تقرير من مواطني قرية بانت بشمال إقليم دارفور

تلقى المواطنون بقرية بانت الواقعة في شمال إقليم دارفور توجيها من قبل لجنة المراقبة التابعة للإتحاد الإفريقي ، ومناشدات منها بضبط النفس والتزام الهدوء، في أعقاب التهديدات التي أطلقتها حركة تحرير السودان ، إحدى حركتى طرف النزاع الأول في الإقليم ، قبل يومين من الآن اى فى 7و8 أغسطس ، بمهاجمة المواطنين العزل بالقرية والقرى المجاورة. حيث يؤكد المواطنون أن الحركة التي والت ترتيباتها لاستبعادهم من أراضيهم ، تحتج بحجة ضعيفة وهى أن الأرض تابع وواقعة تحت سيطرتها ولا تخضع إلى سيطرة الدولة (الحكومة السودانية)!

وتعود تفاصيل الواقعة إلى إقبال الحركة على اختطاف احد مواطني القرية (بركة حسين بركة) وهو من ابنا ء المنطقة الأوفياء وممن ساهم في إكمال التصالحات القبلية وعودة المواطنين إلى قراهم في بانت وعموم القرى المجاورة مثل حجير تونو وام باغوم. وطالبت الحركة أهله بفدية قدرها (15) مليون جنيه لإطلاق سراحه وعودته معافيا.

إن مواطني القرية ،بهذه الكيفية، مضطرون إلى وصف الحركة بأنها تسعى إلى زعزعة امن المنطقة وإشعال الصراع فيها مرة أخرى ،بعد نحو عدة اشهر من الهدوء والعمل الدائب ،شهدت خلالها المنطقة عقد مصالحات قبلية تاريخية مهدت إلى إعادة المواطنين آمنين في القرى حجير تونو وبانت وام باغوم ،وعودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.

ولكن الحركة طالبت ،وبعد أن اختطفت احد المواطنين ، بان يدفع المواطنين رسما مقابل بقائهم ،بحجة أن المنطقة تابعة لها وتحت سيطرتها بما سمته الأراضي المحررة ، وبلغت الرسوم على المواطنين (10) الآف عن كل راس بقر و(4) الآف عن راس الماعز وهو ما يعجز عنه المواطنون ويرفضونه بشدة ، ولربما قاد هذه المطالبات إلى الصراع لأن ذلك لم يحدث في تأريخ دارفور، سواء في حاضرها آو ماضيها الموغل في القدم !

وفى سعيها إلى إقناع المواطنين بوجهة نظرها ، أرسلت حركة تحرير السودان اثنين ممن ادعوا انهم مبعوثون عنها ، وهم :

1- آدم محمد (من أبناء الزغاوة)

2- ابكر عمر جاد كريم (من أبناء الداجو)

وذلك ليتوصلا إلى اتفاق مع المواطنين في المنطقة ، ولكن ما نعلمه انهما شاركا أيضا ووقعا على اتفاقيات الصلح القبلي في المنطقة التي انهيت بموجبها حزمة من النزاعات والتوترات بين قبائل المنطقة. واخبرالمواطنون (مندوبى الحركة) بان المنطقة تتبع لسكنى المواطنين بغض النظر النزاع فى المنطقة . وهو ما عبرت نتيجته الحركة بإطلاق التحذيرات والتهديدات دون أن تحسب حسابا لإرثها وشعاراتها المرفوعة منذ بداية الحرب قبل سنوات ثلاث.

إننا كمواطنين فى قرية بانت واى من القرى المحيطة بنا والمتداخلة معنا ،نرفض رفضا باتا كل تهديد ما من شأن تعريض حياة المئات بل الألوف للخطر ،فضلا عن عودة تفجير الموقف ككل.وعليه نؤمن بشدة الخطوات الوقائية التي اتخذها أعيان المنطقة ،والمتمثلة فى :

1- إبلاغ الشرطة الإفريقية والمحلية من اجل تأمين حياة المواطنين كافة وبالأخص فى منطقتنا ،فلربما هاجمت الحركة بالفعل المنطقة ،ولربما سعت إلى الاستيلاء على ممتلكات المواطنين .

2- إبلاغ قوة الإتحاد الإفريقي ولجنة المراقبة العسكرية للأوضاع فى دارفور،بشأن إطلاق سراح المواطن (بركة حسين بركة) واتخاذ ما من شأنه حفظ حياته المعرضة للخطر حتى ذلك الحين.

3- إخطار كلا من (المندوبين المسميين انفا) ومندوب الحركة بالإتحاد الإفريقي ،وإرسال التأكيدات اليهما ولكافة الإطراف أن مواطني القرية تحديدا (والقرى المجاورة) ..ليسو ، إطلاقا ، بطرف فى اى نزاعات سياسية كانت أم عسكرية وهو ما أكدناه فى كل الاجتماعات مع مندوبى الحركة (الاثنين) ، أن التفاوض حول تبعية الأرض وطريقة إدارتها فى دارفور عامة شأن سياسي يجب مناقشته مع السلطات السودانية.

وبكتابة هذا التقرير وبثه على الإعلام نتمنى أن نكون قد وضعنا الصورة كاملة أمام الراى العام ،ولكي نطمئن أبناءنا في الخارج والداخل . وختاما نناشد إخوتنا وأبنائنا فى الحركات المسلحة الدارفورية أن لايسعون إلى ما يشوش عليهم ، كما نناشدهم بجانب السلطات الحكومية بالتوصل إلى اتفاقيات سريعة تنهى معاناة (6) مليون مواطن فى دارفور عامة ،هؤلاء الذين سحقتهم الحرب وشردتهم فى أنحاء الأرض .

مواطنو بانت بشمال دارفور

10اغسطس2005

عنهم / على علوب اسحق

المملكة المتحدة

بريد الكترونى :