السلطات السودانية تلغي حظر التجول الليلي في العاصمة

الخرطوم: اسماعيل ادم
قال مسؤول اوغندي ان بلاده تلقت استفسارا من الخارجية السودانية حول دخول الرئيس الاوغندي الى جنوب السودان من دون اخطارها قبيل تشييع قرنق. ونسب الى وزير الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الاوغندية، نسابا بوتورو، قوله ان السفير السوداني لدى بلاده حسن جاد كريم تسلم رسالة من الخرطوم تستفسر عن سفر الرئيس موسيفيني وعدد من المسؤولين الاوغنديين برا الى مدينة «ياي» في الاقليم الاستوائي بجنوب السودان من أجل إلقاء النظرة الاخيرة على جثمان قرنق من دون اخطارها، في اشارة الى توتر بين العاصمتين الخرطوم وكمبالا. ولم يعط تفاصيل اخرى.
من جهة ثانية، دفع استقرار الاوضاع الامنية في الخرطوم، بعد الاحداث الدامية التي اعقبت اعلان مقتل النائب الاول السابق للرئيس السوداني الدكتور جون قرنق في حادث تحطم طائرة مثير للجدل قبل اسبوعين، الحكومة السودانية امس الى إلغاء حظر التجوال الذي ظل مفروضا ليلاًَ طيلة المدة المذكورة. وكانت الاحداث التي اندلعت بين الجنوبيين والشماليين خلفت «130» قتيلا، ونحو «800» جريح، فضلا عن تدمير وحرق واسع للمحال التجارية في الاسواق والاحياء.

وقريبا، تبدأ لجنة فنية شكلتها الحكومة السودانية للتحقيق في ملابسات سقوط الطائرة الرئاسية الاوغندية التي كانت تقل قرنق من اوغندا الى جنوب السودان، زيارات داخلية لموقع سقوط الطائرة لفحص اجزاء منها، واخرى خارجية لكمبالا للاطلاع على ملفات الطائرة ومركز صيانتها، وللحصول على «الصندوق الاسود» للطائرة. فيما أدت لجنة أخرى شكلها الرئيس البشير للتحقيق في الحادث برئاسة المحامي الجنوبي ابيل الير، اليمين امام البشير، وباشرت عملها على الفور. وفي أوغندا، بدأ فريق دولي مكون من 10 خبراء من الولايات المتحدة ورسيا واوغندا وكينيا والسودان، التحقيق في حادثة الطائرة.

وفي الخرطوم، كشف الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وزير الخارجية السوداني المكلف في تصريحات امس، ان الصندوق الاسود للطائرة المحطمة الآن بحوزة ضباط في الحركة الشعبية وصلوا الى مكان الحادث. ولم يقدم تفصيلات أخرى في هذا الشأن، لكنه قال ان اللجنة الوطنية التي شلكها البشير للتحقيق في الحادث ستسعى للحصول على الصندوق.

وطالب الوزير السودانى اوغندا الكف عن إطلاق التصريحات خاصة المتضاربة منها لإتاحة المجال للجنة للقيام بأعمالها. وقال اسماعيل ان حكومته ستلتزم بذات النهج ولن ترد على التصريحات الواردة من الحكومة الاوغندية على الاستفسارات التي أثارتها الخارجية السودانية وان طلبات الدول التي تقدمت للمساعدة ستحال للجنة.

وقال سراج الدين حامد، سفير السودان في اوغندا، ان لجنة التحقيق الوطنية ستشرع في اعمالها فورا بعد اداء القسم، كما ستقوم باجراء الاتصالات بالعديد من الجهات داخل وخارج البلاد. وذكر سراج الدين انه تم عقد اجتماع تمهيدي للجنة للمتابعة بعد وصول اعضاء الحركة الشعبية لاستعراض احتياجات اللجنة ومصادر المعلومات التي يمكن الاستناد عليها. وقال حميد ان «اللجنة عقدت امس اول اجتماع لها برئاسة ابيل الير في وزارة الخارجية في انتظار تحديد موقع آخر». واوضح ان اللجنة ناقشت «مسائل لوجستية وخطط عملها والمهام التي ستباشرها». وقال حميد ان اعضاء اللجنة عقدوا اجتماعا تمهيديا اول من امس، أطلع خلاله ممثلو الحركة الشعبية لتحرير السودان زملاءهم على «الاجراءات التي اتخذت في الجنوب بعد حادث التحطم». وعن اللجنة الفنية، حذر علي تميم فرتاك، وزير الطيران المكلف، من مغبة ما اسماه التلاعب بالصندوق الاسود للطائرة الاوغندية، قبل ان يستبعد حدوث ذلك «لأن حدوث هذا يعد مؤشرا الى ان هناك جهة ما تريد إخفاء شيء».