أمانة المرأة بحركة وجيش تحرير السودان تنعي فقيد الوطن د:جون قرنق ديمبيور

لقد رحل عن دنيانا النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان الدكتور جون قرنق ديمبيور كالبرق الخاطف، هذه هي الحقيقة التي يصعب التعايش معها بكل ما يحف تلك الحادثة من ملابسات وتناقضات. فالشعب السوداني الذي لم يفق بعد من فرحة استقباله البهيج في حشد جماهيري لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد، تلقي ضربة في مقتل بنبأ استشهاد البطل الذي كافح وجاهد وأمضي زهاء الواحد والعشرين عاما من سني عمره في النضال ولم يدم في حكم البلاد سوي ثلاثة أسابيع . فان حواء بلادي لم ولن تنجب مثاله، فالرجل كان أمة.
ونحن بهذا الخطب الجلل والمصاب الأليم والفقد الكبير نعزي أنفسنا والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة وقاعدة ، كما نبعث العزاء للشعب السوداني بأسره داخل البلاد وخارجه. ونسأل الله للفقيد الرحمة والجنة ، ولآله وزوجه الصبر وحسن العزاء.
ونحن وبنفس القدر من الحزن الذي تلقينا به نبأ استشهاده ، لقد اطمأننا بأن رفاقه الذين شاركوه العدو في ما راثون النضال من أجل المهمشين والمضطهدين من الشعب السوداني، استطاعوا تجاوز آثار الفاجعة وخرجوا بقرار قوي وعاجل بتنصيب أحد أقدم المناضلين وأكثرهم قوة- ألا وهو القائد سيلفا كير في مقام الشهيد د: جون قرنق. وهذا يؤكد أن الحركة الشعبية تسير في خطي ثابتة وقوية ، وهي بذلك ماضية في استكمال ألماراثون بنفس الإرادة التي بدأت بها حتى الوصول إلي سودان جديد تكون فيه المواطنة هي أساس كل شيء . فهنيئا للقائد سيلفا كير نائبا أول لرئيس الجمهورية ورئيسا لحكومة جنوب السودان ، وهو الرجل الكيّس المشهود له بالحنكة وتحمل المسئوليات الجسام.
ومن هنا ندعو قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان الي التعاضد والي تشابك الأيدي الآن أكثر من أي وقت مضي، لنحقق السودان الجديد الذي أقسمنا علي ان لا مساومة فيه، حتى نجعل الشعب السوداني يجني ثماره بعد عقود من الزمان عاشها تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية والاستعمارية بكل صنوفها.
فقد رحل أبو السودان الجديد مخلفا وراءه أجيال وأجيال تشبعت وروت من عصارة فكره ، فلا ندامة يا أبا السودان.