مفاوضات دارفور على حافة الانهيار والمقاتلون يتهمون الاتحاد الأفريقي بالانحياز للخرطوم
سودانيز اون لاين 9/8 1:20am
أعلن مقاتلو دارفور أمس ان المفاوضات الجارية مع الحكومة السودانية، في العاصمة النيجيرية أبوجا تتجه بخطى متسارعة، نحو «الانهيار»، واتهموا الاتحاد الافريقي بالفشل والانحياز التام الى جانب الخرطوم. وتراوح المفاوضات مكانها منذ أول من أمس بشأن القضية الحساسة المتعلقة بالامن ونزع الاسلحة، واعترف وفد الاتحاد الافريقي للوساطة بأن المفاوضات مجمدة «بسبب تشبث كل من الطرفين بمواقفه». وأعلن الدكتور خليل ابراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة (احدى جماعتين تقاتلان في دارفور) ان مفاوضي حركته والحركة الاخرى في الاقليم (تحرير السودان)، رفضوا امس مقترحات تقدم بها الاتحاد الافريقي، وقال انها كانت «أقرب الى مطالب الحكومة السودانية، وركزت على الجانب الانساني والامني ولم تتطرق الى قضية الحل السياسي الشامل». وأضاف «لا جدوى من المفاوضات»، ملمحا الى ان قرارا بانسحاب وفده من المفاوضات سيتم خلال الساعات المقبلة. ومن جانبه أكد أحمد حسين آدم الناطق باسم وفد حركة العدل الى مفاوضات ابوجا، تعثر المفاوضات وقال ان «الحكومة السودانية. واصلت رفضها لمطالبنا والمطالب الدولية، وأهمها نزع سلاح الجنجويد برقابة دولية، وتكوين لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان، كما رفضت توسيع صلاحيات القوات العسكرية الافريقية في دارفور». وقال ادم في اتصال مع «الشرق الأوسط» ان الحكومة «ما تزال تواصل قصف القرى»، مؤكدا وقوع نحو 150 قتيلا، منذ بداية المفاوضات اواخر الشهر الماضي. واشار الى ان الخرطوم «لم تتخذ قرارا استراتيجيا، حول الحوار الجاري في ابوجا، وانها ما زالت متوقفة عند مربعها الاول، المتعلق بالقضية الامنية والانسانية». وحذر آدم، من ان المفاوضات مهددة بالانهيار ما لم يتدخل المجتمع الدولي بالضغط على الخرطوم، لتقديم تنازلات جوهرية. من جهته أعلن الاتحاد الافريقي الذي يشرف على المباحثات انه سيدخل تعديلات على مشروع الاتفاق الذي أعده بشأن القضية الحساسة المتعلقة بالأمن ونزع الاسلحة. وعرض الاتحاد الافريقي السبت الماضي مشروع الاتفاق على حركتي دارفور والحكومة السودانية وعقد في الايام الاخيرة اجتماعات منفصلة مع الطرفين من دون التمكن من حلحلة الوضع. وقال المتحدث باسم الاتحاد الافريقي اسان با في ابوجا ان «هذه الاجتماعات تهدف الى تنسيق مواقف الطرفين اللذين ابدى كل منهما ملاحظات للاتحاد الافريقي الذي اخذ علما بها». وأعلن انه من المقرر عقد جلسة موسعة (مساء أمس) تخصص لمناقشة مشروع الاتفاق حول الامن ونزع السلاح الذي كان الطرفان قد جعلا منه شرطا مسبقا للتوقيع على اتفاق بشأن القضية الانسانية تم التوصل اليه في الثاني من سبتمبر (ايلول) الحالي. من جهته قال الدكتور ابراهيم خليل رئيس حركة العدل والمساواة في مؤتمر صحافي في أسمرة: «الاتحاد الافريقي لم يتفهم مشكلة السودان وفشل في وقف تردي الاوضاع الانسانية في دارفور وحماية المدنيين وضبط وقف اطلاق النار ونزع اسلحة الجنجويد، كما فشل في تقديم مقترحات مقبولة للطرفين، ولا نرى جدوى في استمرار المفاوضات واستمراره وسيطا». واعلن ان حركته لا ترى جدوى في وجود وفدها المفاوض في أبوجا، ملمحا الى انسحاب وفدها من المفاوضات في غضون الساعات القليلة القادمة. وأكد ان حركته ستغير سياساتها في التفاوض مع الحكومة السودانية مستقبلا وستقدم قضية الحل السياسي على قضايا وقف اطلاق النار والترتيبات الامنية. وقال «الخرطوم تلعب بنيران كثيفة في وقت واحد، وتراوغ في نيفاشا وأبوجا والقاهرة»، داعيا الى لقاء كافة هذه المنابر وتوحيد قوى المعارضة السودانية في منبر واحد. ودعا الدكتور خليل ابراهيم الى توحيد العمل العسكري لمن وصفها بالقوى السياسية الفاعلة في المعارضة السودانية، (وهي حركة تحرير السودان ومؤتمر البجه وحركة الاسود وحركة العدل والمساواة وحركة قرنق»، والفرز بينها وبين الاحزاب التقليدية التي )وصفها بأنها جزء من مشكلة السودان. وشن رئيس حركة العدل هجوما عنيفا على تجمع المعارضة السودانية والمفاوضات الجارية في القاهرة بين التجمع والحكومة السودانية. وقال «بعض احزاب وقادة التجمع ركنوا الى السلم ويريدون الطريق الاسهل للعودة الى الخرطوم وعليهم ان يعودوا ويفسحوا المجال للآخرين»، داعيا الى زحف كافة الاقاليم السودانية نحو الخرطوم لإسقاط الحكومة السودانية عسكريا. وتنبأ الدكتور خليل بظهور منبر تفاوضي آخر في شرق السودان، وقال «انه هو الذي سينتصر»، مشيرا الى ان معالجة قضايا السودان سوف تأتي بعد انهيار منابر التفاوض الموجودة في نيفاشا وأبوجا والقاهرة حسب تعبيره. وكرر القول «ان منبري أبوجا ونيفاشا سيتحدان في منبر الشرق».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com