وفي إيجاز عن دارفور نظمه الأسبوع الماضي معهد بروكنغز قال زوليك: «موضوع واحد يلوح دائما في الخلفية (نشر القوات)، دور حكومة السودان في إحضار أي قوة، لأنك اما ان تحصل على موافقة الحكومة، كما فعلت الحكومة مع قوة الاتحاد الإفريقي وقوة دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، او ان تغزو وهذا يشكل تحديا كبيرا جديا».
ولدى الطلب منه توضيح ملاحظته قال زوليك ان حكومة الخرطوم كانت سهلة الانقياد لقوات الأمم المتحدة في جنوب السودان وكذلك قوات الناتو تحت اشراف الاتحاد الافريقي الذي له سبعة آلاف جندي في السودان. لكن زوليك اقر بوجود «تحديات دبلوماسية» للدخلاء الذين يرغبون بتعزيز حضورهم في البلاد حيث ان مثل هذه التحركات تشجع على الاستياء الشعبي.
بالنسبة للولايات المتحدة قد تبدو القصة مماثلة. حاليا موزعة بين أفغانستان والعراق، فإن ولايات متحدة متمددة فوق اللزوم تفتقر إلى الموارد والكيفية لتدخل عسكري آخر. وتقارير وسائل الإعلام عن ان خطط وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمهاجمة ايران أشارت فقط إلى ضربات جوية تشدد على هذه النقطة.
علاوة على ذلك، يقول محللون ان قيمة الخرطوم في حرب أميركا على الإرهاب تحكم على أي تحرك داخل مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية بأن يكون اكثر تشددا بالنسبة لدارفور.
وكما كشفت صحيفة «لوس انجلس تايمز» العام الماضي فإن السودان قدم مساعدات استخباراتية حاسمة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) ومكتب التحقيقات الاتحادي.
وبالرغم من ان السودان ظل على لائحة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب، فإن ذلك لم يمنع رئيس الاستخبارات السودانية صلاح عبدالله غوش وهو «أمير حرب مدان» من الاجتماع مع مسؤولين أميركيين.
وبعد اكثر من ثلاث سنوات من تسريب تقارير عن التطهير العرقي في منطقة دارفور، فإن جهود الإغاثة تستمر في مساعدة السكان في غرب السودان. ويبدو ان الرضا والاحتواء صارا هدفي السياسة المركزية خلال السنوات الأخيرة تجاه السودان.
عندما تم إنهاء حرب أهلية استمرت 12 عاما بين الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان في يناير 2005 أعطي المزيد من الاهتمام لأزمة دارفور حيث استمرت الهجمات العنيفة من قبل ميليشيات الجنجويد على طول خطوط الصدوع العرقية.
ووصف فرنسيس دينغ من معهد بروكنغز العلاقة على انها «تهميش .. من قبل العرب المسلمين في المركز ضد الهامش وهو بمعظمه غير عربي وليس فقط بالنسبة إلى الجنوب بل في الغرب أيضا».
ويستقبل السودان ستة ملايين شخص نزحوا إلى الداخل، معظمهم فر من العنف في دارفور، حيث تم تهجير نحو 5,2 مليون شخص وقتل نحو 200 ألف حسب كارلو باسكوال من معهد بروكنغز. وبالرغم من مقت التدخل العسكري فقد قامت الولايات المتحدة بمساهمات كبيرة في الجهود الإنسانية.
وأشار زوليك إلى ان الولايات المتحدة قدمت 86 في المئة من الأغذية لمهمة برنامج الأغذية العالمي في السودان. ويمول الدعم الأميركي أيضا إمدادات طبية وأنظمة صحية وتعبيد طرق والتعليم.
يو.بي.آي