نجامينا - اف ب
شن الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي اعلن الجمعة قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسودان هجوما حادا السبت 15-4-2006على الرئيس السوداني عمر البشير الذي اتهمه بارتكاب "ابادة" في دارفور ووصفه ب"الخائن". وتأتي تصريحات ديبي ضد البشير، في إثر معارك حامية الوطيس بين الجيش الحكومي ومتمردين تشاديين كانوا قد اقتربوا كثيرا من العاصمة نجمينا خلال اليومين الماضيين.
وقال ديبي خلال تجمع شعبي في نجامينا "اطلب من جميع القوى الكبرى ومن الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول المحبة للسلام والعدالة بالتدخل عسكريا لانقاذ سكان دارفور الذين يتعرضون لابشع ابادة على يد الرئيس السوداني عمر البشير".
واضاف امام آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في ساحة الاستقلال "على الاسرة الدولية تحمل جميع مسؤولياتها لحل ازمة دارفور باسرع وقت ممكن من خلال وضعها تحت وصاية الامم المتحدة". وقال لمناصريه "اثبتم لتوكم للراي العام العالمي وللذين خانوا قضية الوطن انكم غير مستعدين لترك بلادكم يحتلها مرتزقة ارسلهم بشير الخائن".
وأعلن الرئيس ادريس ديبي الجمعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع السودان واتهم الخرطوم بدعم المتمردين والوقوف وراء هجماتهم ضد بلاده.
وطلب رئيس الوزراء التشادي باسكال ياوديمناجي مجددا السبت من المجتمع الدولي العثور بسرعة على بلد اخر يستقبل المئتي الف لاجئ سوداني من منطقة دارفور المتواجدين حاليا في تشاد. واعلن ياوديمانجي امام السفراء ومندوبي الامم المتحدة المعتمدين في العاصمة التشادية "ان الحكومة التشادية تمهل الجمتع الدولي حتى نهاية 2006 للعثور على بلد آخر" يستقبل اللاجئين. واعتبر "ان الحكومة تلاحظ ان على مر الايام يعامل اللاجئون افضل من التشاديين الذين باشروا بتقاسم القليل الذي يملكونه معهم".
من ناحية ثانية، نفت الجبهة الموحدة للتغيير في تشاد السبت تلقيها اي دعم من السودان في تمردها ضد النظام التشادي الذي اتهمته بالتعامل مع مرتزقة
اوروبيين ومقاتلي دارفور (غرب السودان). وقال ممثلو الجبهة الموحدة للتغيير ومندوبو جناح من الحركة من اجل الديموقراطية والعدالة في بيان في باريس "اثر الاتهامات الخطيرة التي وجهها ادريس ديبي الى السودان ننفي قطعا اي تدخل من البلدان المجاورة".
وقاتلت الحركة من اجل الديموقراطية والعدالة التي تأسست عام 1998, نظام الرئيس ديبي لمدة طويلة قبل ان تضعف وتوقع في اغسطس/اب 2005 مع نجامينا اتفاق سلام. لكن قسما من الحركة رفض هذا الاتفاق. واضاف مندوبو الجبهة "نحن مستقلون عن السودان واي دولة اجنبية اخرى" واكدوا ان حركتهم مجرد "انتفاضة شعبية".
وتتهم الجبهة والحركة النظام التشادي "بتجنيد عناصر من المعارضة المسلحة في دارفور" غرب السودان حيث اندلع نزاع مسلح منذ 2003 بين ميليشيات الجنجويد الموالية للخرطوم وحركات تمرد محلية تنتمي بعضها الى قبيلة زغاوا التي يتحدر منها ديبي. واكدت الحركتان ان "الدليل هو اننا اسرنا العديد من عناصر التمرد في دارفور والذين ينتمون الى الحركة من اجل العدل والمساواة وحركة تحرير السودان".
كما يتهمون الرئيس ديبي بانه "تعاقد عن طريق الدركي الفرنسي السابق بول باريل مع مرتزقة اوروبيين يتاهبون للتوجه الى العاصمة انطلاقا من بانغي" عاصمة افريقيا الوسطى. لكن باريل نفى هذه المعلومات وقال "لم اعمل يوما كمرتزقة". واضاف انه "تقني في مكافحة الارهاب" ويقدم في هذا الاطار استشارات "للعديد من رؤساء الدول العربية ودول اخرى". من جهة اخرى افاد البيان ان المتمردين الاسرى الذين عرضتهم السلطات التشادية الجمعة امام وسائل الاعلام في شرق تشاد حيث جرت معارك الخميس, هم "في الحقيقة مدنيون".
واضاف البيان "من جانب اخر لا تعتزم المقاومة البتة النيل من المصالح الفرنسية او الفرنسيين المقيمين في تشاد. ان هدفنا يتمثل فقط في الاطاحة بالرئيس ديبي الذي خان شعبه". واتهمت الجبهة الموحدة للتغيير فرنسا التي تنشر 1200 عسكري في مستعمرتها السابقة بتقديم دعم تام للرئيس ديبي وبانها تدخلت مباشرة لدحر هجوم المتمردين. وهو ما نفته وزارة الدفاع الفرنسية رسميا.