وأشار احسان أوغلي إلى ان “الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي كانت أكبر المانحين لاندونيسيا بعد وقوع كارثة تسونامي حيث بلغ اجمالي الدعم المقدم حوالي 1،3 مليار دولار”.
كما أوضح ان الأمانة العامة قامت وبمبادرة من السعودية وماليزيا بتبني مشروع لكفالة الأطفال ضحايا الكارثة يشمل 25 ألف طفل ولمدة 15 عاماً.
وأوضح ان المنظمة التي تضم 57 بلداً اسلامياً شكلت للغرض “تحالف منظمة المؤتمر الاسلامي لرعاية الأطفال ضحايا تسونامي”، مثمناً مساهمات كل من السعودية والإمارات وتركيا في هذا البرنامج.
الى ذلك تم تحديد السابع عشر من يناير/كانون الثاني المقبل لانطلاق المفاوضات بين الحكومة وجبهة الشرق بمدينة سرت الليبية برعاية دولية فيما لوح عبد الله موسى نائب الأمين العام لجبهة الشرق بالمطالبة بحق تقرير المصير لأهل شرق السودان إذا ما دفعت الحكومة التنظيم لاختيار ذلك.
وقال موسى في مؤتمر صحافي عقدته الجبهة بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم إنهم سيقومون بتقديم تصور معقول يحفظ للحركة الشعبية كامل حقوقها التي نصت عليها اتفاقية نيفاشا، ولكنه يمنح الجبهة في الوقت ذاته ما لم تجده في تلك الاتفاقية، وأشار إلى ان من بين الخيارات المطالبة برئاسة دورية لجمهورية السودان أو إنشاء مجلس رئاسي يحفظ للجميع حقوقهم. وقال إن الجبهة ستفاوض من أجل إنشاء سودان ديمقراطي فيدرالي حقيقي وقسمة عادلة للسلطة والثروة. وقال إن الشرق بأجمعه موحد حول الجبهة، مشيراً إلى انضمام قيادات بعينها للجبهة من غير أبناء الإقليم، ولكنه استهجن في الوقت ذاته مطالبة محمد عثمان الميرغني بالمشاركة في المفاوضات، مشيراً إلى أن الأخير كتب للوسطاء خطاباً يخطرهم بذلك.