اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

كبير المفاوضين / عبد الجبار محمود دوسه النظام الذي يضن على أهل دارفور بمنصب نائب رئيس جمهوريه غير جدير بالشراكة نعمل على تعزيز إتفاقية انجمينا ، وما أبوجا ومنبر الشرق إلا تعزيز للسلام الشامل

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/4/2006 1:03 م

تظل الأسئلة الحائرة تؤرق الرأي العام حول ما إذا كانت الحكومة السودانية فعلاً قد اتخذت قراراً سياسياً للمشاركة الفاعلة في الحل السياسي للأزمة السودانية في دارفور. فالممارسة توحي بغير ذلك . قبل عدة أسابيع إستضاف التلفزيون السوداني أفراداً من المعارضة التشادية يقدحون في النظام التشادي ، وهو شئ لم تقم به الحكومة التشادية مع المعارضة السودانية ، وظلت تتعامل معها من منطلق كونها وسيطاً يفعل ما يمكن أن يفيد دورها كوسيط . وكثيراً ما امتعضت الحركتان من مضامين بعض الأدوار. ما يهمنا نحن هو أن الحكومة السودانية عوّلت كثيراً على الأحداث التشادية الأخيرة ولعل توقيت حضور نائب رئيس الجمهورية الأستاذ/ علي عثمان إلى أبوجا رغم جهرية أسبابها المتعلقة بالقمة ، إلا أن سرية مضمونها يرتبط إرتباطاً قوياً بمحاولة المعارضة التشادية ، وإذ لم يكتب لتلك المحاولة النجاح ، لا نستبعد أن نسيج الغطاء ربما يتحول من مخمل إلى دموريه أو حتى خيش لكن النسيج لم يتوقف .

بعد أكثر من عشرة أيام قضاها نائب رئيس الجمهوريه ، نستطيع أن نؤكد أن المحصلة حتى الآن لاشئ ، ولا ينبغي أن يأخذ القارئ هذه الخلاصة بمحمل التشاؤم ، نحن فقط نقرأ الأحداث عطفاً على عِبر سابقه . رئيس الحركة/ مني أركو مناوي إلتقى نائب رئيس الجمهورية لإتخاذ قرارات فاصلة في قضايا أساسيه تمثلت في مؤسسة الرئاسة والإقليم والتمثيل في العاصمة القومية (ولاية الخرطوم) والأجهزة التنفيذية والتشريعية ، إلى جانب قضايا الثروة الأساسية وهي نصيب دارفور من بين مخصص الأقاليم ونسبة التمييز الإيجابي لتعويض الحرمان التنموي والتعويضات، فضلاً عن أساسيات الترتيبات الأمنية المتمثلة في بقاء قوات الحركات طوال الفترة الإنتقالية ، الدمج التدريجي للقوات، والصرف على القوات. لم تشهد اللقاءآت إختراقاً حقيقياً لهذه القضايا، ومن ثم فالحديث عن لجان فرعية لحسم النقاط العالقة ، حديث مقلوب . وبالتالي فإن مقترح الأستاذ/ علي عثمان طه لتشكيل لجنه مصغّره لحسم القضايا العالقة إقتراح غير موفق فأي قضايا لم تحسمها القيادات يمكن أن تحسم على مستويات أدنى، لا سيما وأن كل هذه القضايا قد استنفذت حقها من التفاوض بين الطرفين. الأمر لا يعدو كونه ملهاة تخدم أجندة كسب الوقت لتخفيف الضغط الدولي والنفسي على الحكومة من خلال بث إشارة بأنها إنما تتفاوض مباشرة مع الحركات وقد تجاوزت مرحلة بناء الثقة. إذا كان للأستاذ/ طه ما يطرحه فقد التقى رئيس الحركة في أكثر من لقاء ويجب أن لا يضيع الفرصة لأن عمر هذه اللقاءآت قصير.

ترتيب الأولويات يعني تحقيق أدنى متطلبات إيقاف الحرب ، ولعل من بين هذه المتطلبات ، إنشاء إقليم ، إستيعاب رأي البعض في رفض الإقليم تم التعبير عنه من خلال تبني مضمون الإستفتاء بعد إنتهاء الفترة الإنتقاليه، ولا يمكن لفرضية أن تتقدم في الأولويات على واقع. الفلسفة وراء بقاء قوات الحركات تكمن في أن التجربة أثبتت أن كل الإتفاقيات التي دخلت فيها الإنقاذ مع معارضين كانت بعد حروب ، إنها حقيقة مُرة لكنها الحقيقة التي أصبحت بمثابة قلب من جسد، وقد أفسدت المضغة هذا الجسد . نحن ننقب أملاً في إصلاح المضغة والجسد معاً، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال بقاء قوات الحركات ثم دمجها وفق ترتيب يضمن تطبيق الإتفاق بشكل جيد ، ويؤسس لبناء جيش وطني لفظاً وفعل .

فكر الإنقاذ في التعامل مع المواطن تأسس على خلفية هدف البقاء على الأنقاض وليس البقاء إلى جانب ، وبالتالي فهو فكر حدد أهدافه بدقة وأنشأ آلياته ووسائله بحنكه، وضمن هذا الفهم فإن كل القوى السياسية عندها هي بمثابة أنقاض عاجلة ومؤجلة وفق قراءة فاحصة للتاريخ السياسي المعاصر للقوى السودانية والأنظمة الحاكمة منذ نشأة الدولة السودانية التي أرسىَ دعائمها الخليفة/ عبد الله التعايشي . وبذلك تعاملت الإنقاذ بتفوق مع قوى سياسية لم تشهر سيفاً بحدين . نحن تقلدنا سيفاً بحدين ، وعلى الإنقاذ أن تختار ميدان النزال، لكننا لن نسمح لها بتحويلنا إلى أنقاض .

نحن ندرك أن المرحلة المقبلة هي من أصعب المراحل التي تنتظر الشعب السوداني ،نظام قمعي يجد صعوبه في تناول الدواء، شعب يتطلع لسودان جديد لم يأت من خلال إنقلاب عسكري ولا إنتفاضة شعبيه ، مزيج من الطموحات الجهوية الجغرافيه تهيمن على مساحات مقدّرة من الفضاء السياسي. كل هذا العجين يحتاج إلى طابونه معتدله الحرارة . لأجل بقاء الوطن موحداً لا بد للجميع أن يحسوا بأنهم يشاركون في قطف الثمار بعد أن شتلوا معاً .

أبوجا – نيجيريا
19/4/2006 م


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved