تقرير عن الوضع الأمني والإنساني في إقليم دار فور:

اولا الوضع الأمني :-

بينما تمضي المحاولات والمساعي الجادة لإحلال السلام وإعادة تهيئة الأوضاع لخلق مناخ مستقر لضمان نجاح المفاوضات في ابوجا القادمة مع حرصنا التام في التعاطي مع حكومة الخرطوم بكل شفافية بعيدا عن الأساليب الملتوية الحقيرة التي لا تؤدي إلا إلي خلق مزيدا من الفتن والاقتتال التي تسعى لها الحكومة السودانية دائما وعلي الرغم من التزامنا التام بتنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار والعدائيات مع ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من جماهير شعبنا في الإقليم وفتح المجال لمنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة الدولية ووقف ممارسات الجنجويد والهجمات علي المواطنين وعمليات التنشيط العسكري في هذه الأيام خاصة إلا أن الحكومة السودانية مازالت تواصل انتهاكاتها ضد إنسان دار فور متحدية الأمم المتحدة ورأي المجتمع الدولي .

ففي 28/ اغسطس/ 2005م شنت مليشيات الجنجويد الموالية للحكومة السودانية هجوما بربريا علي منطقة ( أم زيفة ) والحقوا دمارا شاملا في المنطقة ونشروا الرعب والهلع بين الأهالي وأصابوا احد أفراد قوات الاتحاد الإفريقي بجروح بليغة كما هاجموا في نفس اليوم قافلة من الشاحنات المحملة بالمواد الاغاثية التابعة للمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الإقليم وتم نهبها تماما وقتل عدد من عمالها وتعرض بعضهم إلي تعذيب والضرب المبرح ولازو بالفرار مخلفين ورائهم عدد كبير من المصابين .

وكما بدأت نشاطات وتحركات واسعة لمجموعات الجنجويد المدعومة من قبل حكومة الخرطوم في أجزاء متفرقة من الإقليم حيث شهدت طريق نيالا الفاشر عمليات نهب وسلب بصورة منتظمة شبه يومية حيث تم نهب بعض الشاحنات في منطقة ( دمة ) والتي تقع بالقرب من مدينة نيالا المتاخمة من مناطق تواجد قوات الحكومة السودانية وهذا ليس بمستغرب إذ أن الجنجويد ليسوا إلا مليشيات غير نظامية تتلقى الدعم والأوامر من القيادة السياسية و العسكرية العليا في الخرطوم .

هذا وبتاريخ 25\يوليو/2005 واصل الجنجويد ممارساتهم ضد المدنيين حيث اغتصبوا عدد من النساء أمام أعين ذويهم بعض أن اعتدوا عليهن بالضرب حتى هدمت قوامهن ضاربين بذلك أبشع و أقبح الأمثال اللااخلاقية في تاريخ الإنسانية في إقليم دار فور ، كما تم الهجوم على بعض معسكرات النازحين (سريف أمرة ) في شمال دار فور من قبل قوات الحكومة السودانية و المواليين لها من مليشيات الجنجويد حيث قاموا بعمليات إرهابية و الزجر على النازحين مما أدى إلى فرار الكثيرين من المعسكرات و تعرض من بقي منهم إلى الضرب و التعذيب و الاغتصاب تحت التهديد بالسلاح و التلويح به أمام الأطفال و الشيوخ هذا وكما يبدو أن الممارسات غير الإنسانية ضد إنسان دار فور مستمرة في كل أنحاء الإقليم على الدوام .

وفى الأسبوع الماضي تم العثور على مقبرة جماعية في منطقة (مكجر) بواسطة بعثة مراقبة وقف إطلاق النار (الاتحاد الافريقى) وهذا يدل على جرائم الحرب والمجازر البشرية التي ارتكبتها حكومة الخرطوم تجاه إنسان دار فور واكتشف فيها عشرات القتلى والحرقى المدنيين الذين تم ابادتهم من قبل قوات الحكومة السودانية ومليشيات الجنجويد الموالية لها ، والبحث جارى لمعرفة ذويهم ومناطقهم .

لذلك نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة تشديد الخناق وممارسة الضغوطات ضد حكومة الخرطوم وإرسال فريق متكامل للبحث والتحقيق في ما تم الاكتشاف عليه من المقابر الجماعية وتقديم مرتكبها إلى محكمة العدل الدولية .

ثانيا الوضع الإنساني:-

لن تتوقف الأوضاع المأساوية الإنسانية في إقليم دار فور طالما ظلت الحكومة السودانية تعمل علي سياسات الحصار الاقتصادي وتحريك مليشيات الجنجويد الموالية لها لممارسة عمليات النهب والقتل ضد المدنيين العزل الأبرياء في ظل الصمت التام وغياب الرادع الذي يضع حدا لهذه الأفعال التي تخالف كل الأعراف والأخلاق الإنسانية . وظلت حكومة الخرطوم وعبر آلياتها العسكرية المتمركزة في إقليم دار فور ودعمها اللا محدود لمليشياتها الموالية لها تقومان معا بسد الطرقات التجارية واعتداء علي القوافل التجارية والاغاثية مما أدى هذه الممارسات إلي تدهور مريع للأوضاع الإنسانية في الإقليم ولم ينجوا حتى معسكرات النازحين ، التي كانت الغرض منها احتواء مثل هذه الأوضاع المتردية مماادى إلي انعدام المياه نتيجة لهدم الآبار من قبل الحكومة السودانية ومليشياتها الموالية لها حيت استفحل العطش والجوع و المرض . لم يكتفي الحكومة السودانية بذلك الوضع المتردي الذي لم يعيشه إنسان دار فور مدى حياته بل وقامت على التفتيت النسج الاجتماعي وكذلك منعت المنظمات الإنسانية الدولية التي تعمل في مجال تقديم العون الإنساني من الدخول إلي بعض المناطق التي تتواجد فيها معسكرات النازحين من القبائل غير العربية بحجة إنها قبائل موالية للحركات المسلحة ومناطق تابعة للحركات المسلحة بإقليم دار فور .

حركة تحرير السودان

مكتب بعثة مراقبة وقف اطلاق النار

القائد / علي مختار علي