نفت المتحدثة الرسمية باسم بعثة الامم المتحدة في الخرطوم راضية عاشوري ان تكون الحكومة السودانية طلبت من المنظمة الدولية مدها بخبراء ومحققين للمساعدة في كشف غموض تحطم مروحية كان يستقلها نائب الرئيس جون قرنق في احراش الجنوب حيث لقي حتفه. وأوضحت عاشوري في تصريحات ل “الخليج” ان الخرطوم طلبت فقط “مساعدات لوجستية وتقنية” وترشيح جهة محايدة لفحص العينات التي اخذت من موقع تحطم الطائرة لمعرفة حقيقة ما جرى. ولفتت عاشوري الى ان تسمية اللجنة المكلفة التحقيق في الحادث ب “الدولية” امر يجافي الحقيقة لأن الامم المتحدة لا تشارك أصلاً في التحقيق.وأشارت الى ان مصلحة التحقيق تقتضي ان يكون عمل اللجنة شفافاً وواضحاً.

وحددت عاشوري مطالب الحكومة السودانية في الخصوص بتقديم النصح لها ومساعدتها في اختيار جهة محايدة “معمل تقني” لفحص العينات والعناصر التقنية التي تؤخذ عادة من موقع الحادث وتمكين المحققين السودانيين من الاستفادة من خبرة الأمم المتحدة في قضايا التحقيقات المتعلقة بحوادث الطائرات فضلا عن تقديم المساعدة اللوجستية التي تؤمن لفرق التحقيق وسائل النقل من موقع إلى آخر وتعزيزات أخرى تدعم التحقيق وتمكنهم من إنجاح مهمتهم.

وكشفت عاشوري أن بعثة الأمم المتحدة للسلام في السودان أرسلت بعد ساعات من تحطم طائرة نائب الرئيس السوداني عدداً من الضباط التابعين لقوات حفظ السلام في الإقليم إلى موقع الحادث وأبقتهم هناك لعشرة أيام بهدف حراسة الموقع ومراقبة حطام الطائرة ومساعدة المسؤولين في المنطقة، وفضلت عدم الكشف عن تفاصيل التقرير الذي تقدم به الضباط إلى رئاسة البعثة في الخرطوم، بيد أنها أشارت إلى أن الفريق المعني يرجح أن حادث تحطم الطائرة نتج عن سوء الأحوال الجوية. وقالت ان المنظمة الدولية لم تبت بعد في طلب الخرطوم مساعدتها في التحقيق ولم تحدد بعد نوع المساعدة التي يمكنها تقديمها للمحققين وسترى ما يمكنها عمله.

وفيما يتعلق بالوضع في دارفور “غرب” طالبت عاشوري بتعزيز مهمة قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة في الإقليم الذي يشهد صراعاً دامياً منذ عامين، وقالت إن بعثة الاتحاد الافريقي في الاقليم تقوم بعمل ناجح وفعال ولكنه بحاجة الى مزيد من التعزيز “حتى تتمكن من نشر قواتها على أكبر رقعة ممكنة”، مشيرة الى ان الوضع رغم التحسن الكبير الذي طرأ عليه مقارنة بما كان في السابق إلا انه يظل مغلقاً بالنظر الى تعثر المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة التي تحاربها في المنطقة.