الخرطوم: اسماعيل آدم
تراجعت تشاد عن موقفها المتشدد حيال العلاقات المتوترة بينها وبين السودان، وقالت على لسان وزير دفاعها انها لا تنوي شن حرب على الشعب السوداني، ولم تعلن الحرب على السودان. وكانت تشاد قالت في بيان رسمي انها في «حالة حرب مع السودان»، قبل ان تتهمه بدعم المعارضة المناوئة لها لوجستيا لإسقاط حكم الرئيس ادريس دبي، ولكن الخرطوم ردت بأنها «لم تعلن الحرب على تشاد»، ولكنها حذرت بأنها سترد على «أي عدوان على سيادة اراضيها».
وقال وزير الدفاع التشادي، بشارة عيسى، في تصريحات نقلت في الخرطوم، ان بلاده لم تعلن الحرب على السودان، ولكنها قالت انها سترد بقوة على كل من يتجرأ بضرب تشاد من الخارج، واضاف ان من حق تشاد طرد أي قوات تهاجمها وضربها ومتابعتها حتى يتم القضاء عليها.

وجدد المسؤول التشادي اتهام بلاده للحكومة السودانية بدعم المتمردين على حكومة الرئيس ادريس دبي، وتساءل في هذا الخصوص «من اين لقائد المتمردين محمد نور، وهو مجرد نقيب في الجيش التشادي، كل تلك السيارات التي هاجم بها مدينة ادري على الحدود مع السودان ومن داخل السودان». وكشف ان الاسرى الذين تم القبض عليهم من قبل القوات التشادية في عمليات ادري العسكرية اعترفوا بأنهم سودانيون، وانه تم تدريبهم داخل الاراضي السودانية، وقال ان «المتمردين التشاديين موجودون الآن داخل الارضي السودانية».

ومع ذلك، قال ان الحكومة التشادية لا يمكن أن تقبل بضرب السودان من أراضيها بأي حال من الاحوال. وحسب المسؤول التشادي فإن بلاده دعمت الحكومة السودانية ضد «المتمردين عليها في دارفور»، ودخلت كوسيط في المفاوضات التي تجرى الآن بين الطرفين في ابوجا النيجيرية، وأكد المسؤول التشادي متانة العلاقات بين شعبي السودان وتشاد، وقال ان التداخل القبلي بين البلدين يمنع تشاد من ضرب هذه القبائل الموجودة فيهما. ومن جهة اخرى، اعرب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي امس عن قلقه ازاء التوتر الحاصل بين تشاد والسودان ووجه نداء الى حكومتي البلدين حثهما فيه على التزام ضبط النفس والتعاون مع وساطة الاتحاد الافريقي لنزع فتيل التوتر. واعرب اوغلي في بيان وردت نسخة منه الى وكالة الصحافة الفرنسية عن «قلقه ازاء التوتر الذي شهدته العلاقات بين السودان وتشاد أخيرا» وذكر الجانبين بأن «العالم الاسلامي يعيش فترة الاشهر الحرم». وحث حكومتي البلدين على «التزام ضبط النفس والتهدئة والاحتكام الى الروية والحكمة لحل النزاع الطارىء بالوسائل الاخوية والسلمية عن طريق الحوار الايجابي والتفاوض». كما اعرب عن ترحيبه «بمبادرة الاتحاد الافريقي للتوسط لحل النزاع»، وعن امله في «النجاح العاجل» لهذه المبادرة داعيا الدولتين الاسلاميتين الى «التعاون التام مع هذا الجهد الافريقي المشكور لحل هذه الازمة» التي وصفها بانها «عابرة». واعلن الاتحاد الافريقي السبت انه ارسل وفدا الى تشاد والسودان في مهمة مساع حميدة لاحتواء التوتر بين البلدين حيث تتهم نجامينا الخرطوم بالسعي الى زعزعة استقرار نظام الرئيس ادريس ديبي.

وكانت الحكومة التشادية قالت الجمعة انها في «حالة حرب مع السودان» المجاور الذي تتهمه بالوقوف وراء هجوم متمردين تشاديين على بلدة ادريه في 18 ديسمبر (كانون الاول) في حين رفضت الخرطوم «اي تصعيد» ونفت تورطها.

وفي الخرطوم، قال وزير الخارجية السوداني جمال محمد ابراهيم «نحن لا نريد تصعيدا مع التشاد». وتتهم نجامينا الخرطوم بالسعي الى زعزعة استقرار تشاد بايواء متمردين تشاديين وعدد متزايد من المنشقين عن الجيش التشادي في غرب السودان من حيث انطلق الهجوم على ادري على الحدود بين البلدين.