الخرطوم: ابو ادريس

ما ان اكدت رئاسة الجمهورية مصرع النائب الاول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق في حادث تحطم مروحية كانت تقله من يوغندا إلى منطقة نيو سايد في شرق الاستوائية حتى اندلعت حرائق في محلات تجارية وسيارات في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم.

وقد كان العشرات من الشبان والشابات ينتحبون باعلى اصواتهم بينما تقوم فئة اخرى برشق السيارات والمحلات التجارية، وقد شهدت جولة «الصحافة» عددا من السيارات المحترقة تماما في منطقة شارع البلدية بوسط الخرطوم.

وفي منطقة الكلاكلة اندلعت العديد من الحرائق في المحلات التجارية وتدخلت قوات الشرطة وكان رجال الامن قد نزلوا بكثافة إلى الشوارع عبر دوريات متحركة واقاموا حواجز امنية وهم مدججون باسلحتهم.

وفي مستشفى الخرطوم شاهدت «الصحافة» عددا من الجرحى وبعض جثث القتلى من الاحداث لم تعلن جهة رسمية عن عددهم، ولكن بيانا صادرا عن المكتب الصحفي لقوات الشرطة تلقت «الصحافة» نسخة منه وصف حوادث الشغب بالمتفرقة والمعزولة في اجزاء مختلفة بالعاصمة الامر الذي ادى إلى حدوث بلبلة بين المواطنين. ودعا البيان كافة المواطنين بمختلف اجزاء السودان التحلي باعلى درجات ضبط النفس والهدوء واكدت الشرطة فيه ادانتها لهذا السلوك وتصديها بقوة له من اجل حفظ الامن.

وشهدت مناطق مختلفة في اطراف مدن العاصمة الثلاث احداث شغب عبارة عن رشق للسيارات بالحجارة وحرق لبعض المحلات التجارية.

وفي ذات الوقت كان عدد من منسوبي الحركة الشعبية في مكتبهم الواقع شرق صينية التاكسي التعاوني يتحلون بأعلى درجات ضبط النفس وساهموا في تهدئة المواطنين الغاضبين الذين كان يرددون هتافات «بالروح بالدم نفيدك يا دكتور». وفي مدينة جوبا اكبر مدن جنوب السودان هاجم عدد من المتظاهرين محلات تجارية تعود في اغلبها إلى تجار شماليين واضرموا فيها النار ورفض المتظاهرون وفقا لشهود عيان الاستجابة لرجاءات منسوبي الحركة الشعبية في التوقف عن حرق المحلات التجارية. كما ان قوات الامن تدخلت لوقف الحرائق ولكن المتظاهرين واصلوا ثورتهم في اسواق مدينة جوبا المختلفة وقد ذكر شهود عيان لـ «الصحافة» بان سحابة كثيفة من الدخان من جراء الحرائق غطت سماء المدينة.

وفي مدينة ود مدني ذكر شهود عيان بأن اعمال شغب محدودة بدأت عند العاشرة صباحا مما جعل قوات الامن تخلى محطة المواصلات الرئيسية بالمدينة مما جعل عددا من المواطنين يشقون طريقهم في المدينة راجلين. وعند الثانية ظهرا بدأت الحركة تعود للمدينة شيئا فشيئا.

وفي القضارف ذكرت مراسلة «الصحافة» بأن قوات الامن احتوت احداث صدام محدودة في احد الاحياء الطرفية بالمدينة واعلن مكتب الحركة بالولاية بأنه لا علاقة له بهذه الاحداث وطلب من قوات الشرطة بسط الامن في المدينة وكان والي الولاية المكلف وعدد من قيادات الاحزاب ووزراء حكومة الولاية وممثلين لمنظمات المجتمع المدني قد زاروا مكتب الحركة معزين في وفاة النائب الاول لرئيس الجمهورية.

في مدينة بورتسودان ميناء السودان قامت مجموعة قليلة باثارة احداث شغب محدودة تمكنت الجهات الامنية من احتوائها.

وقد استمرت حوادث الشغب هذه على حسب متابعة «الصحافة» حتى الثانية ظهرا ثم بدأ الهدوء يعود لمدن السودان المختلفة ولكن المحلات التجارية ظلت مغلقة طوال اليوم وقوات الشرطة تقف على رأس كل شارع من شوارع الخرطوم الرئيسية.

وكان الدكتور عبد الحليم المتعافي والي ولاية الخرطوم المكلف قد اعلن في بيان بثته الاذاعة والتلفزيون بأن لجنة الامن بولاية الخرطوم بعد الرجوع لقانون الاجراءات الجنائية واخذ الاذن من وكيل النيابة الاعلى بوصفه السلطة المخولة اتخاذ عدد من الاجراءات، اولها طلب وكيل النيابة الاعلى من القوات المسلحة النزول إلى الشارع لحفظ الامن مع قوات الشرطة وقد تم ذلك بالفعل وكذلك حظر التجوال في ولاية الخرطوم اعتبارا من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، وقد سرى الحظر اعتبارا من امس الاثنين اول اغسطس كذلك حظر جميع المواكب والتجمعات بكل اشكالها وعلى لجان الامن بالمحليات متابعة انفاذ هذا الامر كما ان لجنة امن الولاية ستظل في حالة انعقاد وستتابع الامر وتتخذ من الاجراءات ما يحفظ للمواطنين امنهم واستقرارهم.

وفي منطقة الفتيحاب بام درمان حرق المتظاهرون عشرات السيارات والشاحنات والمحلات التجارية في منطقة سوق 15 كما احترقت صيدلية بكل محتوياتها.