بقلوب ملؤها الحزن والأسى البالغ تنعي تنظيم الجوهرة السوداء استشهاد القائد الدكتور جون قرنق دي مبيور النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان اثر تحطم المروحية التي كانت تقله من يوغندا إلى نيو سايت بجنوب السودان ولما كانت رحيل القائد الدكتور جون قرنق دي مبيور يمثل لنا المثل الأعلى في النضال ، كانت فاجعته بحجم الآمال العريضة والمحزنة التي رسمها والطموحات المرتجاة لتحقيقها من هذا البطل والشخصية الرائعة والنادرة والمثالية في أسلوب القيادة والحنكة والدبلوماسية فان تنظيم الجوهرة السوداء (صمام أمان)الحركة الشعبية لا تملك إلا أن تزجي أحر التعازي لمنسوبيه و لجماهير الحركة الشعبية خاصة ولشعب السودان الجديد بصفة عامة وكل الثوار والمناضلين الشرفاء في العالم اجمع.
ان بلادنا بدون ادني شك قد فقدت رجلا في قامة الرجال وقائدا ملهما وخطيبا يجبرك لاحترامه ومفكرا فذا له إسهاماته في أدبيات النضال ويعتبر من أميز أبناء السودان المنافحين للوحدة دون تملق أو نفاق وعمل بجد وتجرد و إخلاص نحو ترسيخ مبادئه التي لا تتبدل لرفعة ونماء وتقدم ورفاهية شعبه.
كان الشهيد البطل الدكتور جون قرنق دي مبيور صادق الوعد ناصر المهمشون والمستضعفين في الأرض وعمل لتركيز مفهوم المساواة في الحقوق والواجبات والتحرر الثقافي والفكري والعدل الاجتماعي .
أن السودان وسائر أفريقيا كانت في أمس الحوجة لمجهوداته الثرة فقد وضع الفقيد لبنة هامة علي عتبات النضال في السودان وهاهو نحن نجني ثماره (السودان الجديد) ، فقد خطا خطوات وئيدة وثابتة نحو الهدف المنشود لكن يشاء الأقدار الربانية إلا أن تحمله إلى السماوات في وقت كنا وكان الشعب أحوج لمقدراته الخلاقة العديدة والفذة لإحداث تلك النقلة الدينماكية والتاريخية لتصحيح أوضاعا كثيرة لتتجه نحو المسار الصحيح ليعيد السودان إلى السودان الذي يجمع عليه أهل الشمال والجنوب في سياقه التاريخي والمعاصر وتصورها للحلول السياسية التي ستمهد الطريق لسودان جديد موحد وبناء دولة المواطنة الحقيقية (NATION-STATE) قابلة للتطور والاستمرار ولها القدرة علي استيعاب تنوع البلاد العرقي (الاثني) والثقافي والديني. إلا وهو( السودان الجديد ) وهو برنامج الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان طيلة الإحدى وعشرون سنة الماضية والذي كان هو قائده ومناصره حتى لحظة استشهاده في 30يوليو2005م.
عزاؤنا إلى أن الرجل له فكر وقاد ونظرة ثاقبة لا تخطئ التصويب وطاقة هائلة للاستيعاب وقد ترك فكره الثاقب كشعلة تضئ للأجيال القادمة بأفكاره ومنهجه النضالي والثوري ، أن رصيد الأدب الثوري والفكر النضالي الذي سيبقي سيصبح هاديا ونبراسا يضيء صدقا و إيمانا بقضية عادلة كان يروم من اجلها ثم مات من اجلها وسترقد روحه العطرة هادئة غريرة العين بعد أن حقق 99,99% من حلمه السعيد الذي كان يحلم به منذ أن كان يافعا وسيراقب من السماوات أبنائه ومريديه ومحبيه ينفذون ما لم يكمله وما كان يتمناه الفقيد لهذا السودان الجديد و لشعوبه المتنوعة الأعراق والثقافات والمتعددة تاريخيا وحاضرا فلن تموت الفكرة بموت صاحبها بل ستظل تتبلور وتنداح عبر الأجيال،ونحن نؤيد ونثق بان القائد سلفاكير ورفاقه المناضلين لقادرين علي تجاوز هذا المصاب الجلل ومواصلة المسيرة.
ونحن في تنظيم الجوهرة السوداء ( صمام الأمان) ننعاه اليوم كواحد من اعظم أصدقائنا وأميز قادة التاريخ وأفريقيا ومفجر أطول ثورة في التاريخ المعاصر واعرق قادة إفريقيا والعالم وحامل لواء السلام الذي اجتمع فيه العلم والذكاء واذهل العالم ببلاغة لسانه وصدق قوله ووعده من خلال الكلمات الرصينة التي ألقاها عند إلقاءه محاضراته العديدة وعند توقيع اتفاقات السلام والذي كان خير ختام لمسيرته النضالية عبر التاريخ.

عاشت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.
عاش تنظيم الجوهرة السوداء صمام الامان.
ومازال النضال مستمر……………