اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

نظمتها جمعية التراث و الثقافة النوبية:محاضرة تناولت عن تأريخ حلفا قبل وبعد الإغراق والتهجير

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
16/4/2006 8:57 ص

الرياض :- أحمد علاء
استضافت قاعة البروفسير نجم الدين محمد شريف بجمعية التراث والثقافة النوبية بالرياض أمسية الجمعة الماضي محاضرة تاريخية ثرة قدمها الأستاذ ابوبكر محمد عثمان بعنوان (حلفا بين الأمس و اليوم) وذلك إثراءا لبرامجها الرامية إلي تعريف النوبيين بمناطقهم التاريخية حفاظا على موروثاتهم الثقافية والاجتماعية .
وقد أدار المحاضرة التي حضرها جموع النوبيين من مناطق سكوت والمحس وحلفا وحلفا الجديدة ودنقلا الأستاذ حمدي كاشف نائب رئيس الجمعية والدكتور عبد الرءوف قرناص (رئيس اتحاد فعاليات حلفا) الذي رحب بالحضور وشاكرا لجمعية التراث التي آلت على نفسها على تحمل راية التراث والثقافة النوبية وداعيا الحضور والمجتمع النوبي إلي نبذ الخلاف وجمع الكلمة وتوحيد الهدف من أجل أن ترفرف علم النوبة عالية في سمائها ثم كرر دعوته إلي الأخذ بسمنار بحيرة النوبة و إمكانياتها بمحمل الجد للاستفادة من أراضيه الشاسعة ومياهه الوفيرة وثروته السمكية العالية الجودة بعيدا عن الخلافات و الانشقاقات و البكاء على الأطلال و الاجترار عن الماضي وذلك استشرافا للمستقبل الواعد حفاظا على الثقافة و الهوية النوبية .
ثم اعتلى المنصة بعد ذلك المحاضر الرئيسي الأستاذ ابوبكر محمد عثمان لتقديم محاضرته عن حلفا قبل وبعد الإغراق و التهجير, حيث بدءها بتحية للنوبيين الحادبين على مصلحة النوبة ومنطقتهم النوبية العريقة و التي تمتد من الجيزة( في جمهورية مصر العربية) شمالا حتى منطقة القدار (في السودان) جنوبا , ثم قدم سردا تاريخيا مفصلا عن حلفا واصفا إياها بالأم الرءوم التي ضحت بنفسها من أجل أبنائها وأحفادها ثم حيا رموز النضال في حلفا (مسجد الحسين) الذي وقف ولأكثر من عشرة أعوام رمزا للنضال و التحدي , تقاوم قسوة الطبيعة و الحرب الضروس وحيدا مع النيل وهي تحكي أمجاد الماضي للأجيال القادمة وقرأ في هذا الصدد أبياتا معبرة من شعر الأستاذ على صالح داوود (أمد الله في عمره)
ثم أفاد بأن منطقة حلفا جغرافيا تمتد من قرية فرص على الحدود المصرية شمالا حتى منطقة أبو فاطمة جنوبا , أما حدودها كوحدة إدارية فهي من فرص إلي سركمتو جنوبا وأما عن حدودها في الماضي فقد كانت تمتد من فرص حتى مدينة حلفا بمساحة 37كيلومتر ومن المدينة حتى خور موسى باشا بمساحة 10 كيلومترات حيث كانت تشمل كثيرا من القرى و الأحياء السكنية و الشياخات و العمد أمثال العمدة شريف داوود ومحمد داوود ومحمد عبد المجيد ومحمد عبد الجابر وسيد جريس .
ثم أوضح الأستاذ ابوبكر بأن الخدمات الصحية و التعليمية و الطرق في حلفا قديمة قدم التاريخ حيث كانت حلفا عريقة بكل مقومات الحياة وهي أعرق مناطق السودان ومن أوائلها في التعليم النظامي الذي بدأ عام 1902م بثاني مدرسة متوسطة للبنين على مستوى السودان بالإضافة إلي 5 مدارس أولية للبنين و4 مدارس للبنات مع بقية المدارس التي كانت تنتشر في العموديات و القرى , وقد تخرجت من هذه المدارس خيرة أبناء السودان والذين أثروا الحياة السودانية اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا وأدبيا.و أما عن الخدمات الصحية فقد ذكر بأن حلفا قد تميزت بوجود أهم المستشفيات المركزية على مستوى القطر بالإضافة إلي الشفخانات ونقاط الغيار التي كانت تنتشر في كل القرى و أما الكهرباء فقد كان مضربا للمثل في وقت لم تشهد كثير من مناطق السودان الكهرباء ولم تسمع به و أما عن المواصلات فقد كان هنالك خط حديدي بمسافة 900كيلومتر من حلفا إلي العاصمة مارا بالعتمور و الربا طاب و الجعليين بالإضافة إلي خط الملاحة النهرية مع أسوان جنوب مصر وهو الميناء النهري الأول إضافة إلي الخط البري (الغير معبد) والذي يربط حلفا بمناطق سكوت و المحس, ثم أبان الأستاذ ابوبكر بأن وادي حلفا في سابق عهدها أي قبل 40 عاما كانت تعيش خدمات أفضل عشرة أضعاف مما هي عليها الآن.
مرحلة التهجير:-
ثم انتقل الأستاذ ابوبكر بالحديث إلي مرحلة التهجير فذكر بأنها قد بدأت عام 1959م بالاتفاق الجائر بين حكومة السودان برئاسة الفريق إبراهيم عبود وحكومة مصر برئاسة جمال عبد الناصر وهي ما عرف باتفاقية السد العالي وبموجبها يتم بناء السد جنوب أسوان و أعقبت الاتفاقية الاستعداد لبناء خزان خشم القربة وتم التوقيع على اتفاقية السد العالي بين اللواء محمد طلعت فريد ممثلا عن حكومة السودان وعبد المنعم القيسوني ممثلا عن حكومة مصر وتم بموجب الاتفاقية الإغراق الكامل لمدينة وادي حلفا وتعويض الحكومة السودانية بمبلغ 15مليون جنيه مصري شاملة الشروع في إسكان الأهالي وتشكلت اللجان من المواطنين لترتيب الأوضاع الجديدة وهي كانت لجان اسمية لإيحاء الناس بمشاركة الأهالي وقامت حملات المقاومة و المظاهرات العنيفة في كل مدن السودان منددة و متعاطفة مع الحلفاويين وهي التي أشعلت فتيل ثورة أكتوبر في عام 1964م كما ذكر ذلك عبد الخالق محجوب في كتابه (ثورة شعب) و أحمد محمد شامو في كتابه (الثورة الظافرة)و استعانت الحكومة ببعض أبناء حلفا لإقناع الأهالي بضرورة ترك ديارهم وتنفيذ الهجرة القسرية ولم تعر الحكومة أدنى اهتمامها بالحضارة النوبية و الإرث الحضاري في المنطقة حتى قاد عالم الآثار فنتوري فر يدنس حملة في مارس 1960م لإنقاذ الآثار النوبية من الاندثار و الغرق حيث جمع 50 بعثة استكشافية بمعاونة ومساهمة عالم الآثار السوداني و ابن المنطقة البروفسير نجم الدين محمد شريف وتم حفظ هذا الإرث في متحف السودان القومي إلي يومنا هذا , ثم تحدث الأستاذ ابوبكر عن الآثار السلبية التي صاحبت وترتبت على هذه الهجرة السالبة و الاتفاقية المجحفة ذاكرا البيئة الجديدة في خشم القربة وطبيعة المناخ و الطقس و السكان و المسكن الضيق الذي لم يراعى فيه اى امتداد أفقي للسكان و الأجيال القادمة ووجه عتابه الشديد لأبناء المنطقة لعدم توثيقهم لهذه الحقبة المظلمة من تاريخ حلفا المفقود إلا بجزء يسير من كتاب حسن دفع الله(هجرة النوبيين) وكتاب (وطن في عراء) للأستاذ متوكل أحمد أمين .
ثم تحدث المحاضر عن حلفا اليوم بحدودها وبسكانها الذي لا يتعدى 25 ألف نسمة و الخدمات التي لا ترضى طموح الإنسان الذي عانى كثيرا وذكر الخدمات المتدنية في جميع المرافق الحكومية حتى المستشفى الذي لم يشهد طبيبا أخصائيا إلي هذه اللحظة , ثم ذكر الجهود و المحاولات التي بذلت للأعمار و التعمير في المنطقة من اجل إعادة سيرتها الأولى من عام 1964م وأوضح بأن كل التوصيات و المقترحات ظلت حبيسة الروتين في أدراج المسئولين إلي يومنا هذا , ثم اختتم حديثه بأن حلفا و الشمالية تعتبران العمق الاستراتيجي للسودان في مصر ومن هذا المنطلق فان أي محاولة أو فكرة للتقارب و التكامل ستلقى الترحيب و الدعم الكامل من المنطقة و أهلها الطيبين
ثم بعد ذلك وفي استراحة قصيرة قرأ الأستاذ محمد عبد الوهاب عثمان (آرتقاشة ) قصيدة عن حلفا نالت رضا الحضور و استحسانهم و ومن ثم فتحت أبواب المداخلات و المشاركات من الحضور حول المحاضرة الرئيسة من كل من الدكاترة عبد الرءوف قرناص وعبد الحميد قرناص ومنيب إبراهيم وشريف عثمان وشريف خيري و المهندس حسن الملك ومن الأساتذة عباس محمد علي طه ورمضان محمد يوسف ولولي وسيد إبراهيم و إبراهيم معروف وصلاح شاطر وعثمان فرسان ومنور عبد الحليم ومحمد عوض سليمان وغيرهم من الذين أمنوا على في مداخلاتهم وتعقيباتهم على ضرورة ترك التصنيفات و المسميات العرقية والعمل من منطلق النوبة عملة ذات وجه واحد وتجاوز الخلافات ونبذ الشعارات البراقة التي لم تعد نافعا للنوبيين ولا لمصالحهم والعمل بخطط مدروسة ومستقبلية للمنطقة النوبية كما طالبوا بضرورة تنفيذ بنود الاتفاقية بحذافيرها .
وفي الختام جدد الأستاذ ابوبكر محمد عثمان شكره للحضور, وقد قام أعضاء اللجنة التمهيدية بتكريمه بشهادة تقديرية وفاءً وعرفانًا له.



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved