السودان

زعماء أفارقة ومسؤولون عرب وغربيون يحضرون مراسم التشييع قرنق

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/2/2005 10:01 م



لندن: عيدروس عبد العزيز الخرطوم: إسماعيل آدم والوكالات
دعا الزعيم الجديد للحركة الشعبية لتحرير السودان الجنرال سالفا كير أمس، السودانيين وأبناء الجنوب خاصة الى «الهدوء والسكينة» بعد الصدامات العنيفة التي شملت عدة مدن اثر اعلان وفاة الزعيم التاريخي للحركة جون قرنق أول من امس، في أول تصريح له منذ تولي منصبه كخليفة لقرنق.
ووعد كير، الذي سيؤدي اليمين الدستورية كنائب أول للرئيس السوداني خلال أسبوعين، بمواصلة مسيرة سلفه والالتزام باتفاق السلام، الذي تم توقيعه في الخرطوم في يناير (كانون الثاني) الماضي. وأكد أن مقتل قرنق «لن يقوض السلام» وترتب الخرطوم والحركة الشعبية لتشييع جثمان قرنق في جنازة رسمية السبت المقبل في جوبا، ومن المتوقع أن يحضرها قادة أفارقة، ومسؤولون عرب وأجانب من الغربيين. ومع تأكيده على ضرورة المضي قدما في تطبيق الاتفاق الذي انهى 21 عاما من الحرب الأهلية، شدد الجنرال سالفا كير على أهمية المادة، التي تعطي جنوب السودان، خيار الانفصال في عام 2011.

وفي اول تصريح للصحافيين الأجانب منذ تعيينه على رأس الحركة الشعبية لتحرير السودان، مساء أول من أمس، دعا كير، 54 عاما، السودان الى عدم السماح لمقتل قرنق بتقويض السلام، غداة أعمال شغب نفذها جنوبيون غاضبون في العاصمة السودانية، وأسفرت عن مقتل اكثر من 40 شخصا.

وقال كير في نيوسايت حيث سجي جثمان قرنق في أحد المقار الرئيسية لحركته في جنوب السودان، «المطلوب هو الحفاظ على الهدوء والسكينة. لا يمكن تحقيق التنمية بدون السلام». وأضاف كير «لا يمكن تحقيق أي تقدم في غياب السلام»، مبديا استياءه من أعمال الشغب في الخرطوم، وكذلك في بعض مناطق جنوب السودان.

وقال انه متعاطف مع الجنوبيين، الذين يعتقدون أن وفاة زعيم يكنون له الحب والتقدير، ستقوض اتفاق السلام، لكنه دعاهم إلى التحلي بالصبر، مؤكدا أنهم سيجنون من ذلك فائدة كبيرة مع الوقت.

وقال كير «انهم محقون في القول، بأنهم فقدوا الأمل، لكنهم مخطئون في حكمهم المستعجل. اذا بدأنا بتطبيق مواد (اتفاق السلام) واحدة بعد الأخرى، سيستعيدون الأمل»، قبل ان يضيف «لكن الأمر لن يتحقق خلال 24 ساعة، نحتاج وقتا لإعادة بناء الوطن».

ويتوقع أن يتولى كير، منصبه رسميا السبت المقبل، بعد تشييع جثمان قرنق في اليوم نفسه، في مدينة جوبا، التي ستصبح قريبا عاصمة لجنوب السودان.

وقال كير «كان قرنق رفيقي لفترة طويلة»، متذكرا أول لقاء لهما في 1970 في أواخر سنوات الحرب الأهلية الاولى في السودان التي اندلعت من 1955 إلى 1972، حيث تم حينها دمج حركتهما بالجيش السوداني. ولكن اتفاق السلام لم ينه حينها معاناة الجنوب، مما دفع قرنق وكير الى حمل السلاح مجددا في 1983 وبدء الحرب الأهلية الثانية.

وقال كير «ما الذي دفعنا الى ذلك؟ لم نشهد أي تقدم. الأمور كانت تسير من سيئ الى أسوأ. الظلم والتمييز وانعدام التنمية والبطالة في الجنوب. عندما حان الوقت، انطلقنا الى الجبال وشكلنا الحركة».

وأكد كير انه يؤيد اتفاق السلام. وقال «الاتفاق يمكن أن يعيد لشعب السودان كرامته»، مشددا على انه يعطي لجنوب السودان «الحق في تقرير المصير» بعد الفترة الانتقالية التي بدأت في 9 يوليو (تموز).

وقال «علينا أن نبقى لست سنوات في مرحلة انتقالية، وبعدها سيقرر سكان جنوب السودان، ان كان السودان سيبقى بلدا موحدا، أم أنهم يريدون اقامة دولتهم». وتابع «قرار الشعب هو الاساس. إذا ارادوا الانفصال، فهذا قرارهم، ويجب ان يحترم». وردا على سؤال عما إن كان الانفصال هدفه، أجاب كير بالطريقة المراوغة نفسها، التي كان يلجأ اليها قرنق للرد على اسئلة مماثلة، «دعونا نجتاز الجسر عندما نبلغه». وأدلى كير بتصريحاته خارج مبنى صغير، كان المعزون يتوافدون اليه، لإلقاء نظرة على نعش قرنق الملفوف بعلم الحركة الشعبية.

وفي الخرطوم نصبت الحركة الشعبية لتحرير السودان، سرداق عزاء رسمي ضخم أمس، في العاصمة السودانية، تلقت فيه واجب العزاء من جموع السودانيين ومسؤولين وأحزاب وقوى سياسية ودبلوماسيين ومنظمات دولية، في مقتل الدكتور جون قرنق. فيما تتضارب الأنباء حول «مكان وزمان» تشييع جثمان قرنق. وتركت الحكومة السودانية للحركة الشعبية ترتيب الأمر. وشكلت الخرطوم لجنة للتحقيق فى حادث تحطم الطائرة الاوغندية، الذي أودى بحياة قرنق.

في الأثناء توجه وفد من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، برئاسة الدكتور نافع علي نافع الى مدينة نيوسايت، وأجرى مباحثات مع أعضاء هيئة قيادة الحركة الشعبية برئاسة سلفا كير رئيس الحركة خلفا لقرنق، وقال بيان من المؤتمر الوطني في الخرطوم أمس، إن الحزب أيد اختيار الحركة الشعبية لسلفا كير رئيسا لها، وجدد استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة، لتنفيذ اتفاق السلام، الموقع بينهما فى 9 يناير الماضى. وفي سرداق العزاء الذي نصب في فناء فندق «غرين فيلدج»، عدد كل من نيال دينق نيال، القيادي البارز في الحركة الشعبية وممثل الحركة في الخرطوم، والقائد عبد العزيز الحلو القيادي في الحركة الشعبية مآثر الفقيد. وقال دينق ان «فقد قرنق لا يزيدنا إلا عزيمة واصرارا، للمضي قدما في ذات النهج الذي كان يختطه». فيما قال الحلو إن فقد قرنق ألقى على عاتق الحركة الشعبية، عبئا كبيرا لتحمل المسؤولية، ومواصلة تنفيذ اتفاق السلام، ووضع اساس لمشروع وطني يحقق الوحدة والاستقرار. ورجحت مصادر ان يدفن قرنق بأرض مدينة بور مسقط رأسه، غير أن مسؤولا في الحركة قال أمس، إن قرنق سيشيع في مدينة جوبا عاصمة حكومة جنوب السودان، ولم يحدد الزمان، ولكنه قال ان قيادات بمثابة وفد المقدمة من الحركة الشعبية، ستصل إلى مدينة جوبا لترتيب مراسم التشييع، الذي سيشارك فيه عدد من القادة الأفارقة. وأشارت إلى أن هيئة قيادة الحركة مجتمعة حتى أمس، في مدينة نيوسايت، حيث وصلها جثمان قرنق لتحديد زمان التشييع، ولكن مصدرا آخر في الحركة، تحدث بأن التشييع سيكون في 6 أغسطس (آب) في جوبا. وقال مسؤول كبير في الحكومة السودانية أمس، إن المشاورات تجرى مع الحركة حول مراسم الدفن، وأضاف «بما أنه النائب الأول لرئيس الجمهورية، فسيتم ذلك في احتفال رسمي يليق بمكانته، ووصفه الدستوري». وكان جثمان قرنق وجثامين مرافقيه الثلاثة عشر، وصلت الى مدينة نيوسايت على متن مروحية، واستقبل الجثمان قيادات الحركة الشعبية وزوجته ربيكا قرنق، وعدد من أبنائه. وعاشت مدن الجنوب ساعات عصيبة بسبب رحيل قرنق، ووصف شهود عيان في مدينة رومبيك، معقل الحركة الشعبية الحال، بأنه مزيج بين «الذهول والحزن» وعدم التصديق، للمصير الذي آل اليه رئيسهم. وشكلت الحكومة لجنة تحقيق في حادثة تحطم الطائرة، وتختص اللجنة بالتحقيق في الأسباب والظروف، التي أدت الى وقوع الحادث، وتحديد حجم الخسائر البشرية والمادية. وقال علي تميم فرتاك وزير الطيران المكلف، إن لجنة التحقيق ستنهي عملها خلال شهر، لرفع تقرير أولي عن الحادث، على ان ترفع تقريرها النهائي حال الفراغ منه.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved