نبأ وفاة الدكتور / جون قرنق دي مبيور نزل كالصاعقة على أعضاء الحركة الشعبية
لتحرير السودان داخل و خارج السودان بصفة خاصة ... فذر فت عيونهم دمعاً و نزفت
قلوبهم دماً بفعل الفاجعة... فكسى الحزن و الوجوم وجوهم و كذلك الشعب السوداني
الذي استقبله قبل بضعة أسابيع بأهازيج و أشواق السلام و بآمال عراض في حشد
جماهيري كبير تجاوز ستة ملايين نسمة ، و اليوم صعق بفقده إثر تحطم الطائرة
المروحية المشئومة التي كانت تقله من يوغندا إلى مدينة نيو سايت بجنوب السودان
، و يا فرحة ما تمت .
و سرعان ما قامت الشعبة السياسية للحركة الشعبية بشمال أفريقيا و فرعايتها في
مختلف مدن الجماهيرية الليبية بإقامة العزاء في كل من طرابلس و بنغازي و وسرت و
مصراته و طبرق و سبها لمد ة سبعة أيام متتالية تلقت خلالها التعازي من أعضاء
السلك الدبلوماسي و القنصلي بالسفارة السودانية بطرابلس و في مقدمتهم السفير
السوداني و من سفراء الدول الشقيقة و الصديقة و في مقدمتهم السفير اليوغندي و
الوزير المفوض لجمهورية زمبابوي اشماعيل شيكو انهار و القائم بأعمال سفارة جنوب
أفريقيا و ممثلي الأحزاب السودانية و حركات التحرر الدار فورية و عدد كبير من
الشخصيات و جماهير الشعب السوداني المتواجدين بالجماهيرية العظمى.
وفي يوم الاثنين الموافق 9/8/2005م اختتمت الشعبة السياسية للحركة الشعبية
بطرابلس العزاء بقراءة القرآن الكريم على روح فقيد الوطن والسلام كما شاركت
كنيسة اتحاد الكنائس بطرابلس بصلوات و ترانيم من الكتاب المقدس قام بها فريق
الأخبار السارة و القس كلمنت علي و شقيقه القس اسكندر علي .
حيث حضر اليوم الختامي للعزاء الوزير المفوض لدولة زمبابوي الشقيقة و السفير
السوداني و رئيس حركة العدل و المساواة و ممثل حركة تحرير السودان و ممثل حزب
الأمة القومي و ممثل الحزب الشيوعي و ممثل التجمع الوطني الديمقراطي و بعض
الأخوة من الجماهيرية العظمى حيث تحدثوا جميعاً عن الفقد الكبير للدكتور جون
قرنق دي مبيور في هذه المرحلة الحساسة و الحرجة التي يمر بها السودان . و أكدوا
التزامهم باتفاقية السلام و المساهمة في تنفيذها حتى ينعم السودان بالأمن و
السلام .
و اختتم العزاء ممثل الحركة الشعبية بشمال أفريقيا الرفيق سليمان على دندرا
بكلمات طيبات تقدم فيها بالشكر لكل من جاء معزياً أعضاء الحركة الشعبية في
مصابهم الجلل و فقدهم العظيم و أكدوا على أن الحركة الشعبية ملتزمة بإنفاذ
اتفاقية السلام والسير على ذات النهج الذي وضعه الرحل المقيم الدكتور/ جون قرنق
دي مبيور كما أكد على أن الحركة الشعبية ستعمل مع المؤتمر الوطني و القوى
السياسية الأخرى على حل مشكلة دارفور و مشكلة شرق السودان ( حتى ندق دلوكة
السلام جميعاً ) .
كما طلب من رفاقه أعضاء الحركة الشعبية بشمال أفريقيا الهدوء والصبر وألا
يستمعوا للإشاعات المغرضة ، لحين صدور بيان رسمي من قيادة الحركة الشعبية
لتحرير السودان ليوضحوا ملابسات تحطم طائرة الدكتور جون قرنق دي مبيور .
وفي يوم الاثنين الموافق 1/8/2005م كما أقام رجال الدين المسيحيين قداسة على
روح المرحوم الدكتور جون قرنق دي مبيور في كنيسة القديس فرانسيس الكاثوليكية
حيث حضر هذا القداس عدد كبير من المصليين على رأسهم سفير جمهورية السودان
بطرابلس و سفير الفاتكان جوفاني مارتينلي و القس أميت أميت كوال.
كما اختتمت الشعبة السياسية / فرعية مصراته العزاء و صاحبه تأبين و كان ذلك يوم
الأحد الموافق 8/8/2005م و الذي حضره سليمان على دندرا ممثل الحركة الشعبية
بشمال أفريقيا والمستشار القانوني والأمين المساعد للإعلام للحركة الشعبية
بشمال أفريقيا فضل ادم فضل و ممثل المرأة الفدرالية ليتسيا جوزيف والقس اسكندر
حرمه ميري اسكندر والرفيق/ بيتر كوان أكوك و رئيس الشعبة السياسية فرعية زليطن
و الأمين الإعلامي فرعية بني وليد و رئيس اتحاد شباب السودان الجديد داؤد أبو
قرين و جمع غفير من أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان و ممثل الجالية
السودانية بمصراتة و عدد كبير من الجماهير السودانية التي توافدت من مختلف
المناطق المجاورة لمدينة مصراتة حيث ألقيت كلمات عديدة مفعمة بالحزن و الأسى
بقد الدكتور/ جون قرنق دي مبيور ، و قدمت قصائد الرثاء من الشاعر/ محمود عبد
الله النقر و الشاعر/ عكاشة ادم عكاشة ، و الشاعرة فاطمة البتول حسن عمر ،
نقتبس منها الآتي:ـ

قالت فاطمة البتول

حاور جاهد جادل جاد بالروح و الدم و النفس
فليس اليوم أحبتي كما الأمس
بناه فصرا عظيما و شيده للسلام قام وليدا صغيرا بعد إن حبا
رأيناه جميعا بأعيننا يمشي
فكيف لم تكتمل بعد يا أمتي فرحتنا تبعده عنا الأقدار تخفيه غيا بات الرمس
تجادل في أديس و مشاكوس و اسمرا و في نيفاشا
جادل الخل للخل و إن تعددت أسماؤه
و تخرجه سلاما لنا من رحم الغيب
نحن نستحقه و لطالما منك انتظرناه
و أهلكناك و أتعبناك سافرنا بك شرقا و سافرنا بك غربا
سافرنا به أزمانا أضنيناه
*******
لم تتكئ لم ترتاح يا عمري راحة وجيزة لأنانيتنا وحب ذاتنا استنزفتاه
الصدر الكبير ذو الهمة العالية لم ينزعج أبدا ضاحكا حبا ممتلئا فهما
سامحوني أخوتي رجلنا الكبير وحدنا قد قتلناه
**********
أصحيح يا اماتونج أنت السبب في غياب طودنا الشامخ الأكبر
أم هذه يد العمالة السوداء التي عمرها ما رامت سعادتنا يوما
فلا تفرح يا جبل الشؤم إن مات جون فالكل هنا جون
لا تجزع روحك ولا تحزن علينا فنحن متماسكون بما بنيت محافظون
على أرائك الحكيمة و نظريتك باقون على العهد ابد الدهر

و قال الشاعر / عكاشة ادم عكاشة:-

حينما تناجينا الدموع
برحيل الزعيم في ليلة
الحزن المشئوم
و هنا ...
ستجف أوردة الكلام
أنا وحدي هنا ...على باب المستقبل انتظر
لكي اروي حديث حركتنا
لمن شابوا و كبروا
الصوت... و البصر
حركتنا البراق ... الساري
و المعراج لمن عبروا