السودان يتهم حزب الترابي بتدبير محاولة انقلابية جديدة بالتواطؤ مع إريتريا ويعتقل العشرات من عناصره ويصادر أسلحة
سودانيز اون لاين 9/8 11:38pm
وجهت الحكومة السودانية ضربة جديدة للمؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ عدة أشهر، اذ اعتقلت العشرات من كوادره، بتهمة تدبير «محاولة تخريبية تهدف لاسقاط نظام الحكم»، بالتواطؤ مع اريتريا. وقالت مصادر أمنية حكومية اتصلت بها «الشرق الاوسط» ان المجموعة كانت «تخطط لمحاولة انقلابية»، احبطت في مهدها. لكن عددا من قادة المؤتمر الشعبي أكدوا لـ«الشرق الاوسط» ان «القصة كلها ملفقة». وقال اللواء محمد عطا نائب مدير جهاز الامن والمخابرات السوداني في مؤتمر صحافي امس ان أجهزة الامن اعتقلت 33 من عناصر الشعبي كانوا يخططون «لعملية تخريبية، الهدف منها زعزعة نظام الحكم واسقاطه، عبر سلسلة من العمليات التخريبية». واشار الى ان اجهزته تقوم حاليا بالتحقيق مع المعتقلين واستجوابهم بشأن المحاولة، التي اتهم فيها اريتريا بالوقوف خلفها. وتقوم اجهزة الامن بعمليات تفتيش واسعة في الخرطوم، تذكر باجواء الانقلابات فيها، وأكد اللواء محمد عطا ان «هذه الاجراءات» التي تشمل تفتيش المركبات والمنازل والمطارات «ستستمر» لعدة ايام. وشن اللواء عطا هجوما شديدا على عناصر الشعبي، الا انه اشار الى ان المعتقلين سيطلق سراحهم اذا لم يثبت تورطهم، وسيقاد المتورطون الى المحاكمة. واشار الى ضبط كميات من الاسلحة القادمة من اريتريا. ونفى المسؤول الامني الانباء التي راجت في الخرطوم «بتهريب الترابي» من معتقله الى خارج العاصمة، وقال ان «المؤامرة كانت تستهدف احداث عمليات تفجيرية يتم من خلالها تهريب الترابي»، واكد ان زعيم الشعبي لا يزال موجودا في معتقله. وقال ان «عناصر الشعبي لا يريدون انتظار الديمقراطية وارادوا قطع الطريق امامها». وقال بيان لجهاز الاستخبارات والامن السوداني صدر في وقت مبكر من صباح امس «ان المجموعة ضالعة في مؤامرة تخريبية». واشار الى ان الاشخاص الذين تم القبض عليهم متورطون في تهريب اسلحة «مع بلد مجاور». واوضح البيان ان جهاز الاستخبارات والامن كان يتابع منذ فترة «المؤامرة التخريبية» لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي المتهم بـ«تشجيع ومساندة احدى حركتي التمرد في دارفور (غرب السودان)». وقال مصدر أمني ان المجموعة اعتقلت لمحاولتها قلب نظام الحكم. وأضاف «من الواضح أن بعض الفصائل اعتقدت أن الحكومة في حالة ضعف وشعرت بثقة كافية للتآمر لتنفيذ محاولة انقلاب أخرى». وأفاد بيان لوزارة الداخلية ان «بعض زعماء الحزب تآمروا مرة أخرى على تنفيذ علميات تخريبية». وقال ان «بعض زعماء الحزب يثيرون القلاقل في البلاد وانهم حاولوا مرة أخرى التآمر للتخريب وبعض زعمائهم أجروا اتصالات مع دولة مجاورة لضمان الحصول على سلاح وتدريب لكن أجهزة الامن كانت منتبهة لهم وكشفت مؤامرتهم واعتقلت جميع عناصرهم». ولم يورد البيان أي تفاصيل عن المؤامرة. من جهته قال محمد حسن الامين، عضو الامانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي ان المعتقلين معظمهم كانوا من بين 49 معتقلا اطلق سراحهم في اخر يوليو (تموز) الماضي. واكد انه خلافا لما تذكره وسائل الاعلام الرسمية فان حزب المؤتمر الشعبي «لا يملك اسلحة ولا يدعو الى العنف». وقال المحبوب عبد السلام القيادي البارز في المؤتمر الشعبي في لندن ان من بين المعتقلين ثلاثة من القياديين هم ادم الطاهر حمدون وزير التجارة الاسبق، ومحمد عبد المعروف، مساعد وزير الدفاع الاسبق، وابراهيم عبد الحفيظ الذي كان موظفا كبيرا بالدولة ايضا. واوضح ان البقية من الكوادر الوسيطة للحزب. واقيمت حواجز امنية في شوارع الخرطوم مساء اول من امس قبل مداهمة الشرطة لمنازل كوادر المؤتمر الشعبي. وقال شهود عيان ان السيارات المارة في الشوارع اوقفت وتم تفتيشها واستجواب راكبيها من دون اي تفسيرات. وكان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 الترابي، الذي كان العقل المفكر لنظام الرئيس عمر البشير، بتشجيع التمرد في دارفور. ولم يكف المسؤولون السودانيون منذ ذلك الحين عن اتهام حزب المؤتمر الشعبي بتأجيج الصراع في دارفور خاصة ان احدى حركتي التمرد، وهي حركة العدل والمساواة، ذات توجه اسلامي. ويعتبر رئيس حركة العدل الدكتور خليل ابراهيم من تلاميذ الترابي وهو عضو سابق في الجبهة القومية الاسلامية التي كان هذا الاخير انشأها قبل الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي عمر البشير العام 1989. وتم اعادة اعتقال الترابي (74 سنة) في مارس (اذار) الماضي بتهمة التواطؤ مع 27 ضابطا من الجيش، معظمهم من غرب السودان (دارفور وكردفان) للقيام بانقلاب عسكري. ومنذ 31 اغسطس (اب)، فرض الترابي على نفسه «عزلة طوعية» احتجاجا على ظروف احتجازه. ويقول مراقبون سودانيون ان السلطات السودانية تؤكد من خلال هذه الضربة تصميمها على كسر شوكة حزب المؤتمر الشعبي وزعيمه الذي ما زال يتمتع بشعبية. ومن جهة اخرى تحاول الحكومة السودانية بمساعدة مصر التوصل الى مصالحة مع الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي شكل تاريخيا مع حزب الامة اكبر حركتين سياسيتين في شمال السودان. وقال المحبوب عبد السلام ان «الحكومة التي تواجه صعوبات تريد ان تقطع الطريق امام محاولة يقودها وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزعامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي» الذي انهى زيارة الى السودان اول من امس. وحصل القرضاوي من البشير على وعد بزيارة الترابي في معتقله، وقال عبد السلام، ان «النظام عمد لانتهاج اساليب بالية، لوأد مبادرة القرضاوي». واوضح ان «النظام تحاصره ازمات داخلية وخارجية، وانقسم عليه صفه الخاص، وخرج ضده نحو 250 من عناصره يتهمونه بالدكتاتورية والفساد، ويطلبون ان تمتد يده لجمع الصف الاسلامي». واشار ايضا الى «وجود انقسامات داخلية وحركة وسط الشعب تريد ان تضع حدا لهيمنة مجموعة لا تزيد عن اصابع اليد الواحدة. ولذلك عاد النظام لانتهاج اساليب بالية». وقال محمد الامين خليفة مسؤول العلاقات الخارجية بحزب الترابي ان السلطات لفقت القصة ذاتها عن وجود مؤامرة تخريبية، وتابع انهم قالوا انهم سيرسلونهم الى المحكمة على الفور لكن هذه مجرد حجة. وحظر نشاط الحزب في مارس في أعقاب الاعتقالات
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com