واعلن وزير الدفاع بشارة عيسى جاد الله لوكالة فرانس برس غداة ثلاثة ايام من الهجمات شنها المتمردون في عدة مناطق في شرق ووسط البلاد ان القوات الموالية للرئيس ادريس ديبي استعادت السيطرة على مونغو الواقعة في منتصف الطريق بين الحدود السودانية والعاصمة وفرقت قوات جبهة التغيير الموحدة في المنطقة.

وقال جاد الله ان "مدينة مونغو تحت سيطرة الجيش التشادي منذ الساعة 19,00 (18,00 تغ) مساء امس (الثلاثاء)".

واوضح ان "مروحيات الجيش هاجمت مواقع المتمردين في منطقة بكتين (60 كلم غرب مونغو). وتشتت المتمردون في المنطقة ومنذ هذا الصباح يطاردهم الجيش التشادي".

وشدد على ان "الوضع تحت السيطرة" مشيرا الى ان "خطة المتمردين انتحارية انهم محاصرون من كل مكان".

ونفى متحدث باسم المتمردين الامر نفيا قاطعا في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس من ليبرفيل عبر الاقمار الصناعية.

وقال عبد الاله عبد الكريم العضو في المكتب التنفيذي للجبهة "ان الجيش التشادي لم يستعد السيطرة على مونغو هذا غير صحيح اطلاقا" مضيفا "صحيح ان مروحية للجيش التشادي قصفت مساء امس (الثلاثاء) المدينة لكن قسما من قواتنا ما زال حاليا في مونغو".

وقال عبد الكريم "ان قواتنا لم تفرق (..) ونحن اليوم اقرب الى نجامينا مما كنا امس" رافضا تحديد مواقع المتمردين.

واستولى مئات من متمردي جبهة التغيير الموحدة ظهر الثلاثاء على مدينة مونغو بدون ان يلاقوا مقاومة تذكر قبل مواصلة هجومهم باتجاه الشمال نحو مدينة اتي الواقعة على الطريق بين العاصمة وابشه (700 كلم شرقا).

واكد وزير الدفاع ان المتمردين لم يتمكنوا من الوصول الى مدينة اتي الواقعة على مسافة 100 كلم شمال مونغو.

ودانت فرنسا الاربعاء "اي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة" في تشاد وقال المتحدث باسم الخارجية جان باتيست ماتيي ان باريس "تتابع بقلق التطورات الحالية في تشاد ونولي اهتماما لوضع الجالية الفرنسي في هذا البلد التي تضم 1500 شخص".

واضاف ان "القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد (1200 عنصر تدعمهم ست مطاردات من طراز ميراج اف-1) وضعت في حالة الاستنفار" مشيرا الى ان القوات الفرنسية تكتفي بتقديم "دعم استخباراتي" للحكومة التشادية.

واعلن مصدر عسكري فرنسي رفيع المستوى الاربعاء لوكالة فرانس برس ان قوة من 150 عسكريا فرنسيا انطلقت من ليبرفيل الى نجامينا لتعزيز القوة الفرنسية في تشاد.

كذلك اعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا الاربعاء عن "قلقه العميق" ازاء تدهور الوضع في تشاد مجددا "ادانته المبدئية لاي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة".

وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان الوضع كان هادئا صباح الاربعاء في شوارع نجامينا ولوحظت تحركات عسكرية تشادية فيما تمركزت خمس دبابات عند المدخل الشمالي للمدينة.

واغلقت المدرسة الفرنسية التي تستقبل 430 تلميذا قبل الظهر وبرر مصدر مقرب من السفارة الفرنسية هذا الاجراء ب"تسارع الاحداث" موضحا ان المركز الثقافي الفرنسي والسفارة كانا يعملان بصورة طبيعية.

واكد وزير الدفاع التشادي الاربعاء ارسال تعزيزات ضخمة استقدمت بصورة خاصة من الجنوب ومن منطقة بحيرة تشاد (غرب) الى نجامينا والجبهات التي فتحها المتمردون منذ ثلاثة ايام.

وسيطر المتردون الاحد على حامية هراز مانغينيه (جنوب شرق) قرب حدود جمهورية افريقيا الوسطى قبل ان يسيطروا الاثنين على بلدة كوكو (شرق) على مسافة خمسين كلم جنوب شرق مدينة غوز بيدا التي تبعد اقل من مئة كلم عن الحدود السودانية.

وتأتي هذه الاضطرابات قبل اقل من ثلاثة اسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من ايار/مايو والتي يرجح فيها فوز ادريس ديبي الحاكم منذ 1990 في غياب اي مرشح من المعارضة التي تقاطع عملية التصويت.