في محاضرة قيمة لجمعية التراث والثقافة النوبية الدكتور منيب يستعرض تجربته لكتابة اللغة النوبية بالأحرف عربية الرياض: أحمد علاء وسط حضور كبير من المثقفين النوبيين والمهتمين باللغة النوبية،استضافت قاعة البروفسير نجم الدين محمد شريف ( عالم الآثار) بجمعية التراث و الثقافة النوبية بالرياض (الناصرية), مساء الجمعة الماضي محاضرة ثقافية كبرى بعنوان (كتابة اللغة النوبية بالأحرف العربية ) قدمها الأستاذ محمد عبد الوهاب عثمان السكرتير الإعلامي لجمعية التراث بكلمة قصيرة، ليبدأ بعد ذلك المحاضر الدكتور منيب إبراهيم في إلقاء محاضرته، مشيرًا في مطلعها إلى أن النوبيين - للأسف - قد ضيعوا كثيرًا من اللغة والتراث، مما يعد كنزًا ثمينًا، و ذلك بدءًا بالتشبث بأسمائهم الدالة على تشر ذمهم (حلفا – السكوت – المحس –دنقلا)، وبعدم اعترافهم ضمنا بالتراث و الثقافة النوبية، وذكر بأن العقل النوبي قد أصبح أسرع استيعابا للغة العربية، قد أصيب السمع النوبي بالتكلس تجاه لغته النوبية, ومن ثم ذكر الدكتور منيب أنه ومن شدة هيامه باللغة النوبية فإنه يرفض تسميتها (بالرطانة)، و ذكر بأن الرطانة جمع لكلمة (أرطن) و هي لغة الإبل , وذكر بأن اللغة النوبية عمرها أكثر من 8 آلاف سنة, و أوضح أنه بدأ من قبل 10 سنوات بمحاولة كتابة الكلمات النوبية بالأحرف العربية على عكس المرحوم الدكتور مختار خليل كبارة الذي قدم كتابه ( اللغة النوبية كيف تكتبها ) بالأحرف اللاتينية , وقال إن طريقته تعتمد على كتابة اللغة النوبية بالأحرف العربية, مع حفظ الأصوات النوبية الصرفة وحركات اللغة النوبية والتي لا تعرف الوقوف على السكون,وهذه الطريقة لها فوائدها الجمة، إذ تسهل على العامة والأطفال الصغار تعلمها والتعامل معها بسرعة و إتقان, و لذلك فهو يسعى جاهدا لوضع قواعد اللغة النوبية تمهيدًا؛ لتدريسها للأجيال القادمة، وأورد أمثلة لأحرف اللغة النوبية وطريقة كتابتها. وأعقب ذلك استراحة قصيرة استمتع فيها الحضور بقصيدة نوبية رائعة للشاعر محمد فقير نصر ( من جزيرة آرتقاشة ( ثم جاء دور الأسئلة و المداخلات والنقاش و قد كان من بين الذين اثروا هذه المداخلات الدكتور شريف عثمان والمهندس حسن الملك والمهندس مرتضى إبراهيم والأساتذة شوقي عبد الرازق ومكي على إدريس وأنور محمدين و خضر حسين وفرح صبري مصطفى. و قد ثمن الحضور في مداخلاتهم الدور الكبير الذي قام به الدكتور الباحث منيب إبراهيم، و محاولاته الجادة لتسهيل كتابة اللغة النوبية بالأحرف العربية خوفًا من الاندثار، وأبدى بعض الحضور ملاحظته بأن كتابة اللغة النوبية بحروفها الأصلية ( اللاتينية والقبطية والهيروغليفية ) هي الأنسب ولأجدى للتمسك باللغة النوبية الأصلية دون تحريف لثقافتها و تراثها. ومع ذلك فإن الجميع أكدوا أن المحاولتين للباحثين كبارة ومنيب اتسمتا بالجدية، والروح العلمية، وقد فتحا الطريق لتيسير كتابة اللغة النوبية، وحفظها من عوادي الزمن، وغول العولمة .
