اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

دينق ألور وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي البارز بالحركة الشعبية لـ «الخرطوم»: المؤتمر الوطني غير جاد في تنفيذ بنود اتفاقية السلام

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
15/4/2006 8:02 ص

دينق ألور وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي البارز بالحركة الشعبية لـ «الخرطوم»:
المؤتمر الوطني غير جاد في تنفيذ بنود اتفاقية السلام:حوار صلاح الدين مصطفي !
انفصاليو المؤتمر الوطني أعلى صوتاً من كل الانفصاليين الجنوبيين
اتهام حكومة الجنوب بالفساد لا أساس له من الصحة والتحقيق سوف يكشف كل شئ
العاصمة ليست ولاية شمالية والمؤتمر الوطني يتعامل مع ملف أبيي من منطلق مصلحة حزبية

اجراه /صلاح الدين مصطفى / تصوير : فيليب ضيل
كثير من القادة السياسيين يشعر المرء برهبة شديدة تجاههم، ويكوِّن انطباعات عنهم، قد تكون خاطئة، أو في الغالب هي كذلك، ولكن بمجرد الجلوس معهم تتكسر الحواجز النفسية وتنشأ إلفة حبيبة تنمو وتتصاعد مع دوران جهاز التسجيل، وعندما يصل (الحوار) إلى شواطئه النهائية تشعر وكأنك تودع صديقاً حميماً على أمل أن تلتقي به في صبيحة الغد.
هكذا كان لقاؤنا مع السيد دينق ألور الدينكاوي الفارع الطول وصاحب (الهدوء المربك)، فالرجل قيادي بارز بالحركة الشعبية وكان مقرباً من الراحل د. جون ومستودعاً لكثير من أسراره، ويشغل في حكومة الوحدة الوطنية منصباً مهماً هو (وزير رئاسة مجلس الوزراء).. وفي صالة الانتظار قرأت اللافتة التي ضمَّت من شغلوا هذا المنصب منذ الإستقلال فتأكدت من أهمية صاحب هذا المكتب وخطورته.
الحديث مع دينق ألور لم يكن صعباً، فهو يجيد التقاط الاسئلة الساخنة ويقوم بتحويلها إلى إجابات تحمل شحنات مضاعفة من الحرارة، كان الهجوم عليه، وعلى الحركة، شديداً، وانفاس الاتهامات تتلاحق لتشكل دوائر مزعجة لأي شخص في مكانه، ورغم ذلك، فإنَّ الابتسامة لم تفارقه حتى رافقنا إلى عتبة باب مكتبه.
عموماً، فإنَّ الرجل لم يستخدم المكر الدبلوماسي والمراوغة السياسية، بل كان واضحاً لدرجة الجرأة وصريحاً حتى حسبت أنَّه لا يزال في الغابة، ومنذ البداية وحتى النهاية ظل يجيب بلغة عربية فصيحة وحضور ذهني متقد وإحترام شديد لكل محور وسؤال ومفردة.
ü يعتبر المراقبون أن اجتماع رمبيك الأخير أعاد للحركة الشعبية رؤيتها المؤسسية بعد الربكة التي اعقبت رحيل قرنق.. ما هي أهم الملامح السياسية التي خرج بها هذا الاجتماع؟
ـ اجتماع رمبيك الأخير كان أول اجتماع سياسي للحركة الشعبية وهو اجتماع مهم جاء بعد وفاة القائد الشهيد د. جون، وجاء ايضاً بعد فترة إعادة تنظيم وهيكلة الحركة الشعبية كتنظيم سياسي، وقد خرج الاجتماع بنتائج طيبة أولها إعادة هيكلة الحركة الشعبية على المستوى السياسي، ولقد بدأنا خطوات في هذا الاتجاه وتم تعيين نواب للأمين العام، نائب الامين العام لقطاع الشمال، وآخر للقطاع الجنوبي، ثم تحدثنا عن احتمال انعقاد المؤتمر العام في أو قبل نهاية السنة، تحدثنا حول كل المواضيع المهمة مثل اتفاقية السلام ما نفذ منها وما لم ينفذ، وكذلك المشاغل السياسية المعروفة في دارفور والشرق وموضوع الامم المتحدة وقواتها وغير ذلك، وتم الاتفاق على عقد لقاء مشترك مع المؤتمر الوطني لحسم كثير من القضايا العالقة.
ü بعد تجربة عام في السلطة ما هو موقف الحركة الشعبية من القضايا الملحة لإنسان الجنوب مثل البدء في توفير الحد الأدني من التنمية وإعادة النازحين.. وبعيداً عن عدم وفاء المانحين بوعودهم ما هو الحل الآني، خاصة وأن فرحة كثير من ابناء الجنوب بالسلام بدأت تموت؟
ـ أنحن موش مرتاحين للطريقة التي تسير بها الاحوال في جنوب السودان بالنسبة لعودة النازحين واللاجئين فإن المجتمع الدولي لم يوف سوى بالنذر اليسير، وقد تمت عودة أعداد قليلة من اللاجئين بدول الجوار، كذلك النازحين من المدن الأخرى.. الحركة الشعبية لم تقف مكتوفة الايدي ورصدت مبالغ بسيطة وكبداية وضعنا 24 مليون دولار كبداية لحل المشاكل الاساسية وهي تكفي للاحتياجات العاجلة لأقل من مليون عائلة.
وبالنسبة للمانحين فقد تأخروا في وعودهم وهذا يجعل التغيير الذي يحدث في الجنوب يتم ببطء شديد، كنا نتوقع ان يتم التغيير بسرعة، وطالما أننا نقوم بهذا الامر لوحدنا، أو بمساعدات قليلة جداً من الامم المتحدة، فإن الامور لن تتغير بشكل سريع، ونحن عازمون لتغيير الوضع الى افضل.
ü ما هو السبب المباشر لتأخر دعم المانحين وما هي رؤيتكم لحثهم للاسراع بما وعدوا به؟
ـ مشكلة دارفور اخذت حيزاً كبيراً من المساحة السياسية في السودان، ولها انعكاسات مباشرة على المانحين وجعلتهم يترددون أو يتأخرون في الايفاء بما عليهم، وهذا هو السبب الاساسي، واعتقد بأنه بعد اجتماع باريس سوف تتقدم الخطوات بسرعة أكبر.
ü يرى البعض أنَّ حظوظ الوحدة الجاذبة (كما يطلق عليها) تضاءلت كثيراً بعد وفاة د. جون قرنق.. هذه (الرؤية) غذتها مواقف متعددة وربما تكون مشتركة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.. ما هي الملامح التي تجعل (هذه الرؤية) غير صحيحة في تقديركم؟
ـ الحديث عن الوحدة الجاذبة هو حديث عن اتفاقية السلام، وقد وردت فيه ملامح لهذه الوحدة، والطرفان هما اللذان يقومان بتوفير الجو الملائم لذلك، نحن من طرفنا متمسكون بهذا المبدأ، لأنه يدخل في صميم فلسفة الحركة ورؤيتها لمستقبل السودان، ثم ثانياً: هذا نص جاء في الدستور ونحن ملتزمون بتنفيذ هذا النص بالتعامل معه بطريقة ايجابية، وبعكس الطرف الثاني شريكنا المؤتمر الوطني، فنحن عندما نتحدث عن الوحدة الجاذبة هم يفتكرون أن هذا ابتذاذ من الحركة الشعبية للشماليين بتكرار الحديث عن الوحدة الجاذبة.
والمؤتمر الوطني لم يشجعنا كثيراً، لأن تنفيذ الإتفاق يسير ببطء، ومن الاوليات التي تساعد على تحقيق الوحدة الجاذبة تنفيذ الاتفاق بحذافيره كما جاء نصاً وروحاً، هنالك تباطؤ وتلكؤ.. الجزء الثالث في هذه الجزئية أنَّ هنالك جناحاً داخل المؤتمر الوطني نفسه لا يؤمن بالوحدة خالص، وقد وجدت هذه الفئة مساحة كبيرة لتتحدث عن الإنفصال وذلك عن طريق منبر السلام العادل، وعن طريق صحيفته التي تصدر في الخرطوم، وعن طريق الندوات التي يتم عقدها بصورة دورية.. كل هذا يهدد هذه الوحدة.
ü هذا الحديث صحيح في بعض جوانبه، لكن هنالك جانب آخر في الحركة الشعبية لا يريد الوحدة، ويتحدث البعض بأن الذين كانوا بعيدين عن قرنق في السابق، بسبب ميولهم الانفصالية، أصبحوا يشغلون مناصب رفيعة الآن؟
ـ (لا. ما فيش كلام زي ده) الحركة الشعبية ملتزمة بتنفيذ الاتفاق. صحيح أن اغلبية الجنوبيين إنفصاليون وهم ينتظرون طريقة تنفيذ الاتفاق ثم يدلوا بعد ذلك بآرائهم (لكن ما فيس مجموعة توصلت إلى مناطق صنع القرار داخل الحركة الشعبية تدعو للانفصال) هنالك من يحملون بعض الافكار في هذا الاتجاه لكن الحركة الشعبية لا تمنح أي أحد منبراً للترويج للانفصال، ولا يوجد من يشغل مؤسسات الحركة الشعبية للوصول لهذه الغاية. نحن حريصون على ألا نقوم بأي عمل يخالف اتفاقية السلام، واتفق معك بأن هنالك أفراداً وعناصر تريد الانفصال حدث هذا قبل وفاة قرنق، وهم يريدون الانفصال ليس حباً فيه ولكن نتيجة لسلوك القوى السياسية في الشمال منذ عام 1955م وحتى يومنا هذا. هنالك من يرى أن الطرف الآخر (شمال السودان) غير جاد في خلق مجتمع معافى من التفرقة على اسس دينية او اجتماعية وعدم إضافة لعدم وجود جو ديمقراطي ومحاولة اذابة ثقافات في ثقافات اخرى. كل هذا جعل الكثيرين يشككون في الوحدة. هذه المجموعة موجودة ولكن لم نتح لها الفرصة لاستغلال منابر الحركة الشعبية .
ü بعد أقل من عام بدأت الاتهامات تطال حكومة الجنوب بالفساد والقصور الإداري وعدم القدرة على الانتقال بالعمل السياسي الى الامام، بعد سنوات الحرب والغاية.. برأيك هل استطاعت حكومة جنوب السودان في هذه الفترة أن تقنع مواطنيها بقدرتها على ادارة شؤون الجنوب بالقدر الذي يحقق لهم الثقة بها؟
ـ (أول حاجة الكلام عن اتهام حكومة الجنوب بالفساد كلام سابق لأوانه) أي مسألة خاصة بالمال وعدم الوضوح في التعامل به قابلة للتحقيق، صحيح أنَّ الصحف بدأت تتحدث عن هذا الموضوع وقد اجتمعت حكومة الجنوب بمؤسسة الرئاسة ووزارة المالية الاتحادية وحدث تبادل في الاتهام (وكده)، ولكن هذا لا يعني أن حكومة الجنوب فاسدة، يجب ان ينتظر الجميع نتيجة التحقيق، وكما قال النائب الأول ورئيس حكومة الجنوب أن البرلمان في الجنوب يحقق في هذا الموضوع، والنتيجة لا تظهر إلاَّ بعد التحقيق، وصحيح أن النصف الأول من العام غلب عليه طابع الانتقال من مرحلة الى أخرى وبالذات بعد وفاة قرنق ولم يتحقق الكثير وذلك بسبب بعض العوامل مثل عدم الاستقرار السياسي الذي حدث بعد رحيل د. جون مما جعل حكومة الجنوب تتأخر في التعامل مع الواقع الجديد، أنا معاك أن العطاء كان من المفترض ان يكون افضل مما هو عليه. ولكن اتوقع بعد أن تم تقديم أول ميزانية لحكومة الجنوب أن تتغير الاوضاع الى الافضل.
ü هنالك اتهام بأن الحركة الشعبية لم تستثمر علاقاتها مع دول الجوار الافريقي لصالح السودان ككل، بل استثمرت هذه العلاقة لصالح حكومة الجنوب في كثير من الاشياء، برز هذا في مؤتمر القمة الأخير وصدمة السودان بعدم الفوز بالرئاسة، ايضاً زيارة سلفاكير لأريتريا يرى البعض ان الغرض منها ايجاد منفذ بحري لحكومة الجنوب.. ما هي رؤيتك حول هذه الموضوعات؟
ـ (أول حاجة زيارة النائب الاول الاخيرة لأريتريا تمت بتنسيق من مؤسسة الرئاسة)، وكان يحمل رسالة خاصة بتحسين العلاقة بين البلدين وليس لغرض ايجاد منفذ الى البحر لحكومة الجنوب، (نمرة اتنين) بالنسبة للحديث حول أن الحركة الشعبية لم تستفد من علاقاتها مع الدولة الافريقية أقول صحيح أن الحركة لها علاقات طيبة مع هذه الدول، لكن حكومة الوحدة الوطنية لم تستفد من هذه العلاقة لأن هنالك شكوكاً من شريكنا في الحكومة وبالذات في المرحلة الأولى، ولازالت هذه الشكوك قائمة، والحركة الشعبية لم تتح لها الفرصة لاستثمار هذه العلاقات لصالح السودان. فهنالك إحجام وشكوك من المؤتمر الوطني تجاه الحركة الشعبية، ويجوز أن المؤتمر الوطني كان يعتقد بأنه قادر على القيام بهذا الدور، نحن شاركنا الى حد ما، وقد حملت بعض الرسائل لبعض الرؤساء. لكن المهمة كانت محصورة في حمل هذه الرسائل فقط.
أما موضوع رئاسة السودان للاتحاد الافريقي، فصحيح ان الدبلوماسية كان يمكن ان تلعب دوراً هنا، لكن يجب أن نعلم بأن الاتحاد الافريقي رفض رئاسة السودان لأسباب منها الوضع في دارفور وحتى لو كنا تحركنا كحركة شعبية بدون أن نحمل تصوراً واضحاً لحل مشكلة دارفور، فكان ممكن ان يفقد السودان الرئاسة.
ü تقرير طائرة قرنق لا يزال غامضاً، ولا تزال يوغندا ترسل بعض الاشارات التي تزيد من غموض هذا الموضوع، والشائعات ترشح من حين لآخر في مختلف الاتجاهات، هنالك من يرى بأن الحركة الشعبية تظهر الآن ـ على الاقل في المستوى الإعلامي ـ بمظهر من لا يهتم باجلاء الحقائق حول هذا الموضوع الخطير ما هي دفوعاتكم؟
ـ هذا الموضوع يخص الحركة الشعبية ويهمها قبل أية جهة أخرى، فقد كان د. جون قرنق قائداً ومؤسساً للحركة وهو قائد تاريخي ونتيجة لفقده فقدنا الكثير. ونحن من اوائل الناس المهتمين بهذا الملف (ملف التحقيق في سقوط طائرة الشهيد د. جون).
أنا لا أريد أن أتحدث عن نتيجة التحقيق، فحتى الآن لم نطلع على شئ بهذا الخصوص على المستوى الرسمي، ونتوقع في الفترة القليلة القادمة أن نحصل على تقرير مفصَّل، وبالتالي أمتنع عن الخوض في هذه المسألة، ولكن عندما نعلم بالحقيقة فإن لكل حدث حديث.
ü هنالك الكثير من القضايا بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني لم تحسم بقناعة الأمر الذي أدى لظاهرة المؤتمرات الصحافية والاتهامات المبادلة بهضم الحقوق، وقد تجلى ذلك بالنسبة للحركة في المؤتمر الصحفي الشهير لسلفاكير وايضاً بالنسبة لياسر عرمان في كثير من الاحيان؟.. السؤال : هذه حكومة وحدة وطنية فلماذا لا يتم الاتفاق حول القضايا والحوار حولها بمنهج الشركاء لا الفرقاء؟
ـ نحن شركاء في تنفيذ عملية السلام فقط! وعندما تحدثنا عن الشراكة في نيفاشا لم نخرج بمفهوم محدد حول تحديد الشراكة (ما فيش حاجة محددة) لكن الواقع أن النقاش كان يشير الى أن الشراكة هنا تعني التعاون لتنفيذ عملية السلام، وهي بذلك لا تعني أن تتخلى عن مواقفك السياسية، كل طرف له رؤية سياسية تختلف عن رؤية الطرف الآخر، وهنالك برامج حكومية وطنية تجمع الاثنين.
إذا جئنا لعملية تنفيذ الاتفاق، وعندما يكون هناك طرف غير ملتزم بالجدول والمواعيد فإن الطرف الآخر (ما ملزم بإنو يسكت)! بالعكس هنالك مسؤولية سياسية وتاريخية تلزم الحركة الشعبية بأن تتكلم مع المؤتمر الوطني، وقد تم الحديث في مجالس (مقفولة). ولكن عندها يتعثر الأمر ويصل إلى عدم شعور الحركة الشعبية بأن الطرف الآخر له نفس الجدية ونفس الحماس، فإن لدينا مسؤولية (أمام ناسنا عشان نوريهم الحقائق ود هو العملو الفريق سلفاكير وياسر عرمان) وهذا مجرد توضيح للحقائق لا أكثر.
دستور العاصمة قضية ظلت تثير جدلاً كبيراً هذه الأيام، والحقيقة أن وضع العاصمة كان من الملفات الصعبة أثناء التفاوض، فالمؤتمر الوطني يري أن اتفاقية السلام حسمت موضوع العاصمة، والحركة الشعبية لها رأي آخر يستند ـ أيضاً ـ على الاتفاقية.. إلى ماذا يستند كل طرف في مرجعيته التفسيرية لنصوص اتفاقية نيفاشا؟
في نيفاشا تم الحديث عن حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية (موش في الولايات الشمالية)، الخرطوم ليست ولاية شمالية، بل هى عاصمة كل البلاد، الجانب الذي يهمنا هو قومية العاصمة، (واذا أنت لم تُظِهر صورة عاصمة يقبل بها كل الناس ليه تتكلم عن وحدة جاذبة) كيف ترسخ الوحدة اذا شعرت بأنني غير مقبول في هذه العاصمة، أو مقبول لكن بدرجة أقلَّ (أكيد ما حيسعدني بأن أكون جزءاً من عاصمة زي دي) هذا الوضع له تأثير سالب حتى على نتيجة الاستفتاء والذي تبقت له سنوات قليلة، وعندما يتحدث الناس عن دستور العاصمة يجب أن يتم الحديث بعمق و...
ü مقاطعاً: المؤتمر الوطني يقول إن هذا الموضوع تم حسمه وو...؟
ـ المؤتمر الوطني يصر على ان هذا الموضوع حسم، ونحن ايضاً نصر على ان هذا الموضوع لم يحسم بعد، الآن هنالك حديث حول تصعيد هذا الامر لرئاسة الجمهورية لتصدر فيه قراراً نهائياً وحقوا نشوف ونحن نتكلم عن حقوق الناس ديل في الدستور) صحيح هنالك حقوق ولكنها في ظل أن العاصمة ولاية شمالية وفي النهاية اذا حسمت رئاسة الجمهورية هذا الموضوع فاننا سوف نلتزم بقرار رئاسة الجمهورية هذا الموضوع ونحن على ثقة أن مرجعية رئاسة الجمهورية سوف تستند على أسس سليمة.
ü اذا انتقلنا الى نقطة اخرى من النقاط العالقة نري ان كثيراً من السياسيين والمحللين يعتبرون أن ملف ابيي قنبلة موقوتة قد تطيح بعملية السلام كلها، ورغم مرور هذه الفترة الطويلة لم يحسم هذا الموضوع في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من فراغ إداري كبير ونقص حاد في الخدمات، وفي كل مرة يتم تحديد وقت لحسم هذا الملف ولا يحدث جديد.. ما الذي أدى لعدم تنفيذ بروتوكول ابيي حتى الآن؟
اعتدل في جلسته واصلح الكرافتة وسحب نفساً عميقاً وقال: الذي أدَّى لعدم تنفيذ بروتوكول ابيي هو عدم جدية المؤتمر الوطني، فهو يتعامل مع هذه القضايا من منطلق منفعة شخصية، منفعة حزبية، ويتعامل المؤتمر الوطني مع ملف ابيي من خلال ثلاث زوايا، الزاوية الاولي هي العلاقة بين المسيرية والمؤتمر الوطني، فالمؤتمر الوطني يريد كسب وتأييد قبيلة المسيرية وهذه مسألة حزبية ضيقة.
الزاوية الثانية هي مسألة النفط، فهم يتعاملون مع هذا الملف من ناحية مادية حيث يوجد البترول واذا انفصل الجنوب فهم يريدون المحافظة على ابيي في نطاق الشمال.
الزاوية الثالثة ان المسيرية كقبيلة كانت عنصراً مهماً للمؤتمر الوطني في القتال ضد الحركة الشعبية. ومن ناحية امنية هم يريدون اعطاء المسيرية إشارات بانهم سوف يحفظون لهم تضحياتهم السابقة حتى لا يحدث إنفلات منهم..
(وأبيي موش قنبلة موقوته هي مسألة محسومة) منطقة ا بيي هي منطقة صغيرة للدينكا بقبائلهم التسع، وفي السودان ككل فإن اي قبيلة لديها منطقة جغرافية معينة تسكن فيها، ومسألة الحدود واضحة، ومناطق المسيرية معروفة وهي المجلد والفولة وغيرها، ومحاولة الحديث عن ان ارض المسيرية اعطيت للدينكا هذه محاولة التفاف على التاريخ، والتاريخ واضح. والنتيجة التي خرجت بها لجنة الخبراء عبارة عن بحث علمي وكل من يبحث في التاريخ يمكنه ان يجد هذه الحقيقة، نحن لا نطالب باراضي الغير.
ونعود الى الكلام عن الوحدة الجاذبة فأنت تتغول على حقوق الآخرين (ليه انت بتفتكر أن الانسان الآخر ده يمكن يقبل بهذا الوضع) أنا أقول بأن هذه مرحلة انتهت وهي محاولة لغش وتهميش الآخرين او استعلاء او شطارة.. المسألة محسوبة في اتفاقية السلام والمؤتمر الوطني اذا كان غير راضٍ عن هذه النتيجة (فليقولوها صراحة وبعد ذلك نحن نعرف نحتكم لياتو جهة) هنالك آليات كثيرة للفصل، (يمكن ان ينادوا الخبراء عشان يعرفوا هم وصلوا للنتيجة دي كيف).
كان هناك عدم رضاء في الاول للقيام بهذه الخطوة لكن الآن يبدو انهم اقتنعوا بمسألة استدعاء لجنة الخبراء، سوف يدخلون في جدال معهم.. وما يحدث هو محاولة غير جادة من المؤتمر الوطني للإلتفاف حول عملية السلام.
ü إذا لم يتم حسم هذا الموضوع في القريب العاجل ما هو دور الحركة الشعبية في ابلاغ شركاء السلام والجهات التي تراقب تنفيذ الاتفاق، خاصة أن الوقت يمر ومعاناة الناس هناك تتضاعف لعدم وجود جسم إداري؟
ـ نحن نعلم بأن الوضع يزداد سوءاً في ابيي والكل يعلم ان غياب الجسم الاداري يعني الفوضى، واذا لم تكن هناك تقاليد راسخة تحكم المجتمع القبلي (كان ممكن المنطقة تروح في الف داهية)، لكن الاحتكام لتقاليد المجتمع المحلي هي التي ابقت على الوضع هناك وجعلت الامور تبدو طبيعية.
لكن نحن نعلم تماماً ان المنطقة تحتاج الى خدمات صحية، الي خدمات مياه وقد بدأ النازحون يعودون الى قراهم (انتو مشيتو لحدي هناك وشفتو الوضع بأنفسكم.. ما فيش تنمية.. ما فيش خدمات ما فيش حتى جهة تنسق هذا الرجوع وهذه الخدمات) وللاسف فإن ما يحدث هو عدم مسؤولية، ومن غير الممكن ان تجعل جزءاً من وطنك خالياً تماماً من ادارة سلطة الدولة (وده اللي حاصل في ابيي فهي خارجة تماماً من سلطة الدولة في الناحية الادارية) صحيح هناك جيش لكن الجيش بدون ادارة لا معنى له.
ü رغم أن هذا الملف مهم للحركة الشعبية إلا ان خطاب الفريق سلفاكير النائب الاول ورئيس حكومة الجنوب في افتتاح جلسات المجلس التشريعي الاسبوع الماضي خلا تماماً من الاشارة الى هذا الموضوع.. بماذا تفسر ذلك؟
ـ هذا صحيح. الأخ الفريق سلفاكير لم يشر الى ملف أبيي في هذا الخطاب كما لم يشر الى ملفات كثيرة. لكن نحن في رمبيك تعرضنا لملفات كثيرة من بينها ملف أبيي والذي حدث ان الحركة الشعبية عن طريق المكتب السياسي وعن طريق أمينها العام سوف تهتم بهذا الموضوع، وعملياً تم تشكيل لجنة وهي لجنة حوار بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، وسوف تتولى هذه اللجنة العديد من الملفات ومن ضمنها أبيي وهذه المواضع مدرجة للنقاش.
أما بخصوص خطاب النائب الاول ورئيس حكومة الجنوب فقد ركز في المقام الاول على حكومة الجنوب وانفاذ مهامها السريعة مثل اعادة الحياة للجنوب وتأسيس المؤسسات ومسألة الجيش وجيش الرب، ولكن هنالك مواضيع أخرى، ومن ضمنها موضوع أبيي، فإن الاهتمام بها موجود وعلى درجة كبيرة.


--------------------------------------------------------------------------------

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved