وهو ما دفع بتكهنات صحافية إلى القول إن العقيد معمر القذافي يشعر بالاستياء إزاء عدم احترام الجانب التشادي والسوداني لاتفاقية طرابلس التي تم التوقيع عليها في فبراير الماضي، بينما كانت المعارضة التشادية تتحدث عن تطويق متمردي انجامينا، بينما باريس تعوقهم.
كما أعلنت ليبيا عن أنها سترعى مصالح السودان في تشاد وقالت مصادر في شؤون الاتحاد الإفريقي باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) ان اللجنة قد كلفت المكتب الشعبي الليبي (السفارة) في العاصمة التشادية انجامينا برعاية المصالح السودانية في تشاد استجابة لطلب السودان.
وانطلاقاً من دور ليبيا في رأب الصدع في العلاقات السودانية التشادية، وفقاً لما نص عليه إعلان طرابلس الذي أصدرته القمة الافريقية بشأن الوضع بين تشاد والسودان في الثامن من شهر فبراير الماضي.
في هذه الأثناء، نفى الرئيس السوداني عمر حسن البشير اتهامات نظيره التشادي إدريس ديبي في المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في بلاده.
وأكد البشير -السبت - أن زعزعة الأمن والاستقرار في تشاد ليس في مصلحة بلاده. وجدد البشير لدى لقائه بالخرطوم نائب الأمين العام للأمم المتحدة لحفظ السلام هادي عنابي بحضور يان برونك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان والسفير كيبكي رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان حرص السودان على علاقته مع تشاد ومراعاة حق الجوار بين الدولتين.
وأكد على أن السودان ما زال يحترم اتفاق السلام الذي وقع في الثامن من فبراير بين الخرطوم وانجامينا تحت رعاية ليبيا والذي تعهدت فيه كل من الدولتين بعدم إيواء متمردين من الدولة الأخرى على أراضيها ومنع أي نشاط معاد ضد أي منهما.
واتهم الرئيس السوداني تشاد بأنها مسؤولة عن انعدام الأمن على الحدود بين البلدين معتبرا أن »عدم إرسال ممثلين تشاديين إلى لجنة أمنية مكلفة بالإشراف على الحدود يحول دون تطبيق الاتفاق«.
وعلى الصعيد ذاته نفى المتمردون في تشاد تلقي أي دعم من حكومة الخرطوم في مساعيهم للإطاحة بنظام الرئيس ديبي، مؤكدين أنهم يشكلون ثورة شعبية مستقلة عن السودان وعن أي جهة أخرى.
ومن جهتها، ذكرت زعيم للمعارضة التشادية في الخارج أن المتمردين الساعين للإطاحة برئيس تشاد إدريس ديبي يطوقون العاصمة غير أن الوجود العسكري الفرنسي يمنعهم من التقدم.
وقالت تمارا أصيل احمد ابنة وزير الخارجية التشادي السابق لصحيفة »لو جورنال دو ديمانش« الفرنسية :»التأمين الذي يوفره الفرنسيون للمطار والقصر مازال يمثل مشكلة للمتمردين«.
ويوجد لفرنسا قاعدة عسكرية بجوار المطار في العاصمة انجامينا، ورأى شهود مدرعات فرنسية متمركزة هناك لكنها ليس لها وجود واضح أمام القصر الرئاسي الذي تحرسه دبابات تشادية.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن تمارا قولها إن الوجود الفرنسي يعني أن المتمردين »سيجازفون بالكثير« إذا قاموا بأي تقدم نحو القصر الرئاسي بعد اعتداء الخميس الماضي الذي وقع في الفجر وصدته قوات موالية لديبي.
وأضافت: »ان فرنسا تقدم الدعم الإمدادي والاستخباراتي لتشاد ويشمل هذا نقل قوات حكومية بطائرات هليكوبتر بما يتفق مع اتفاق عسكري مع تشاد مستعمرتها السابقة لكنها تنفي أي دور مباشر في القتال«.
ونقل عنها قولها فيما بدا أنها محادثة هاتفية مع القوات الموجودة على الأرض »ما عليكم هو أن تستمروا في محاصرة انجامينا وإصابة الوضع بالتدهور، ستدرك فرنسا حينذاك أن عليها التحدث معنا«.
وشن المتمردون الذين عقدوا العزم على إنهاء حكم ديبي المستمر منذ قرابة 16 عاما لإحدى أفقر دول العالم أجرأ هجوم لهم حتى الآن حيث تسللوا إلى المدينة عند الفجر قبل أن تصدهم قوات موالية لديبي.
حيث لقي أكثر من 300 حتفهم خلال القتال. واستعرضت الحكومة ما قالت إنهم 160 متمرداً اعتقلوا فضلا عن 16 مركبة، قالت إنها صادرتها خلال اجتماع حاشد في انجامينا يوم الجمعة الماضي.
طرابلس ــ سعيد فرحات والوكالات: