الخرطوم-مزدلفة محمد عثمان
لملم تحالف المحامين الديمقراطيين المحسوب على المعارضة، خلافات عاصفة ضربت أركانه أمس وأوشكت على تفكيك مكوناته، وفيما أعلنت الحركة الشعبية مقاطعة الانتخابات رسمياً، عدل الحزب الاتحادي عن الانسحاب من القائمة بعد حصوله على ثلاثة مقاعد في اللجنة المركزية أسوة بحزبي الأمة والشيوعي، بينما توزعت الخمسة الأخرى على القوى الأخرى لينال كل منها مقعداً واحداً، وأعتمد التحالف رسمياً أمين مكي مدني، مرشحاً لمنصب النقيب.
وضربت الخلافات التحالف الديمقراطي الذي دخل منسوبوه في اجتماعات امتدت لساعات طويلة بعد تنازع ممثلي الأمة والاتحادي والشيوعي على نسب التمثيل، ومطالبتهم بالحصول على مقاعد أعلى في اللجنة المركزية لاعتبارات الثقل السياسي، وتمكنت الوساطات التي استمرت حتى مساء الأمس من إحتواء الخلاف بتخصيص ثلاثة مقاعد لكل حزب مقابل تمثيل واحد للقوى الأخرى ، وتراجع الاتحاديون عن قرار الانسحاب من التحالف، وأكد معز حضرة، ممثل الحزب لـ «الصحافة» أن الاتحادي كان قرر مغادرة التحالف لعدم تقييم وزنه الحقيقي والاصرار على منحه مقعدين إلا أن المشاورات اللاحقة بينه وبين حزبي الأمة والشيوعي توصلت الى اتفاق على تمثيل متساو لكل من الأطراف الثلاثة. وأخطرت الحركة الشعبية وفقا للمتحدث الاعلامي نبيل أديب، تحالف المحامين بانسحابها من القائمة المعارضة، بموجب قرار سياسي، ولكن مصادر مطلعة أبلغت «الصحافة» أن قيادة الحركة ارتأت عدم خوض انتخابات نقابة المحامين مع أي من القوائم المحسوبة على المؤتمر الوطني أو التحالف المعارض. وبررت القرار لما وصفته بالمهزلة التى صاحبت انتخابات المزارعين فى الجزيرة والمناقل حيث مورست عمليات تزوير واسعة بنحو فتح الباب امام المؤتمر الوطنى للفوز بالانتخابات واكدت المصادر ان الحركة ترفض ان تصبح جزءا من تلك الالاعيب سيما وان القوانين السابقة لازالت سارية
وأكد غازي سليمان، الذى كان يتحدث في منبر «الصحافة» أمس أن الحركة الشعبية قررت عدم التحالف مع القوى الرافضة لإتفاق السلام. وقال إنها قد لا تشترك في الانتخابات إذا استدعى الحال، ووجه سليمان انتقادات لاذعة إلى ما اسماها بالقوى التقليدية، واتهمها بالسعي للإنقلاب على اتفاق السلام بالتعاون مع جهات في المؤتمر الوطني لا ترغب بدورها في استمرار اتفاقية السلام، وأشار إلى أن الحركة لن تقع في الفخ الذي تعده تلك الدوائر لدفعها إلى الاشتراك في جسم معارض للحكومة برغم شراكتها فيها، وأكد أن الخلافات تحل داخل الحكومة نفسها دون الحاجة لإعلان المعارضة والتحالف مع قوى أخرى مردفا بالقول (لن ننحني لإبتزاز سياسي كما الآن).
واتهم غازي تحالف المحامين الديمقراطيين بتعمد عزله من المنظومة التي كانت خلاصة لعلاقة بين (أصدقاء) وفق تعبيره.
لكن المتحدث باسم التحالف الديمقراطي، نبيل اديب، اعتبر موقف الحركة الشعبية ضعيف للغاية، بوصفها شريكة للنظام في الشأن الدستوري فقط، مؤكداً أن خطوتها بمقاطعة انتخابات النقابة تؤثر سلباً على موقفها في السلطة وحتى في الشارع.
