الخرطوم - “الخليج”:
أجرى وفد من الاتحاد الافريقي أمس محادثات في الخرطوم مع مسؤولين سودانيين، في اطار وساطة بدأها لانهاء الأزمة الناشبة بين تشاد والسودان، وقال مبعوث الاتحاد في الخرطوم السفير بابا كنجي إن ما يدور من توتر في العلاقات بين البلدين لن يؤثر في عقد القمة الافريقية في الخرطوم الشهر المقبل بأي حال. وأضاف عقب جلسة مباحثات مع وزير الدولة السوداني في الخارجية السماني الوسيلة أمس إن خطوات عقد القمة بدأت في وقت سابق. وأوضح كنجي ان الاتحاد الافريقي بدأ خطوات لاحتواء الموقف المتوتر على الحدود السودانية التشادية، وهو يسعى لحل القضية داخل اطار البيت الافريقي، وانطلاقا من العلاقات المتميزة بين الشعبين السوداني والتشادي. وأضاف ان الاتحاد يتابع الأوضاع على الأرض بدقة، معتمدا في ذلك على مراقبيه المنتشرين في المناطق الحدودية بين البلدين.
وقال الوسيلة ان المبعوث الافريقي اطلع على موقف الحكومة السودانية الثابت في عدم استخدام أراضيها لزعزعة أي أنظمة في القارة الافريقية، وسيلتقي بقيادات الدولة الأخرى. وجدد السماني ما جاء في تصريحات مسؤولين سودانيين عن عدم تورط بلادهم في دعم المتمردين التشاديين، وقال إنه تم تجريد بعض هؤلاء من أسلحتهم، ووقعت اشتباكات مع آخرين منهم، سقط فيها قتلى سودانيون.
وأوضح السماني أن ما يتم داخل أراضي تشادية هو تمرد تشادي صرف ليست الحكومة السودانية جزءا منه، لكنه قال إن أبواب البلاد مفتوحة للاستماع لأي طرف لاحتواء الاشكال، ورفض في الوقت نفسه السماح لأي جهة بالتطاول على السيادة السودانية وتوزيع التهم الجزافية، وأفاد بأن الحكومة لن تتحرك بأي اتجاه من دون أن يكون الاتحاد الافريقي شاهدا على ما يجري. وقال إن ما حدث لم يكن يحتاج لتصعيد من الجانب التشادي وتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإن القضية كان يمكن احتواؤها على مستوى الرئيسين، أو الأحزاب الحاكمة في السودان والحزب الحاكم في تشاد من دون أن تصل حتى الى الاتحاد الافريقي.
وأكد الوزير السوداني أنه ليست لدى بلاده أجندة لتغيير أي نظام، وأن تشاد دولة صديقة، لكنه أكد أن الحكومة لا يهمها الخيار التشادي في الحكم، لأن ما يجري هناك مسألة داخلية بحتة.
وكان الناطق باسم مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي حسن با قد صرح في أديس أبابا بأن الاتحاد أرسل وفدا الى تشاد والسودان للتحاور مع سلطات البلدين، وسعيا الى تطبيع العلاقات، وذلك بعد أن أعلنت نجامينا أول أمس أنها في حالة حرب مع الخرطوم، واتهمت السودان بالوقوف وراء هجوم شنه متمردون في بلدة أدري الحدودية في الثامن عشر من الشهر الحالي. واستبقت الحكومة السودانية مهمة وفد الاتحاد الافريقي بقول المتحدث باسم وزارة الخارجية جمال محمد ابراهيم إن بلاده ليست مع أي نوع من التصعيد مع تشاد.
الى ذلك، قال مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن التمرد في اقليم دارفور يتلقى دعما من الجيش وأجهزة الأمن في تشاد، وتقوده قبيلة الزغاوة التي تستمد قوتها من أنها القبيلة التي تحكم تشاد. وأضاف في حديث بثه التلفزيون المصري الليلة قبل الماضية إن الحكومة التشادية غير قادرة على ضبط هذه الأمور، وأكد وجود انهيار في الجيش التشادي لهروب مجموعات كبيرة من الجيش الى الحدود مع دارفور، وقال: ان الخرطوم سبق أن طالبت بانشاء وتشكيل وحدات عسكرية مشتركة مع تشاد بدعم مالي وتقني فرنسي لضبط الحدود، لكن تشاد رفضت لأسباب قبلية داخلية.