أعلن رئيس تشاد إدريس ديبي أمس، قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسودان وإغلاق الحدود بينهما، على خلفية اتهام الخرطوم بالوقوف وراء هجمات متمردين على نظامه نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما نفته الخرطوم، وقالت إن ما يجري في تشاد شأن داخلي.
وفيما عادت أجواء الهدوء إلى العاصمة التشادية نجامينا وسط احتفاء رسمي بالانتصار على المتمردين، بعد صد هجماتهم في معارك قالت الحكومة إن 370 من المتمردين و30 من أفراد الجيش سقطوا فيها، قال المتمردون إن هذا الهدوء يعود إلى “انسحاب تكتيكي” قاموا به، وقالت باريس التي تناصر ديبي إن الوضع في تشاد لا يزال حساسا جدا.
وقال الرئيس التشادي في مئات تجمعوا أمام قصره في نجامينا في أجواء احتفالية بالنصر على المتمردين وصد هجماتهم “اتخذنا قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع السودان اليوم، وسنغلق الحدود”، واتهم السودان بالاستمرار في “تسليح المرتزقة” ضد نظامه. وأضاف انه إذا لم يتم التوصل إلى حل دولي لقضية إقليم دارفور بحلول نهاية يونيو/ حزيران فإن بلاده لن تؤوي لاجئين من الإقليم، والأمر يرجع للمجتمع الدولي لإيجاد بلد آخر يؤوي هؤلاء.
وفي الخرطوم، صرح وزير الخارجية السوداني لام أكول انه ليست لبلاده أي علاقة بالأحداث في تشاد وتعتبرها شأنا داخليا، وأن السودان يأمل في أن تظل تشاد مستقرة، لأن عدم استقرارها يؤثر سلبا في الوضع الأمني في السودان. وأضاف “لن نغلق حدودنا أمام أي تدفقات متوقعة للاجئين التشاديين، وليس أمامنا خيار غير استقبالهم، لكننا سنتأكد من أنهم لا يحملون السلاح”.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية السودانية انها قررت طرد السفير التشادي في الخرطوم رداً على الاتهامات التشادية ضد السودان.
ومن جانبها قررت افريقيا الوسطى اغلاق حدودها مع السودان “لعدم تسهيل حصول اعتداء على تشاد انطلاقا من اراضيها”. وأوضح مدير مكتب وزير خارجية افريقيا الوسطى جان بول نغوبانديه ان هذا الاجراء كان ابلغ رسمياً الاربعاء الماضي الى سفير السودان في بانغي.
ورفض مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي إدانة السودان بعد الشكوى الرسمية المقدمة من تشاد، وقال إنه ليست هناك أدلة كافية لذلك، واعتبر ما يجري في تشاد محاولة غير دستورية للإطاحة بالرئيس إدريس ديبي.
وعرضت حكومة تشاد أمس 160 أسيرا في ميدان عام في اجتماع حاشد هدف إلى تعزيز الدعم الشعبي للرئيس ديبي، وقال وزير إدارة الأراضي الجنرال محمد علي عبدالله ان هؤلاء مرتزقة جندتهم حكومة السودان من سودانيين وتشاديين هناك. وأعلن أن معارك الخميس بين الجيش ومتمردي الجبهة الموحدة للتغيير أسفرت عن 370 قتيلا في صفوف المتمردين ونحو 30 قتيلا في صفوف الجيش، وأن نحو 100 جندي أصيبوا، وتم أسر 287 متمردا.
وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو إن الوضع في تشاد لا يزال “حساسا جدا”، على الرغم من عودة الهدوء إلى نجامينا، وأضاف “التيقظ ضروري، ولا تزال التوصيات المعهودة إلى الرعايا الفرنسيين والأجانب سارية”.
وأعلن الناطق باسم الجبهة الموحدة للتغيير عبد المنعم محمد خطاط لإذاعة فرنسية أمس ان متمردي الحركة قاموا ب”انسحاب تكتيكي” إلى مواقع تبعد نحو 40 كلم عن نجامينا بعد معارك الخميس، وأن الهدوء يسود في الوقت الراهن، وذلك لا يعني أن المتمردين ليسوا قادرين على الوصول إلى نجامينا. وأضاف “القوات الفرنسية المنتشرة في نجامينا قصفت كل مواقعنا، فانسحبنا قليلا لدرس استراتيجية أخرى لمهاجمة المدينة”.