سودانيز اون لاين 9/8 10:48am
بقلم محمد على سعيد الخرطوم - ا ف ب وجهت الحكومة السودانية ضربة جديدة للاسلاميين اذ اعتقلت عددا من كوادر حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي المتهم بتشجيع ومساندة احدى حركتي التمرد في دارفور . ولم تحدد اذاعة ام درمان الرسمية التي اذاعت الخبر عدد الذين تم اعتقالهم ولكنها اكدت نقلا عن بيان لجهاز الاستخبارات والامن السوداني انهم ضالعون في "مؤامرة تخريبية". وقال البيان ان الاشخاص الذين تم القبض عليهم متورطون في تهريب اسلحة "مع بلد مجاور" لم يحدد اسمه ويرجح ان يكون اريتريا التي تتهمها الخرطوم بالتواطؤ مع المعارضة السودانية. واوضحت الاذاعة ان جهاز الاستخبارات والامن كان يتابع منذ فترة "المؤامرة التخريبية" لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي المحبوس حاليا. من جانبه قال محمد حسن الامين، عضو الامانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي لوكالة فرانس برس ان 14 كادرا من حركته القي القبض عليهم ليل الثلاثاء/الاربعاء. واوضح ان معظمهم كانوا من بين 49 معتقلا اطلق سراحهم في اخر يوليو الماضي. واكد انه خلافا لما تذكره وسائل الاعلام الرسمية فان حزب المؤتمر الشعبي "لا يملك اسلحة ولا يدعو الى العنف". وقال الامين ان ثلاثة من الذين تم اعتقالهم اعضاء قياديين في حزب المؤتمر الشعبي وهم ادم طاهر حمدون وزير التجارة الاسبق ومحمد عبد المعروف مساعد وزير الدفاع الاسبق وابراهيم عبد الحفيظ الذي كان موظفا كبيرا بالدولة ايضا. واوضح ان الاحد عشر معتقلا الاخرين من الكوادر الوسيطة للحزب. وقد اقيمت حواجز امنية في شوارع الخرطوم مساء امس الثلاثاء قبل مداهمة الشرطة لمنازل كوادر المؤتمر الشعبي. وقال شهود عيان ان السيارات المارة في الشوارع اوقفت وتم تفتيشها واستجواب راكبيها من دون اي تفسيرات. وكان نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه اتهم في نوفمبر 2003 الترابي ، الذي كان العقل المفكر لنظام الرئيس عمر البشير، بتشجيع التمرد في دارفور. ولم يكف المسؤولون السودانيون منذ ذلك الحين عن اتهام حزب المؤتمر الشعبي بتاجيج الصراع في دافور خاصة ان احدى حركتي التمرد، وهي حركة العدل والمساواة، ذات توجه اسلامي. ويعتبر رئيس حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم من تلاميذ الترابي وهو عضو سابق في الجبهة القومية الاسلامية التي كان هذا الاخير انشاها قبل ان الانقلاب الذي قاده البشير عام 1989. يذكر انه تمت اعادة اعتقال الترابي (74 سنة) في مارس 2004 بتهمة التواطؤ مع 27 ضابطا من الجيش، معظمهم من غرب السودان (دارفور وكردفان) للقيام بانقلاب عسكري. ومنذ 31 اغسطس، فرض الترابي على نفسه "عزلة طوعية" احتجاجا على ظروف احتجازه. ويقول محلل سوداني ان السلطات السودانية تؤكد من خلال هذه الضربة تصميمها على كسر شوكة حزب المؤتمر الشعبي وزعيمه الذي مازال يتمتع بشعبية. ومن جهة اخرى تحاول الحكومة السودانية بمساعدة مصر التوصل الى مصالحة مع الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي شكل تاريخيا مع حزب الامة اكبر حركتين سياسيتين في شمال السودان.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com