الولايات المتحدة تصف الفظائع في دارفور بانها اعمال ابادة جماعية
سودانيز اون لاين 9/9 1:29pm
واشنطن - ا ف ب صنف وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم الخميس الفظائع في دارفور على انها عمليات "ابادة جماعية" ودعا الامم المتحدة الى فتح تحقيق في الازمة مما يعجل بالخطوات لفرض عقوبات دولية على حكومة الخرطوم. وقال باول خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان الادلة التي جمعتها الولايات المتحدة تدل على انه "تم ارتكاب اعمال ابادة جماعية في دارفور وان حكومة السودان والجنجويد يتحملون المسؤولية وان اعمال ابادة جماعية قد تكون متواصلة". وحكومة الخرطوم متهمة بتسليح ودعم الميليشيات العربية المعروفة باسم الجنجويد التي تنشط في دارفور غرب السودان. ويقدر عدد من قتلوا في دارفور منذ بدء التمرد في فبراير 2003 بنحو 50 الف شخص كما شرد 4،1 مليون اخرون من ديارهم. وقال باول ان الولايات المتحدة اقترحت مسودة قرار على مجلس الامن يطالب باجراء تحقيق "شامل ومن دون اية قيود" لتاكيد ارتكاب عمليات ابادة جماعية وربما التفكير في فرض عقوبات على القطاع النفطي في السودان. وقال باول انه تحدث مع الامين العام للامم المتحدة بهذا الشان. وسيطالب القرار "بان تفتح الامم المتحدة تحقيقا في كل انتهاكات القوانين الانسانية وقوانين حقوق الانسان الدولية التي ارتكبت في دارفور من اجل ضمان المحاسبة". ومن ناحيته نفى وزير المالية السوداني احمد حسن الزبير وقوع اية عمليات ابادة جماعية في دارفور. وصرح الزبير لوكالة فرانس برس "هذا نوع اخر من انواع الضغط تمارسه الولايات المتحدة والحكومات الغربية ضد حكومة السودان، وهو نوع من الضغط السياسي العام الذي يظهر ان الولايات المتحدة ليست صديقة للسودان". وقال الزبير اثناء مغادرته قمة للاتحاد الافريقي في بوركينا فاسو "سنثبت حقيقة ان النزاع في السودان هو مشكلة قبلية داخلية وان حل هذه المشكلة مسؤولية الحكومة الوطنية". وفي نيروبي قال المتحدث باسم نائب رئيس البرلمان انجيلو بيدا ان بلاده واثقة من ان مجلس الامن الدولي لن يفرض عقوبات عليها. وقال في مؤتمر صحافي "لا نعتقد ان الولايات المتحدة ستنجح في مجلس الامن (..) فنحن عضو في الامم المتحدة ولدينا مؤيدونا". الا ان متحدثا باسم "حركة تحرير السودان" المتمردة عبد الحفيظ مصطفى موسى وصف الخطوة الاميركية بانها "تطور مرحب به". وقال "لقد كان هذا موقفنا طوال الوقت ان الحكومة السودانية ومليشياتها الجنجويد واصلوا قتل المدنيين الابرياء في دارفور". وافاد باول ان مشروع القرار الدولي الجديد الذي تقدمت به بلاده يدعو الخرطوم الى التعاون بشكل تام مع قوة موسعة من الاتحاد الافريقي ووقف الطلعات الجوية العسكرية السودانية فوق منطقة دارفور". وقال باول ان "قوات الاتحاد الافريقي هي الاولوية رقم واحد بالنسبة لنا". ولا يزال تفويض القوة الجديدة موضوع نقاش في المحادثات التي ترعاها نيجيريا بين السودان ومتمردي دارفور في ابوجا بنيجيريا. وكذلك ستنص مسودة القرار الاميركي على القيام بطلعات جوية دولية لمراقبة الوضع في المنطقة. والسودان عضو في الاتفاقية الدولية لمكافحة الابادة الجماعية وهو ملزم بموجب هذه الاتفاقية بمنع ارتكاب مثل هذه الاعمال ومعاقبة مرتكبيها. واكد باول امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "بالنسبة لنا يبدو ان السودان فشل في هذه المرحلة في القيام بذلك". وينص احد البنود الرئيسية في اتفاقية مكافحة الابادة الجماعية على ان الدول الموقعة "بامكانها ان تستدعي الجهات المخولة في الامم المتحدة للقيام بمثل هذه الاعمال بموجب ميثاق الامم المتحدة بالطريقة التي تراها مناسبة لمنع ووقف اعمال الابادة". وقال باول ان الادلة الاميركية التي تم جمعها عن طريق مقابلات مع لاجئين وغيرها من المصادر تظهر ان "الجنجويد وقوات الجيش السوداني ارتكبت اعمال عنف واسعة النطاق بما فيها عمليات قتل واغتصاب واعتداء جسدي على غير العرب". واضاف ان الجنجويد والجيش السوداني دمروا قرى ومواد غذائية ومنعوا الاغاثات الانسانية من الوصول الى السكان المتضررين مما ادى الى وقوع المزيد من الوفيات واحداث المزيد من المعاناة. واكد انه "رغم اصدار تذكيرات عديدة لها فان الخرطوم فشلت في وقف العنف". وقال باول الذي قام بزيارة مؤخرا الى دارفور مع الامين العام للامم المتحدة، ان تحركا عالميا اصبح امرا ضروريا لتلبية الحاجات الملحة لسكان دارفور. واضاف "سموها حربا اهلية. سموها تطهيرا عرقيا. سموها ابادة جماعية. لا تسموها باي من الاسماء السابقة. ولكن تبقى الحقيقة واحدة: هناك شعب في دارفور بحاجة ماسة الى مساعدتنا". واكد باول انه بينما يتوقع ان ترفض الحكومة السودانية الاستنتاجات الاميركية بحدوث ابادة جماعية في دارفور، فان اسهل طريقة يمكن للخرطوم ان تتجنب فيها الادانة هي انهاء الهجمات ومحاسبة المسؤولين عن الفظاعات السابقة. وشدد على ان "هذه هي الطريق الوحيد للسلام والازدهار لهذه الارض التي تمزقها الحرب".
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com