الخرطوم وحركة قرنق تتبادلان الاتهامات حول تعطل مفاوضات السلام
سودانيز اون لاين 9/8 11:41pm
تبادلت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الناشطة في جنوب البلاد، الاتهامات، حول تطورات الاوضاع في الجنوب والغرب. وفي وقت اتهمت فيه الحكومة، زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق بمساندة «المتمردين» في دارفور (غرب)، شنت الحركة الشعبية هجوما عنيفا على الخرطوم واتهمتها بتعمد «شراء الوقت» لتعطيل المفاوضات بينهما التي وصلت الى مرحلة متقدمة. وكان يعتقد حتى وقت قصير ان يتم ابرام اتفاق سلام نهائي وشامل بين الجانبين في اوائل أغسطس (آب) الماضي، الا ان تطورات الاوضاع في دارفور القت بظلالها على المفاوضات. وقال قطبي المهدي المستشار السياسي للرئيس السوداني في تصريحات امس، ان «مساندة قرنق للمتمردين في غرب البلاد قد تقوض المحادثات الرامية لانهاء حرب أهلية مستمرة منذ 21 عاما في جنوب السودان». وأوضح انه سيكون من الصعب على الحكومة العودة للمفاوضات في نيفاشا بكينيا والتوصل الى حل نهائي اذا لم يتوقف قرنق عن مساندة متمردي دارفور. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان «القضية الاساسية التي تواجه اكمال اتفاق السلام النهائي والانتقال بالبلاد نحو سلام عادل وشامل وتحول ديمقراطي سببها الحكومة التي تعمد عبر سياسة مدروسة لشراء الوقت والتبضع في سوق المسارات المختلفة للسلام ما بين نيفاشا وأبوجا والقاهرة». أضاف عرمان «ليس سرا ان الحكومة الآن لا تمتلك الارادة السياسية لانجاح أي من مسارات السلام، ان الحكومة تتذرع بانشغالها في مسار للتهرب الى مسار آخر، وان الخرطوم غير عازمة على اكمال نيفاشا او الوصول الى حلول مرضية في دارفور». وأشار الناطق باسم الحركة الى ان هنالك مجموعات نافذة داخل النظام غير راغبة في دفع استحقاقات السلام ومتخوفة من التحول الديمقراطي. وقال ان الحكومة تريد السلام مع الاحتفاط بالاوضاع القديمة. وأضاف «ان الحكومة تريد بيع اطعمة فاسدة في مغلفات جديدة، لكن لن يشتريها أحد». وذكر عرمان ان اوساطا في النظام لا تفاوض المعارضة السودانية بل تفاوض المجتمع الدولي للتهرب من ضعوطه، وقال ان الحكومة تمني النفس بتمزيق صف المعارضة عبر المسارات المختلفة. وأضاف «هذا تقدير موغل في سوء الحسابات ورغبوي وغير واقعي»، مشيرا الى ان المعارضة السودانية تتشاور عبر كافة المسارات وهي ترغب في سلام شامل وتحول ديمقراطي واجماع وطني من دون اقصاء او عزل بين كافة القوى السياسية، بما فيها حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وكشف عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان الحركة الشعبية درست عددا من المقترحات والافكار للدفع بعملية السلام وكسر الجمود، وقال ان رئيس الحركة الدكتور جون قرنق الموجود حاليا في واشنطن سيبحث هذه الافكار والمقترحات مع رسميين ومهتمين في الشأن السوداني بالولايات المتحدة وأوروبا ودول الجوار. وأضاف ان فرصة السلام الحالية تعتبر تاريخية بكل المقاييس ويجب ألا تضيع من أيدينا. واعتبر الناطق باسم الحركة تصريحات المستشار السياسي للرئيس السوداني الدكتور قطبي المهدي واتهامه للحركة بدعم مقاتلي دارفور بأنها تأتي امتدادا لمواقف سابقة من العملية السلمية ومحاولة لوضع العصى في عجلة السلام. وقال «هذا يؤكد ما ذهبنا اليه بأن هنالك محاولة للتملص وعرقلة العملية السلمية». وأضاف: «حديث قطبي المهدي منطلقاته خاطئة، والنتائج التي ستترتب عليه اسوأ». وقال عرمان «من الغريب ان السيد قطبي المهدي كان يشتكي لطوب الأرض حينما زار أوروبا مؤخرا ضد قادة النظام ويأتي نفس الرجل مبرزا نفسه كصانع قرار في ازدواجية تضع اكثر من علامة استفهام»، وتابع «الذين يتحدثون عن دعم الحركة لدارفور هم انفسهم الذين اتهموا ثلاثا من دول الجوار بدعم دارفور»، وقال «بل اتهموا اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية»، وأضاف ان هذه المجموعة ظلت في كل الازمات التي هي من صنع يديها تبحث عن مشاجب تعلق عليها اوزارها. ودعا عرمان الى الحوار والوصول الى حل مرض في دارفور، وقال ان «قضية دارفور عادلة ومطالب أهلها لن تحل الا عبر الحوار والوصول الى حل مرض». وأضاف ان الحركة الشعبية تدعم ذلك. وقال «الذين يحاولون التملص من نيفاشا سيبحثون عن مختلف الذرائع وهذا ديدنهم، لكن الشعب السوداني والمجتمع الدولي اللذين دعما طريق السلام قادران على المضي به الى نهايته المنطقية»
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com