 |
 |
 |
|
 |
 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الخرطوم: اسماعيل ادم
أثارت تصريحات زعيم تنظيم القاعدة، اسامة بن لادن، اول من امس، حول دارفور وجنوب السودان ردود فعل متباينة في السودان. ففى حين، قالت الحكومة بتحفظ «إنها غير معنية بالتصريحات»، ردت الحركة الشعبية لتحرير السودان (جنوب)، الشريك الثاني في الحكومة، بعنف قائلة ان بن لادن «يصطاد في الماء العكر»، كما كالت الحركات المسلحة فى دارفور الهجوم عليه، واتهمته بالمتاجرة بقضية دارفور، قبل ان تتساءل «اين كان بن لادن عندما كانت دارفور تحترق وتغتصب بناتها؟».
وكان بن لادن قد اتهم فى خطاب مسجل، أميركا، بإثارة الفتن في دارفور. ودعا الى الإعداد «لحرب طويلة المدى» ضد من سماهم «اللصوص الصليبيين» غرب السودان، وزعم وجود مخطط صهيوني يسعى لفصل جنوب السودان. ووصف اتفاق السلام السوداني بـ«الرخيص (..) ولا يساوى الحبر الذي كُتِبَ به».
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، جمال الدين محمد ابراهيم، في تصريحات صحافية تعليقا على تصريحات بن لادن ان الحكومة السودانية غير معنية بمثل هذه التصريحات، وغير معنية بأية تصريحات تصدر عن اية جهة حول الازمة في دارفور، قبل ان يجدد عدم قبول السودان دخول اية قوات دولية الي دارفور إلا بموافقة الحكومة وبعد التوصل الي اتفاق سلام نهائي في دارفور.
وقال ابراهيم ان السودان يؤكد تعاونه مع المجتمع الدولي والتزامه كافة المواثيق الدولية، مؤكدا عدم ايوائه لأي ارهابيين. واضاف ان اية اشارات سالبة تأتي من اي طرف من الاطراف يمكن ان تفتح بابا لمزيد من التصعيد للازمة الناشبة الآن في دارفور، مشيرا الى ان السودان على اعتاب التوصل الي تسوية سلمية خلال الايام المقبلة في ابوجا.
وشدد على ان الحكومة «لن تترك السودان ساحة للإرهاب الدولي». وذكر ان الحكومة تتعامل مع المجتمع الدولي لحل مشكلة دارفور. من ناحيته، وصف الأمين العام للحركة الشعبية، باقان أموم، ما أثاره زعيم تنظيم القاعدة بوجود مخطط صليبي صهيوني ضد المسلمين يسعى لفصل الجنوب عن الشمال بأنه اصطياد في الماء العكر ونوع من الأوهام التي تسيطر على عقلية عناصر تنظيم القاعدة. واكد ان أرض الجنوب ليست جزءاً من أرض الاسلام، واستفسر عن الجهات المنوط بها وضع خارطة الحدود الاسلامية.
ونفى أموم وجود أي مخطط صهيوني لفصل الجنوب. وأكد نضال الحركة خلال السنوات الفائتة لأجل إرساء نظام ديمقراطي يحقق العدالة. وذكر عدم أحقية بن لادن في وصف جهودهم بالمؤامرة الصليبية. وأضاف «بن لادن يسعى لصب الزيت على النار». وانتقد أموم ما أثير عن أن أميركا من انها تسعى لتأجيج الصراع في دارفور لأهداف اقتصادية متمثلة في النفط. وأكد أن الحركات المسلحة نشأت لمواجهة الحكومة للشعور بالغبن والتهميش الى جانب وجود صراع محلي بين القبائل العربية والقبائل الأفريقية وان تدخل واشنطن من باب تقديم المعونات. وأكد أن أميركا لا تستغل بترول السودان وان النصيب الأكبر يذهب الى الحكومة الى جانب الهند والصين وماليزيا.
وقال غازي سليمان، القيادي البارز في الحركة الشعبية، اؤكد لابن لادن باسم الحركة الشعبية ان السودانيين تراضوا عن اتفاقية السلام، واتفقوا على ان هوية البلاد متعددة الاعراق والثقافات، وضمنوا ذلك في دستور يحتكمون اليه، ولذا فلا شأن للآخرين بما ارتضى به اهل السودان». من جهتها، رفضت حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور حديث بن لادن «جملة وتفصيلا»، وقال احمد حسين ادم، المتحدث الرسمي للحركة، ان تصريحات بن لادن لا تنسجم مع الواقع اطلاقاً، ولا يزال مستمراً في نظرية المؤامرة، في حين ان مشكلة دارفور من صنع الحكومة.
واضاف ان القول بان ازمة دارفور «مؤامرة صهيونية صليبية» ليس صحيحاً وليس مقبولاً لدينا باية صورة، واعتبر حسين أن حديث بن لادن يجعل الحكومة السودانية تتمادى في مؤامراتها ضد دارفور ـ على حد قوله.
من جانبه، اتهم عصام الحاج، الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان المسلحة في دارفور، تنظيم القاعدة بالسعى لتحويل الصراع في دارفور الى صراع ديني، وجزم بأنهم لن يسمحوا بأن تكون أزمة دارفور حصان طروادة للأصولية الاسلامية. وقال الحاج، ساخراً، إن اتهام بن لادن لأميركا بأنها تثير الفتن في دارفور في حالة واحدة إذا كانت الحكومة أججت الصراع في دارفور بايعاز منها. واضاف أن اتهام بن لادن لا أساس له من الصحة ومبني على أسس عاطفية. واتهم زعيم القاعدة بأنه يرنو من خلال التصريحات لتخويف العالم الغربي من إغاثة المتضررين بدارفور. وزاد: لأجندة تخص التنظيم. قال الحاج: أين كان بن لادن عندما كانت دارفور تُحرق وتُغتصب بناتُها؟ وهل هناك ادانة أكبر من انتهاك حقوق المدنيين وقتل المسلمين.