وقال الوسيلة في تصريحات أمس، ان من واجب حكومته حماية اراضيها، واضاف «لن نسمح لأي جهة بالاعتداء على سيادة الاراضي السودانية». ومضى «سنرد على اي اعتداء، ولكنه مع ذلك جدد عدم صلة وعلاقة السودان بالمشاكل الداخلية لتشاد. واضاف ان الخرطوم تتحدث من موقف قوي وليس لها ما تخفيه وان السودان ليس له علاقة بالتوتر في تشاد، واضاف «اننا نرى ان اي توتر امني في تشاد يؤثر سلبا على الاوضاع الامنية في السودان».
واكد وزير الدولة بالخارجية السودانية ان ما يحدث في تشاد شأن داخلي منتقدا اطلاق الحكومة التشادية للاتهامات دون سند او دليل، وقال انه امر معلوم ان السلطات السودانية طوقت فصيلا تشاديا متمردا داخل الاراضي السودانية، وجردت عددا من افراده من السلاح، ودخلت القوات المسلحة في مواجهات مع الفصيل المتمرد ووقعت في صفوفه قتلى.
من جانبه، اعتبر السفير بابا غانا كنفيبي رئيس وفد الاتحاد الافريقي، ما يحدث الآن بين السودان وتشاد شأنا افريقيا يجب معالجته داخل البيت الافريقي. وقال إن الاتحاد الافريقي مؤهل لحل مثل هذه المشكلات. واضاف ان مهمة الوفد تتمثل في الوقوف على وجهات النظر لدى طرفي النزاع، ومضى «ان الاتحاد الافريقي لديه تقارير من مراقبيه على الارض».
من جهة ثانية، استبعد محللون ان تهب فرنسا لمساعدة نجامينا التي تعتبرها «من الاصدقاء»، وان تتدخل ميدانيا في نزاعها مع السودان الذي اعلنت تشاد انها في «حالة حرب» معه وذلك رغم وجود الف جندي لها في المكان. وانقضى وقت طويل قبل ان تعلق فرنسا على الهجوم الذي شنه في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الاول) على مدينة ادري الحدودية التشادية متمردون تشاديون يعتبر نظام الرئيس ادريس دبي ان الحكومة السودانية تدعمهم.
واكتفت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس بالقول «ان فرنسا تذكر بانها ترفض أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالطرق غير الديمقراطية لا سيما باستخدام القوة» بدون الاشارة الى صلة محتملة للسودان بهذا الهجوم الذي سارعت نجامينا لاتهام الخرطوم به.
واكد دبلوماسي فرنسي طلب عدم الكشف عن اسمه «ان الشؤون الداخلية التشادية ليست من شأننا». ورغم محاولته «تدويل» التوترات الداخلية في بلاده يعاني الرئيس دبي من الضعف نتيجة فرار العديد من عناصر جيشه ومن المقربين منه والذين يعولون على الاطاحة بنظامه، ومن تنامي نشاط الحركات المسلحة.
واوضح استاذ جامعي فرنسي «في الوقت الراهن يتمثل موقف باريس في القول ندعم الحكومة». وفي هذا السياق لم تأت زيارة رئيس الاركان الفرنسي الى تشاد صدفة. فبعد ان التقى الرئيس التشادي اول من امس توجه الجنرال هنري بنتيجيا الى ابيشي (700 كلم شرق نجامينا) حيث تنتشر القوات الفرنسية التي تم تعزيزها. الى ذلك تحطمت امس طائرة من طراز الانتنوف تتبع لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور، اثناء رحلة داخلية تتعلق بمهمة تلك القوات التي تحرس اتفاقا هشا لوقف اطلاق النار في الاقليم المضطرب، وقتل في الحادث اثنان هما طاقم الطائرة التي كانت في رحلة من مدينة «الفاشر» كبرى مدن دارفور الى مدينة زالنجي. وقال مسؤول في الاتحاد الافريقي لـ«الشرق الأوسط» ان الطائرة سقطت نتيجة لعطل فني حدث فيها في الثامنة صباحا بعد اقلاعها من مطار الفاشر بلحظات، ونفى ان يكون الحادث بسبب آخر «غير انه عطل فني».