توققيادات التجمع تعرضت لانتقادات لاذعة
عات باجتماع مشترك اليوم لحسم الخلاف حول كيفية إنهاء جولة المباحثات الحالية
الخرطوم: مزدلفة محمد عثمان
لازال الغموض محيطا بالشكل النهائي لختام جولة التفاوض بين التجمع المعارض والمؤتمر الوطني وسط توقعات بحسمها اليوم، وفيما واجهت قيادات المعارضة نقداً قاسياً خلال اللقاء التنويري المفتوح بقاعة الشارقة امس، تضاربت تصريحات اعضاء لجنة التجمع الخماسية حول مدى التقارب الذي انجزته المباحثات في ما يخص آليات تنفيذ اتفاق القاهرة.
وقال المتحدث باسم تجمع الداخل، علي السيد، في تصريحات صحفية ان الخلاف قائم لاكثر من اسبوع حول اصدار بيان ختامي يشمل القضايا المتفق عليها بالتفصيل، بينما سلم المؤتمر الوطني التجمع «محضر الاجتماعات المشترك» الذي يتحدث عن عموميات وفقا لعلي السيد، الذي أكد رفض الخطوة والتمسك باعلان المسائل محل التفاهم، خاصة وان اتفاقا اكتمل على تسمية اللجان وتحديد شخوصها، اضافة الى تاريخ بدء عملها، غير ان الجانب الاخر يظهر تماطلاً واضحاً في الجلوس لاكمال الشكل النهائي، وتوقع السيد عقد اجتماع مشترك اليوم مع الحزب الحاكم للوقوف على خلاصة ما افضت اليه المباحثات.
ولكن رئيس لجنة التجمع السياسية، فاروق ابوعيسى، اعلن في اللقاء التنويري الذي حضرته رموز من الاحزاب السياسية المعارضة استمرار التفاوض مع المؤتمر الوطني بروح ايجابية وتعاون ملموس، وحسمت فيه حوالي 80% من القضايا المتصلة بانفاذ اتفاق الاليات، وانتقد ما يقال عن الوصول لطريق مسدود متعهداً بامتلاك التجمع للشجاعة الكافية لاعلان اخفاقه. واكد علي السيد، رفض المعارضة لعرض ثاني بالمشاركة في السلطة، قدمته اللجنة الخماسية للمؤتمر الوطني بوصفه مطابقاً لما طرحته اللجنة السداسية المشتركة، والتي كانت قد منحت التجمع وزيرين مركزيين وثالثا بالدولة، اضافة الى «20» نائباً برلمانيا، مجدداً القول بالعزم على رفع النتائج والعروض الى اجتماع هيئة القيادة لاتخاذ قرار بشأنه خلال سبتمبر على الارجح. واكد السيد في التنوير مطالبة التجمع بتعديل 63 قانونا في مقدمتها القوانين ذات الصلة بالاحزاب والصحافة والانتخابات، فيما اقترح الجانب الاخر وضع اللجنة القانونية تصوراً للدستور الولائي وقانون المفوضيات، واشار الى ان المؤتمر الوطني لا يرغب في الجلوس لانجاز تلك المهام بشكل نهائي.
واعلن عضو هيئة القيادة واللجنة الخماسية الشفيع خضر، الاتجاه لصياغة مشروع للاجماع الوطني تهتدي به القوى في الحكم او خارجه، ويعتمد على اتفاقي القاهرة ونيفاشا على ان تستفيد منه منابر أبوجا وشرق السودان. واشار الى ان المشروع سيناقش مع كافة القوى السياسية.
وشدّد خضر، في حديثه خلال التنوير المقام في قاعة الشارقة امس على تمسك التجمع بمبدأ المحاسبة ورد المظالم للمتضررين من سياسات الانقاذ طوال السنوات الماضية، مشيراً الى الاتفاق مع المؤتمر الوطني على وضع تصور يناقش قومية الاجهزة الامنية والشرطة دون اغفال المسائل الخاصة بالمفصولين من تلك الاجهزة.
واعتبر التوم هجو، رئيس لجنة رد المظالم ورفع الضرر من جانب التجمع ذات القضية محورية وجوهرية. واكد ان انجازها بقرار رئاسي يعتبر انتصارا للمعارضة، لكنه نبه الى ان اتفاق القاهرة لم يكن بمستوي الطموح بسبب ضعف الكروت المطروحة على الطاولة.
وتعرضت قيادات التجمع المعارض التي جلست على المنصة لانتقادات لاذعة من ممثلي القوى السياسية والنقابات المسماة بالشرعية والمنتمية الى المعارضة، موجهين استفسارات عن امكانية مشاركة الاتحادي المعارض وضعف أوعية التجمع في الداخل والخارج وعجزها عن تحريك الساحة الداخلية، إلا ان فاروق أبوعيسى، تصدى بقوة مؤكداً نجاح التجمع في «كسر شوكة النظام وفضح انتهاكات حقوق الانسان»، فيما قطع التوم هجو بأن المشاركة في السلطة حق اصيل لا ينبغي ان تتفضل به جهة لان السلطة الحالية كما يقول «مغتصبة». واردف بان التجمع لن يرضى إلا بالمشاركة الفاعلة، واكد هجو ان الاتحادي صمد امام كثير من المناورات والاغراءات لترك التجمع في ظروف كانت افضل من الآن، قاطعاً بأنه لن يشارك خارج التجمع، فيما قال علي السيد ان اي مشاركة في الحكومة ستتم عبر الكيان المعارض وبقائمة واحدة وفقاً لما حدث في مفوضية الدستور