اخبار سودانية
أخر الاخبار من السودان

ادوارد ليــــنــــــــــــو:سأقدم استقالتي من البرلمان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
22/12/2005 10:06 م

حاوره: عارف الصاوي

ظل ادوارد لينو مسؤولاً عن الاستخبارات والأمن بالحركة الشعبية فترة طويلة من الوقت، وقاد مفاوضات الحركة مع الحكومة في خصوص ترتيب الأمن، وهو تبعاً لذلك ممسك بأخطر الملفات في الحركة التي خاضت حرب «غوريلات» لوقت طويل. وهذا الرجل رغم صرامته في الامساك بالمعلومة وتحليلها إلا انه سلس، ولديه مقدرات في الحديث كبيرة. وجدناه في فندق «آفكتس» بجوبا. وفتحنا معه اخطر ملفات الترتيبات الامنية وجهاز الامن، فكان واضحاً لحد انه اشعرنا بالخوف.
* الى حين الإنتهاء من الترتيبات الامنية، واستلامكم بصورة نهائية لإدارة الجنوب، هل ستتركون الوضع على ما هو.. خصوصاً وأن هناك مهددات امنية؟
= لا، لن نترك الوضع هكذا، مع ان الامر ليس ان تتركه وتتغاضى النظر عنه، والحاصل ان موضوع الإجراءات هو نقل «جيش» من منطقة الى اخرى، فيها جيش آخر. واذا تجاوزنا الترتيبات المسبقة لنقل الجيش ستحدث مشاكل كبيرة.
* مشاكل مع مَنْ؟
= مع جيش الرب «بين قوسين»، لاننا لا نعتقد انهم يوغنديين فحسب بل هناك عناصر من المليشيات الأخرى تتستر خلف جيش الرب. وهذا امر معروف في جوبا الآن، ويدور حوله حديث هناك، ويوم تشييع الدكتور قرنق كان هناك من يتحدث عن ذلك بوضوح وبحضور الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وانا متأكد انه نقل ذلك الحديث الى الرئيس، ولا يمكن ان نسأل عما يحدث لاحقاً لاننا اهملنا، والحقيقة اننا نواجه فترة معقدة ومحدودة ستنتهي قريباً. وعموماً اخماد الحرب مثل اخماد النار.
* في ظل هذه الترتيبات، انتم ما زلتم لم تعطوا جنود الجيش الشعبي مرتباتهم واجورهم؟
= قضينا «21» سنة وهم يقاتلون بدون مرتبات.
* لكن تلك فترة سابقة ولها ظروف مختلفة «ظروف تحرير وثورة وما الى ذلك».. الآن انتم دولة ومؤسسات، وأموال..؟
= الأمر ليس مختلفاً بصورة كبيرة، لكن وبصورة عامة تنظيم الجيوش في العادة يحتاج الى وقت.
* اين تقفون الآن في مسألة تنظيم الجيش؟
= قريباً جداً سيأخذون مرتبات.
* هل ضمنتم ذلك ضمن ميزانية الجنوب الجديدة؟
= لا، ليس بالضرورة في الميزانية الجديدة، هنالك ملحقات لذلك موجودة، وهم، سيأخذون مرتباتهم بلا شك، وما فيش حد في الجيش الشعبي الآن لديه مرتب، حتى الموجودون في المدن يأخذون فقط نثريات لشراء الإحتياجات الأساسية، وكذلك حتى وزراؤنا في الجنوب ليس لديهم مرتبات، وانتم كما ترون ليس لديهم منازل، يسكنون في خيم، وفي منازل اصدقائهم، وفي الاستراحات.
* لكن ألا تعتقد أن وجود قوات في المدن بدون استحقاقات واضحة يمكن ان يدفعهم الى اساليب اخرى مثل النهب والإعتداءات وغير ذلك؟
= قبل وقت قريب تحدث القائد العام للجيش مع الجنود، وكان حديثه جيداً وهم تفهموا ظروف بناء الجنوب ووجهوا له اسئلتهم، وقد حدث حوار امتد ليومين.. وبالتالي اعتقد ان الجيش يستوعب جيداً الظروف التي نعيشها الآن، وان قضيتنا الرئيسية هي كيف نأكل ونشرب وننام وليس المرتبات رغم انها مهمة للغاية.
* الموضوع المهم حتى الآن هو موضوع جهاز الامن والمخابرات لا احد يعرف ما حدث في موضوع هيكلته وترتيبه، وانت جزء من المفاوضات بشأنه ماذا يحدث بخصوص جهاز الامن؟
= مفاوضو المؤتمر الوطني ظلوا حتى الآن يحاولون الاحتفاظ بجهاز الأمن كما هو، ناسين ان السودان مقبل على تحول ديمقراطي وانفتاح كبيرين، وعلى اساس هذا المنطق تحدثنا عن ضرورة تغيير عقلية الامن والمخابرات.
اما عن تغيير العقيدة العسكرية للجيش فللاسف كثير من مفاوضي المؤتمر الوطني لم يستوعبوا هذا الحديث بصورته هذه، وبالنسبة لنا لابد من تغيير العقيدة الامنية لجهاز الامن والمخابرات، لانه في الحقيقة جزء من امن البلاد واسقرارها والحفاظ عليها.
* ما هي السمات التي تريدون اضافتها لجهاز الامن وتشعرون انها مفقودة؟
= نحن نريد جهاز امن ديمقراطي، يتعامل وفق الوضع الديمقراطي والتعددي الجديد وحماية السودان من الخارج وان لا تطلق يده في الاعتقالات.
* تقصد ملتزم بالقانون؟
= الاعتقالات ليست من اختصاص جهاز الامن هناك جهات اخرى معنية بالامر.
* لكن ما الذي يمنع هيكلة جهاز الامن بالضبط؟
= يقاطع: نحن قلنا رؤيتنا ولم يأتنا ردٌّ بخصوص ما ذكرته لك. وما زلنا ننتظر ردهم حتى نقوم بهيكلة الجهاز.
* الى متى تنتظرون؟
= قلت لك حتى يأتينا ردٌّ، وفي هذا الاثناء نحن لدينا تحفظات حول كثير من سلوكيات افراد جهاز الامن خصوصاً هنا في الجنوب. حيث يعتمدون بصورة رئيسية على بعض العناصر في المليشيات ونحن نرى ذلك ونعرفه جيداً واصبحت هناك فجوة بين جهاز الامن والمسؤولين الجدد في التواصل فيما بينهم. لان الأمن لا يتعامل مع كل المسؤولين على قدر واحد. وهذا شئ نحن نعرفه ونحسه، ونحن الآن نسير في طريق لا يمكن انارته، بدون تغيير عقلية الامن ورؤاه. وبداهة هناك فرق بين جهاز امن في وضع ديمقراطي وجهاز امن في وضع شمولي واحادي، هذا ما ينبغي ان تدركه قيادة المؤتمر الوطني السياسية والامنية معاً.
* لكن انتم ما زلتم خارج الجهاز فكيف تغيرون كل ذلك وانتم خارجه؟
= من قال لك، إننا لابد ان ندخل جهاز الامن حتى يتم التغيير، لماذا لا يحدث اثناء المباحثات بعد الاتفاق عليه.
* هل تعني ان هنالك مباحثات مستمرة في مسألة جهاز الامن؟
= لا توجد مباحثات نحن توقفنا عن المباحثات منذ نيفاشا.
* إذاً، أين توقفت هذه المباحثات. في أيٍّ من القضايا؟
= نحن بدأنا مباحثات في نيفاشا وفي جنوب افريقيا وفي مصر ولندن واتفقنا على بلورة بعض الآراء المطروحة من الجانبين وبمساعدة الاخوة في هذه البلدان.
* ما هي هذه الآراء؟
= آراء متعلقة بقانون جديد لجهاز الامن «لابد من تغيير القانون القائم، وقلنا إننا تحدثنا في الترتيبات الامنية عن قوات مدمجة مشتركة، بنفس القدر نعمل على تأسيس جهاز امن مشترك، هذا ما لم يتم حتى الآن كنواة لتأسيس ما نريد أن نفعله في جهاز الامن بالرؤية المشتركة.
* سيد ادوارد في نقاط اذكر لنا ما تريدونه بالضبط في موضوع جهاز الأمن؟
= اولاً، هناك قانون للامن مؤلف في «8» صفحات.. نعمل على تغيير هذا القانون ونبعث به للبرلمان لاجازته، ومن ثم نفك الارتباط بين الجهاز والحزب. بعد ذلك يحدث الادماج.
* هل رُفضت هذه الرؤية؟
= لم يأتنا ردٌّ حتى الآن على ذلك، لكن ممكن تقول في «طناش»..
* البعض يتهمكم بانكم تخشون المغامرة في الاندماج داخل جهاز الامن وكأنكم تخافون من شئ ومبرراتكم هذه غير معقولة.. والوضع كذلك لا يمكن ان يستمر هكذا ما تعليقك؟
= مَنْ الذي يخاف «الذي عنده كل شئ ام الذي لا يملك شيئاً» ويكون حذراً.
* عادة الذي بالخارج يخاف من الدخول، او يتحسب لذلك؟
= لا، هذا ليس صحيحا الذي لديه المخابئ هو الذي يخاف، نحن توصلنا الى اتفاقية سلام ولابد من تسخير المؤسسات لحماية السلام، وكل شئ سيتم لا تستعجلوا.
* هل لديكم توقيت تتوقعون ان تنتهي فيه حالة الانتظار هذه؟
= لا، ليس هناك تاريخ حتى الآن، هم يتوقعون ونحن نتوقع.
* لكن انتم الآن جزء من الحكومة، وأي تصرفات لايٍّ من مؤسسات الدولة انتم جزء منها وتتحملون مسؤوليتها؟
= يقاطع: لا.. لا، لن نتحمل اي شئ حتى نكون جزءاً منه، هل تريد ان تقول لو حدثت اعتقالات مثلاً يمكن ان نسأل عنها لان الفريق سلفا نائباً اول.. هذا غير منطقي البتة.. ولن نتحمل اي شئ، ومع ذلك لو هناك اعتقالات بعد اداء اليمين الدستوري للفريق سلفا فليخبرنا احدهم..
* لكن اذيع ان قانون الامن الوطني سيتغير وهم لم يعارضوا تغيير القانون؟
= لابد من تغييره اولاً وبعد ذلك نتحدث ولهذا السبب نحن لن ندخل جهاز الامن في ظل هذا القانون، وعموماً تعديل القانون نفسه مرحلة من مراحل التغيير. ونعلم أن ذلك لن يتم بين ليلة وضحاها، وبالتالي نحن غير سعيدين بان نجد انفسنا امام ازدواجية في مهام جهاز الامن، كل مجموعة تعمل وفق عقيدة مختلفة، بالتأكيد هذا لا يفرح احد. لذلك فان عملية تغيير جهاز الامن ليست مهمة القيادات الامنية وحدها، لابد للقيادة السياسية ان تتحدث في الامر على مستويات السلطة التنفيذية والتشريعية كافة.
* معنى ذلك انكم بعيدون عن جهاز الأمن لحين استيعابكم فيه؟
= نحن في محادثات مستمرة بخصوص هذا الوضع، وليس بالضرورة الإعلان عنها.
* لكن بصراحة تبدون وكأنكم لا تريدون الدخول في جهاز الامن لاسباب داخلية وترتيبات خاصة بكم؟
= لا هذا غير صحيح من قال إن جهاز الامن هو جهاز مثالي يمكن ان يدخل فيه الناس بسهولة.
* -مقاطعة-: الاتفاقية حددت مساراً محدداً لجهاز الامن؟
= انا اعرف الاتفاقية جيداً، ونحن لم نتفق على كيفية تركيبة جهاز الامن.
* على ماذا اتفقتم اذاً؟
= على توصيف مهام الجهاز اولاً وتحديد الاطار القانوني له، ولم نحدد نسبا لدخولنا، نحن نرى ان هناك اشياء يجب حسمها في موضوع الامن.
* ما هي هذه المطالب بصورة محددة؟
= نحن قلنا مطالبنا بكل وضوح، أولاً لابد من تغيير قانون الامن الوطني.
* هذا وارد في الاتفاقية، مما يعني انكم اتفقتم عليه؟
= «بالضبط» وهذا هو مطلبنا نحن.
* اذاً ماذا حدث، هل رفض الطرف الآخر تغيير القانون؟
= لا لم يرفض ولكنه «انشغل باشياء اخرى» ولم يخطُ خطوات جادة في ذلك.
* هل معنى ذلك ان مشكلتكم الوحيدة هي تغيير القانون؟
= نعم، لان القانون هو الاساس، لا يمكننا ان ننشئ جهازاً ومن ثم نبحث في امر وضع قانون له هذا ترتيب مخل.. ولذلك نحن اجرينا المباحثات، ووضعنا الاتفاقية وبعد ذلك الدستور ثم دخلنا الدولة وفقاً لهذه الخطوات. وبالتالي لابد من الاتفاق بدءاً على قانون الامن الوطني ومن ثم ندخل في الجهاز وفقاً للقانون.
* هل اتفقتم على كيفية ترتيب الجهاز مثلاً عدد الضباط من كلا الجانبين والافراد وغير ذلك؟
= هذه اشياء ثانوية بالنسبة لقانون الامن، لانه هو الذي يضع الإطار لكل هذه الاشياء، عدد الضباط ونسب القسمة وما الى ذلك.
* هناك تخوف من صفقة ربما ستتم بين الشريكين في موضوع جهاز الامن؟
= في الاساس الحوار بين طرفين، وما يتفق عليه سيعرض على البرلمان لمناقشته واجازته، إذاً كل الاطراف ستطلع على نتائج وخلاصات حوار الطرفين.
* هل ستشكل لجنة مشتركة لوضع القانون أم كيف سيوضع؟
= لا، ليس بالضرورة لجنة مشتركة يمكن ان يكوِّن البرلمان لجنة لوضع القانون. ويسير القانون وفق الخطوات المحددة.
* اذاً لماذا لا يقدم نوابكم في البرلمان مسألة مستعجلة بهذا الخصوص؟
= هناك اشياء أكثر الحاحاً.
* هل ما زلت انت المسؤول عن المباحثات في هذا الملف؟
= لا.. لا، هذا متروك لرئيس الحركة يحدد من يتولى قيادة المباحثات في هذا الملف.
* وهل ما زلت مسؤول الامن والمخابرات في الحركة؟
= لا.. لا، انا تركت منصبي القديم و«منتظر».
* اين موقعك الآن من الحركة؟
= انا «لسه منتظر» تركت كل شئ وقاعد منتظر.. تم اختياري عضواً في البرلمان بالخرطوم، ولكنني سأقدم استقالتي منه.
* لماذا؟
= لاسباب كثيرة فمن المحتمل ان اذهب لابيي للعمل هناك.
* لماذا تغير وضعك داخل الحركة في تقديرك؟
= هناك اجيال جديدة يجب ان تأخذ فرصتها وهي اجيال مؤهلة ومقتدرة، ثم ان التغيير مسألة حتمية وطبيعية. خصوصاً ان مجال الامن يحتاج الى حركة كثيرة ومرهقة، وعموماً انا سعيد بان هنالك اجيالا جديدة مؤهلة ولديها مقدرات تستطيع ان تخلفنا وتعمل بنفس القدرات وافضل.
* لكن هناك تفسيراً آخر يبدو متماسكاً وواضحاً لكثيرين؟
= تفسير لماذا؟
* إن هنالك عملية مقصودة لابعاد بعض العناصر المؤثرة في المواقع الحساسة التي كانت مقرَّبة من الراحل قرنق «وانت واحد منها».
= الغريب في الامر انني موجود هنا واسمع هذا الحديث يتردد في الخرطوم..
الحاصل ان الموضوع ليس متعلقاً بتيارات وانما مواقع، اذ ليس بالضرورة ان تكون متقلداً منصباً حتى تكون مع او ضد. وما حدث انه بعد وفاة دكتور جون، وقبل دفنه تم اعطاء القيادة تفويضاً كاملاً. لتقوم بتوزيع الكوادر حسب حاجة الحركة الشعبية، وهذا ما تم، وعلى سبيل المثال لو طلبت مني الحركة ان اذهب الى ابيي للعمل هناك فإنني اقدِّر حاجتي هناك لحساسية المنطقة وظرفها الاستثنائي، وهذه هي القصة باختصار.. بدون ان اكون جناح قرنق او جناح سلفا، لانني امثل جناح الحركة الشعبية باختصار.
* لكن هناك كثيراً من القيادات في الحركة قادت المفاوضات تم ابعادها من مراكز مهمة سواء في الدولة او الجيش؟
= بالمناسبة القيادات التي كانت في المفاوضات ومن حيث الترتيب القيادي و«الاقدمية» لم يكونوا قيادات الصف الأول.
* هناك نيال دينق، قيادي بارز.
= نيال دينق هو من فضَّل ان يكون في الجنوب، وهو الآن وزير التعاون الاقليمي، وبكل المقاييس هي وزارة مهمة للغاية، وهو ايضاً يمثل الحركة في محادثات دارفور، باقان اموم، تفرغ لبناء الحركة الشعبية في الجنوب، وكذلك عبد العزيز آدم الحلو يعمل على بناء الحركة في الشمال، وهذه المواقع مهمة في تقدير الحركة. لاننا لا نريد ان نشغل كوادر مؤهلة بهموم الوزارة وغير ذلك.
* لكن في تقدير الكثيرين ان هؤلاء هم الاكثر استيعاباً لرؤية السودان الجديد. وبالتالي فان هنالك قيادات في الحركة تتحدث عن هذا التمايز الظاهر؟
= قد يتحدث بعض القيادات عن ذلك، لكن دافعهم الخوف اكثر من اي شئ.
حسناً.. انظر كانت لدينا قيادات عسكرية مواقعها اكبر منا جميعاً لكن ليس لديهم خبرة في العمل المدني، وباستطاعتهم ان يقودونا في المعارك بكل حنكة. والحركة الشعبية لديها كوادر كثيرة كانت في الداخل والخارج وهي كوادر مؤهلة للعمل المدني، الآن جاء دورها.
* السؤال ما زال قائماً.. هل تعتقد ان تصعيد كوادر انفصالية على حساب القوميين الجنوبيين ليس له اية دلالة داخل الحركة؟
= الموضوع لا يتعلق بالقوميين الجنوبيين او الانفصاليين، ولكن بظروف متعلقة بما حدث بعد وفاة دكتور جون.. صحيح هنالك ربكة في توظيف كوادر الحركة، هذا امر لا يمكن انكاره.. خصوصاً اننا في مرحلة جديدة، لكن تحديد مَنْ مع الانفصال او مَنْ مع الوحدة ليس من السهولة في الوقت الحاضر، وانا شخصياً وبسبب التصرفات التي اراها هنا من البعض مثلاً: سودان ايرويز لا تأتي الى هنا بصورة منتظمة، هناك مشاكل متعلقة بفتح الملاحة النهرية، وصعوبات في التعاون لفتح الطرق حول جوبا اعتقد انهم يعملون للانفصال ويدفعون الناس للإعتقاد في الانفصال. واستطيع ان اجزم بان اكثر قطاعات الشعب السوداني عدم معرفةً بالاتفاقية هي في الشمال، وقد تم ذلك بقصد من عناصر في طرف الاتفاقية الآخر.
* هل تقصد ان كل المشاكل التي نجمت حتى الآن في تنفيذ الاتفاقية مدبرة؟
= نعم، فلو لم تكن هناك تحركات، لما حدثت في ابيي حساسية ومشاكل حتى الآن، ففي ابيي العناصر التي كانت مسيطرة قامت بتضليل الناس. ونحن نقوم بجهود لازالة هذه «الغشاوات» في تنفيذ الاتفاقية.
* خلاصة القول السيد ادوارد، ماذا تقول في ان الدكتور قرنق كان قد بدأ في توزيع المناصب واتفق مع بعض القيادات ولكن بعد وفاته أُبعدت كل هذه القيادات؟
= لا، هذا غير صحيح.. مع ان بعض العناصر في الخرطوم تداولت هذه الاقاويل وحتى هنالك منشورات بدأت تصدر من بعض الجهات توضح ان دكتور جون قبل وفاته رسم هذه التصفيات.
* من سرَّب هذه المعلومات؟
= هي عناصر جنوبية منتمية الى المؤتمر الوطني وقد اجتمعت هذه العناصر في فندق مريديان بالخرطوم.
* لكن تنبؤات هؤلاء صدقت عندما تحدثوا عن ابعاد بعض العناصر من المناصب الوزارية ربما أثروا في سلفا كير؟
= لا، لم يؤثروا لانهم ليس لديهم علاقة بالحركة الشعبية وليسوا اعضاء فيها حتى يؤثروا في التصفيات.
* في ذلك الوقت تحدثت كثيرٌ من القيادات الجنوبية عن نية سلفا لابعاد الكوادر التي سموها باليسارية او تيار قرنق، وبعد الترشيحات كُشف ان الاسماء التي ذكروها فعلاً لم يتم ترشيحها لاي من المناصب؟
= من تحدث بذلك.
* بونا ملوال مثلاً، والدو اجو.
= هؤلاء ليس لديهم علاقة بالحركة ربما لديهم علاقات بأشخاص استغلوا ذلك لتمرير بعض الشائعات، وحديثهم لا قيمة له. وسهل الرد عليه، لكن المهم بالنسبة للرأي العام معرفة من اي منابر يتحدثون.. السيد بونا ملوال لديه المنبر الديمقراطي، والدو اجو معروف بانتمائه للمؤتمر الوطني.
* لنأخذ مثالاً بك.. انت قلت إنك لا تشغل اي موقع الآن او انك عضو في البرلمان ستقدم استقالتك منه قريباً هل هذا طبيعي؟
= نعم، وحتى لو كان دكتور جون موجوداً كنت سأختار العمل هنا.. وقصتي انني ترشحت من المواطنين في ابيي للبرلمان، والآن قرر مواطنو ابيي ان اعمل في المنطقة، وساقوم بترك مقعدي في البرلمان لشخص آخر. ستكون امرأة من ابيي. وهذه هي القصة ببساطة، ومع ذلك هذه هي رغبتي ولتقدير الحركة احترامه عندي.
* في ابيي ما زال الوضع غامضاً البعض يقول إن هنالك صراعات خفية حتى بين دينكا بحر الغزال ودينكا ابيي.
= مَنْ قال ذلك؟
* أقوال منسوبة لقيادات من دينكا بحر الغزال في الصحف.
* هذا غير صحيح، وعلى العموم نحن نعلم من يقول ذلك، وهم طبعاً اعضاء في المؤتمر الوطني ويحملون رؤية المؤتمر، وعموماً لا توجد اية مشاكل بين دينكا بحر الغزال ودينكا ابيي بالعكس تماماً.
* إذاً أين المشكلة في ابيي بالضبط؟
= لا توجد مشكلة علينا أن نقبل بقرار اللجنة التي اتفقنا على تفويضها واصدرت تقريرها.
* لكن اللجنة تجاوزت تفويضها، على الاقل هي لم تبن تقريرها على مصادر موثوقة؟
= راجع الاتفاقية وانظر ماذا قالت الاتفاقية، هي بوضوح تحدثت في حالة اختلاف الطرفين تشكل اللجنة.
* لكن اللجنة عندما ذهبت الى ابيي لم تجد معلومات حول مهمتها، فاجتهدت؟
= الحكاية ان كلا الطرفين قدما ما يملكان من وثائق وخرط ارجو أن لا ينسى الناس ان المشكلة منذ مائة عام، ومن تلك الفترة هنالك تغييرات كثيرة حدثت.. المنطقة الوحيدة التي يعرف مواطنوها حدودهم هي منطقة ابيي. واجزم ان الحدود في ابيي معروفة لدى الجميع، لكن هناك من عبث لاغراض سياسية لتشويه الحقائق، وهؤلاء لديهم اجندة سياسية لا تتعلق بالمنطقة. والحدود معروفة، في تقديري الخاص ان المؤتمر الوطني دفع ببعض عناصره من المسيرية لتأجيج الصراع في المنطقة، هذه هي المشكلة بكل وضوح.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved