الخرطوم : أنور عوض
دعا زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الحكومة للتخلي عن أطروحاتها القومية شكلا والحزبية فعلاً حول دارفور - على حد تعبيره - وقبول وثيقة القوى الوطنية دون تحفظ وأردف «مرونة موقفنا الحريص على حل قومي لأوضاع دارفور أوهمت النظام أننا يمكن ان نقبل أطروحاته» واتهم المهدي الذي احتفل أمس بسبعينيته، الحكومة بزج أربع مصالح لم تكن موجودة في قضية دارفور وهي الأثنية المسيسة والانتفاضة المسلحة والمأساة الانسانية الى جانب تدويل القضية. وقال المهدي في كلمة ألقاها ضمن فعاليات الاحتفال الذي نظم نهار أمس بنادي الأحفاد بمناسبة بلوغه سن السبعين إن اتفاق السلام تلفظ بالقومية والشمول والمشاركة الجامعة ولكن واقع التنفيذ نفى تلك المبادئ بل أوجب قيام استقطاب حاد في البلاد وأغلق باب السلام الشامل مشدداً على أنه آن أوان تجاوز الترحيب العاطفي بالسلام الجزئي والحرية النسبية مطالباً بوضع الحروف على النقاط فيما يلي المخاطر المحيطة داعياً لاتخاذ موقف أكثر رفضاً لما أسماه بخطاب اتفاقية السلام لتنبيه طرفي الاتفاقية الى خطورة الاصرار على عدم التصحيح وقال المهدي انه لايمكن لصفقة بين حزبين لايمثلان كل القوى السياسية المدنية. البقية ص 2
ولا كل القوى السياسية المسلحة في السودان ان تدعي سلاماً شاملاً واضاف أن الاصرار على هذه الصفة وهم ستبدده الأحداث. وقال إن الاتفاقية أعطت الجنوب حقوقاً تمثل سابقة لاستحقاقات الاقاليم الأخرى ولكنها قفلت باب اعطاء تلك الحقوق باعتبار ان اتفاقية نيفاشا هي اتفاقية السلام الشامل النهائية وأضاف المهدي انه ما دام هذا الأمر مستمراً فلا مجال لتسوية مطالب غرب السودان ولا شرقه ولا أية جهة سياسية أخرى وأوضح المهدي في الكلمة التي حضرها ممثلون للقوى السياسية والدبلوماسيين الأجانب ان ما نصت عليه اتفاقية السلام بمناصفة أمر القوات المسلحة معادلة مستحيلة. وقال المهدي ان الحل الوسط الذي قام عليه بروتوكول ميشاكوس بتطبيق الاسلام في الشمال ولا يطبق في الجنوب بأنه حل معقول مستهجناً استمرار أسلمة الأحكام باجتهاد المؤتمر الوطني ودون مشاركة أغلبية المسلمين ووصف ذلك بأنه يخلو من المعقولية والعدالة.ويذكر ان اللجنة القومية للاحتفال بالعيد السبعين للامام ا لصادق المهدي تنظم مساء اليوم بالأحفاد ندوة تتناول جوانب من اسهام وفكر المهدي والتجديد الديني
