استعدادات وتناقضات انتخابات نقابة المحامين السودانيين بين تمني الفوز وصعوبة التكهن
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 13/12/2005 4:56 ص
كتب: ياسر المساعد: لا زالت الرؤية الضبابية حول موقف بعض الكيانات السياسية تسيطر على مجريات الامور في انتخابات نقابة المحامين السودانيين التى تبقت لانطلاقتها ايام معدودة ينجلى بعدها هذا التنافس المحموم حول مقاعد النقابة التى جلعتها الظروف السياسية السائدة الآن بالبلاد فى موقف شد وجذب وهرولة نحو الفوز دون وضع اعتبار لمقومات هذا النجاح فى ظل تكتلات سياسية لم تسلم من التناقضات والتراشق الاعلامي بين المنضمين تحت لوائها ، وفي الجانب الاخر يقف حزب المؤتمر الوطني متوشحا بكل ادوات العمل السياسي ومستمدا لقواه من التجربة السياسية والخبرات المتراكمة الممتدة لقرابة الـ 16 عام الى جانب استفادته من التحالفات التى اوجدتها اتفاقية السلام فيما يختص بتوزيع السلطة ،فضلا عن الاهتمام الرسمي من اغلب القيادات النافذة به التى المحت الى ان امر الفوز لا مناط منه وهى اشارات يتبين من خلالها كثافة الدعم المعنوي لقائمة المؤتمر الوطني وان كانت لا تخلو من مدلولات التوجس والخوف من الهزيمة من الاطراف الاخرى ، فيما يرأى متابعون للشأن السياسي ان الاهتمام الرسمي من "الوطني" يبين الاهمية التى تتمتع بها نقابة المحاميين. وليس بعيدا عن هذا المضمار لا زال الموقف الرسمي للحركة الشعبية يسوده الغموض والتباين ففى الوقت الذي جزم فيه اعضاء نافذين بالحركة بانها لن تنتمي للتحالف الذي يسعى لتحقيق اجندته الخفية،حفلت الصحف باراء اخرى ذهبت للقول ان الحركة الشعبية لم تقطع برايها الرسمي حول موقفها من الانتخابات "مع من او ضد من" وهذا الموقف سيلقى بظلالة سالبة ليس على صعيد المؤتمر الوطني شريك الحركة فى السلطة وانما حتى على علاقات الحركة مع الاحزاب الاخري التى جنحت لوصف موقف الحركة بانه سلبي استباقا لنتيجة موقف الحركة الرسمي والذى لا زال فى رحم الغيب علي الرغم من تبقي ايام قليلة لانطلاقة العملية الانتخابية وهو امر جعل مجالس المدينة تركن الى ان الحركة الشعبية ستكون قائمتها مع قائمة المؤتمر الوطني لان مسألة انضمامها للقوي المعارضة تحتاج الى ترتيب طويل ،فضلا عن ان المؤتمر الوطنى شريك للحركة فى السلطة ولاسباب اخرى منظورة وغير منظورة. ويبدو ان التكهن بنتيجة الانتخابات سيكون عملية شاقة ان لم تكن مستحيلة بحسبان التنافس المحموم بين القوي السياسية للتهيوء لدخول هذا المعترك فالاستعدادات وصلت ذروتها فى حزب المؤتمر الوطني الذى حشد كافة قياداته واعاد الثقة في مرشحه السابق نقيب المحامين الاستاذ فتحي خليل لاعتبارات الخبرة والقبول والعلاقات الدولية،فيما نادت اصوات اخري بضرورة خلق كيان من القوي المشاركة فى السلطة والدخول بقائمة واحدة فى الانتخابات وهي دعوة لم تتبلور بشأنها رؤية رسمية حتي الآن. ويرفض القيادي البارز بحزب البعث الاستاذ كمال حامد بولاد القول بان الخلاف سيلقى بظلال سالبة على التحالف،ويري ان الخلافات مسألة طبيعية والمحامين قادرين على انضاج مشروع الحد الادني من الاتفاق والتوافق لتحقيق امل التحول الديمقراطي. ويعضد رايه بالقول ان القانونيين وخاصة المحاميين كقطاع يلعبون دورا مفصليا فى التحولات السياسية والنقابة لها تاثير كبير في مواجهة التحولات التي تجري الآن لذلك نعتقد انها معركة حقيقية وهى فرصة للقوي السياسية فى ان تلتقي وتتحالف وفق قائمة واحدة. ويشير بولاد في حديثه لـ صحيفة (الخرطوم) الى ان الحركة الشعبية بعدم اعلانها لموقفها الرسمي وتناقض الاراء حوله جعلت القوى المعارضة تصف هذا الموقف بانه سلبي ويؤثر على السياسات الكلية لها كنظام سياسي،ويردف يجب ان تعمل باستراتيجية واضحة لانها كانت جزء من التحالف في الفترة الماضية وكونها الآن في السلطة على ضوء اتفاقية نيفاشا مع المؤتمر الوطني " نعيب عليها ان لا يكون لها رأي قاطع حول هذا الامر " . ويمضي للقول نأمل ان تقف الى جانب القوي السياسية لبناء الديمقراطية وحقوق الانسان وتنزيل اتفاقيات السلام الى ارض الواقع واتاحة الحريات وتحقيق كل الشعارات التى كانت تنادي بها، ويعزي بولاد اهتمام المؤتمر الوطنى بنقابة المحاميين الى انها اى النقابة احدي اذرع الحزب وهى التى تنفذ سياساته وافكاره لذلك يتزاد الاهتمام حولها. فيما يصف سكرتير العلاقات الخارجية بنقابة المحامين الاستاذ عبد الله الصافي الفادني التحالف بانه شتات يجتمع للحظات وهو غير مؤهل لحمل هموم المحامين ، ويقول نحن نقدر ان يكون للاخريين افكارهم وبرامجهم ان تصل لهذا المنبر المهني لكن زملاؤنا فى الجانب الاخر شتات يجتمع للحظة لاستهداف التيار الذي يقوده فتحى خليل فالخلافات والملاسنات تسود هذا التحالف. ويشير الي ان المحاميين رؤيتهم لهذا التجمع رؤية سالبة لانه سرعان ما ينفلت امره ويتجاذب المناصب وتتضارب به الافكار عبر الاجندة الحزبية التى لا تخدم المنبر المهني والمحاميين يدركون ذلك جيدا. ويعزي الفادني لـ صحيفة ( الخرطوم) اختيار فتحى خليل لدورة اخري ليس لان المؤتمر الوطنى خالي من القيادات البديلة ولكن لان خليل يتمع بصدر رحب وتجاربه اكسبته علاقات دولية واسعة وهذه المعايير جعلت خليل يعود مرة اخرى رغم زهده للترشيح فى الدورات السابقة. ويبدي الفادني قدرا من التفاؤل حول نتائج الانتخابات ويقول نحن لا نريده فوز ضعيفا وانما نريده فوزا كاسحا وبنسب كبيرة تعطي مؤشرات بان هذا التيار لم يعد يمكن مصارعته لان الجهات الاخري لم تقدم شي للسودان فكيف تقدم لنقابة المحاميين. ويمتدح الفادني موقف القيادات النافذة بالمؤتمر الوطني من انتخابات نقابة المحامين ، ويشير الى ان مخاطبة نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والسياسية الدكتور نافع على نافع لحشد المحاميينى بالمؤتمر الوطنى ليس نابع من الخوف من الهزيمة وانما هو خطاب متوقع من كل قيادة مهما كانت ثقتها فى عضويتها ،ويردف وكل معركة تحتاج الى التعبئة وشحذ الهمم ليتضاعف الجهد حتي ترتفع المعنويات دون احساس بالخوف من القوائم الاخري التى تحفل بالخلافات.