اتهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسجيل صوتي منسوب إليه, الغرب بمحاولة إثارة الفتن في السودان وفصل جنوبيه في إطار ما وصفها بحملة صليبية ضد الأمة الإسلامية.
وقال بن لادن في التسجيل الذي بثته الجزيرة اليوم إن الغرب سعى لتشكيل جيش من أهل الجنوب وتبنت الولايات المتحدة الدعم المادي والمعنوي لهذا الجيش ووجهتهم للمطالبة بالانفصال عن السودان.
وأضاف أن واشنطن ضغطت على حكومة الخرطوم "للتوقيع على اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال بعد 6 سنوات من توقيع الاتفاقية" ودعا إلى رفضها باعتبار أن الجنوب جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام.
كما اتهم زعيم القاعدة الولايات المتحدة بإثارة الفتن في دارفور مستغلة الخلافات بين القبائل تمهيدا لإرسال "قوات صليبية لاحتلال المنطقة وسرقة نفظها تحت غطاء حفظ الأمن هناك".
وحث بن لادن من وصفهم بالمجاهدين وأنصارهم في السودان وما حولها وجزيرة العرب إلى الاستعداد لحرب طويلة المدى ضد "اللصوص الصليبيين غرب السودان وهدفنا واضح وهو الدفاع عن الإسلام".
الإساءة للرسول
وأكد بن لادن على ضرورة معاقبة "أصحاب الجريمة النكراء التي ارتكبها بعض الصحفيين من الصليبيين أو من الزنادقة المرتدين بالإساءة إلى سيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم".
ورأى بن لادن أن هذه الإساءة تأتي في سياق العداء الذي يكنه الغرب للمسلمين وحقيقة "الحرب الصليبية" التي يشنها ضد أمتنا, وطالب بتسليم المسؤولين عن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام لمحاكمتهم.
واعتبر أنه لا بد من معاقبة من وصفهم بالمجرمين ومن تضامن معهم منتقدا الأصوات التي تعالت مطالبة بالاعتذار عن الإساءة للنبي. ودعا إلى استمرار المقاطعة للبضائع الغربية وتوسعتها لتشمل دولا تضامنت مع الدانمارك التي بادرت بنشر الرسوم المسيئة.
وهاجم عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي، وكتابا وإعلاميين في السعودية وعدد من دول الخليج متهما بعضهم بالكفر والردة ومستشهدا بفتاوي أصدرها عدد من العلماء في المنطقة.
وانتقد بن لادن النظام السعودي بسبب إدانته لفكرة صدام الحضارات واصفا ذلك بأنه يحتوي على مغالطات كبيرة لأن الصدام قائم بالفعل من جانب الحضارة الغربية ضد الحضارة الإسلامية.
رفض حماس
وتناول زعيم القاعدة قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ورأى فيه أبرز القضايا التي يتجلى فيها بوضوح "التحالف الصليبي الصهيوني".
ورغم معارضة تنظيم القاعدة المسبق لمشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات فإن بن لادن اعتبر أن رفضها من قبل الولايات المتحدة وأوروبا هي بمثابة "حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين".
وحذر أيضا من الاستجابة للضغوط التي تهدف إلى تغيير المناهج الدراسية وخطورة ذلك على أجيال الأمة. كما حذر مما سماه الغزو الثقافي الذي يجتاح العالم الإسلامي عبر محطات التلفزة والإذاعة.
وفي التسجيل الصوتي ساق بن لادن أمثلة أخرى على ما وصفه بتعرض الإسلام لحرب صليبية بما يجري في كل من الشيشان والصومال.
كما تحدث زعيم تنظيم القاعدة عن عرض الهدنة الذي تقدم به سابقا وقال إن رفضه من قبل الولايات المتحدة يؤكد أن ساسة الغرب لا يرغبون في الحوار.
وشكك بن لادن بمصداقية الأمم المتحدة واعتبرها صنيعة الغرب ليحافظ على "عقيدته الاستعبادية للناس". واعتبر أن حق الفيتو تكريس للدفاع عن "هذه العقيدة المستبدة الظالمة التي تعتبر الجهاد في سبيل الله أو الدفاع عن النفس والوطن إرهابا".