تحركات في الظلام
أعلنت السلطات الأمنية أنها قبضت مجموعة من حزب الترابي بعد الكشف عن محاولة تخريبية جديدة تهدف إلى نسف الاستقرار وإشاعة الفوضى في البلاد وشمل الاعتقال المهندس عمر عبد المعروف الناشط في المكتب الخاص في المؤتمر الصحفي ووزير الدولة السابق بالدفاع وإبراهيم عبد الحفيظ كمبال المسئول عن المال والاستثمار ومقرر مجلس الشورى السابق وصديق الأحمر وآدم الطاهر حمدون وزير التجارة السابق والصافي نور الدين رئيس مكتب الأمن والمعلومات في حزب الترابي وأحمد الشين الناشط في القوات الخاصة والناجي عبد الله وهو من كوادر العمل الطلابي .
ويأتي الاعتقال والكشف عن تجديد المحاولات التخريبية متزامناً مع ظهور بعض من وردت أسماؤهم في المحاولة التخريبية الأولى ظهورهم في أبوجا كقيادات في ( حركة العدل والمساواة ) التي تنادي بالتدخل الأجنبي في السودان من بوابة دارفور فقد ظهر في مفاوضات أبوجا أبرز المطلوبين بعد اتهامهم في المحاولة التخريبية الأولى وعلى رأسهم المحامي عبد العزيز عشر كما ظهر في المفاوضات هارون عبد الحميد وأبو بكر حامد النور الوزير الولائي السابق وإدريس أزرق الذي كان يعمل بالإذاعة السودانية وأحمد حسين آدم ، وكان مفرغاً للنشاط الطلابي للمؤتمر الشعبي وذهب في بعثة دراسية على حساب إحدى الجامعات السودانية وتاج الدين بشير الذي كان يعمل بمنظمة الدعوة الإسلامية وبشارة سليمان نور وإبراهيم علي عبد الرحمن وخطاب إبراهيم وداعة أحد قادة الطلاب في حزب الترابي .
وقال اللواء مهندس محمد عطا نائب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أن يقظة الأجهزة الأمنية والتلاحم مع بقية القوات النظامية كفيلة بإغلاق الطريق أمام التآمر ، وأضاف اللواء عطا أن المؤتمر الشعبي وقع تحت الابتزاز الداخلي والخارجي فأصبح منذ عام 2000 يتحرك بوهم أنه يستطيع إسقاط السلطة وكانت المحاولة الأولى هي التحالف مع حركة التمرد التي يقودها قرنق لنقل الحرب إلى دارفور بعد أن احتل التمرد مدينة راجا في بحر الغزال ، ولكن هذا الكيد بار سوقه واستطاعت الحكومة تحرير راجا وطرد قوات التمرد منها .
وأضاف اللواء عطا أن المؤتمر الشعبي رفض النشاط السلمي وقد فتح له المجال لتسجيل تنظيمه وأصدر صحيفته وفتح دوره ولكنه يكرر العمل في الظلام بعد أن اشترطت عليه قوى المعارضة والقوى الخارجية أن يزعزع استقرار البلاد .
وكشف اللواء عطا أن التحقيقات في المحاولة التخريبية الأولى قادت إلى أن المشاركين فيها زاد عددهم من 8 إلى 38 وكانوا يريدون تغيير السلطة بالقوة وقالوا أنهم سيكونون حكومة انتقالية .
وقال اللواء عطا لقد قدمنا وثائقنا وأدلتنا للقضاء العادي حتى لا يقول أحد أننا نزيف ضد خصومنا ، ومضي نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات يقول ( ليس من مصلحتنا ادعاء ما ليس حقيقي والحكومة فاوضت في نيفاشا والقاهرة وتفاوض الآن في أبوجا ) .
واستمر قائلاً ( كان من الممكن عبر قانون الأمن الوطني أن نعتقل من نشاء دون ضجة ولكن أردنا أن يعرف أهل السودان أن المؤتمر الشعبي يرفض كل توجه إيجابي ويريد سياسات العنف وكشف اللواء عطا أن المخطط كان سيتم تنفيذه عبر خلايا كل منها يتكون من 10 أشخاص على أن يكلف بعضها باعتقال قيادات السلطة وتحرير حسن الترابي وتوجيه نداءات حزبية وعنصرية لإحداث فوضى في الخرطوم وأن هناك اتصالات تمت ببعض ضباط وجنود القوات المسلحة ممن هم في المعاش وقدمت لهم إغراءات مالية كما كلفت الخلايا بإجراء اتصالات بمختلف القوات النظامية وأعدت منازل في الحاج يوسف للتآمر وكل هذا كشف وأبطل مفعوله بفعل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي القوات النظامية ) .
ولم يستبعد اللواء عطا صحة التحليلات التي ترى أن حديث الترابي لمجلة ( الأهرام العربي ) و( صحيفة الخليج ) يرتبط بالمحاولة التخريبية حيث بشر الترابي بإسقاط السلطة وأمس الأول كان المدعو خليل إبراهيم يتحدث في أسمرا ويقول أن قوات دارفور وقوات قرنق والأسود الحرة ومليشيا البجا يجب أن تزحف نحو الخرطوم .
محمد طه محمد أحمد
رئيس تحرير صحيفة الوفاق
الخرطوم / 9 / 9 /2004 م