وزير الداخلية السوداني: الانتخابات الأميركية تلعب دورا في تضخيم مشكلة دارفور لكسب عواطف الناخبين السود
سودانيز اون لاين 9/6 11:42pm
أكد الرئيس السوري بشار الأسد لوزير الداخلية السوداني اللواء الركن عبد الرحيم محمد حسين وقوف بلاده إلى جانب السودان في الحفاظ على وحدته الإقليمية وسيادته على أرضه، وتسلم منه أمس رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير تتعلق بالوضع في دارفور والمفاوضات الجارية بشأن إحلال السلام والأمن في المنطقة، واطلع من الوزير السوداني على موقف السودان من مجريات أحداث دارفور. وعقب لقائه الرئيس الأسد قال الوزير السوداني لـ«الشرق الأوسط» إن التشاور مستمر مع الاخوة في القيادة السورية والرئيس بشار الأسد «وقد نقلنا إليه رسالة شفهية مطولة من الرئيس البشير وأعطيناه صورة كاملة عن الأوضاع في دارفور وجذور مشكلتها، وكيف بدأت وإلى أين وصلت، وعن الدور الأجنبي في تأجيج هذا الصراع وقدمنا وثائق من أجل أن يتفهم الاخوة في سورية الوضع هناك». وعن توقيت إثارة مشكلة دارفور قال الوزير السوداني «لو نظرنا في داخل المجتمع الأميركي لوجدنا أن اليمين المتطرف والصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية يعملون على تأجيج الصراع في السودان ويتناولون قضية دارفور وكأن هناك تطهيراً عرقياً، بينما لا يستطيع أحد أن يفرق ما بين العربي والإفريقي في هذا الإقليم، لذلك لا بد أن نفهم أنهم يريدون تفتيت السودان»، موضحاً "أن الانتخابات الأميركية تلعب دوراً كبيراً في تأجيج الوضع في دارفور في محاولة لكسب عواطف السود وكأن هناك عرباً ضد أفارقة، ولكسب أصوات السود الأميركيين من جهة وإرضاء الصهيونية من جهة أخرى في تلك الانتخابات». وقال: «قد لمسنا من الرئيس الأسد موقفاً سورياً واضحاً جداً وتجاوباً ضخماً وتفهماً عميقاً جداً لأبعاد المشكلة وتطابقت وجهات نظرنا، فنحن وسورية في خندق واحد والعدو مشترك، فأميركا تريد محاصرة سورية لأنها تمثل أحد أهم مفاصل الأمة العربية وهي الدولة التي ظلت باقية تحمل هم الأمة العربية، وعندما حصل الانكسار في الوطن العربي أمام الضغوط ظلت سورية صامدة». وقال وزير الداخلية السوداني: «تحدث الرئيس الأسد لنا عن كيفية التعاطي مع هذه القضية في أجواء سيطرة القطب الواحد، وعرض تجارب سورية في مواجهة نفس المواقف، وكان كلامه مفيداً جداً، وقد أكد أنه سيلعب دوره على المستوى الإقليمي العربي والدولي». وأكد وزير الداخلية السوداني «أن مشكلة دارفور محلية جداً ونشأت نتيجة صراعات تحدث عادة ومنذ فترات طويلة بين الرعاة والمزارعين والرعاة والرعاة، بيد أن هذه المشكلة تصاعدت بفعل التدخلات الأجنبية وخاصة الأميركية والبريطانية والألمانية، فقضية الجنوب بقيت خمسين عاماً ولم تبارح الإطار الإقليمي حتى أنها لم تصل إلى الاتحاد الافريقي، إلا أن مشكلة دارفور تصاعدت بسرعة لأن أميركا والدول الأجنبية تريد ذلك لأغراضٍ مختلفة، حيث حول هؤلاء هذه القضية العادية جداً من قضية محلية إلى قضية تحتل الفضائيات، وصور الإعلام الغربي الوضع على غير ما هو عليه، فالسودان دولة في حجم قارة وإمكانياته إمكانيات قارة مواردها ضخمة جداً جدا والمخطط يمضي لتفتيت السودان ولاقتطاع جزء مهم من الوطن العربي إمكانيات ضخمة جداً». وعن خلفية المشروع الأوروبي ـ الأميركي الذي ينتظر أن يقدم إلى مجلس الأمن قال الوزير السوداني: إن المشروع الأميركي ـ الأوروبي يريد أن يمضي أكثر في تضخيم مشكلة إقليم دارفور بغية استغلالها بما يخدم محاولات السيطرة على الثروة الموجودة في باطن هذا الإقليم من النفط والحديد والنحاس واليورانيوم، مؤكداً وجود محاولات لتفتيت السودان نظراً لما يمثل من تحدٍ كبير من حيث حجمه وإمكاناته، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى التوحد يريدون تفتيت الدول الأخرى لتكون لقمة سائغة، مشيراً إلى أن المصالح الأجنبية في السودان مصالح اقتصادية وثقافية وحضارية، وأن الهجمة الغربية الجديدة على إفريقيا تشبه إلى حد كبير ما حصل في بداية القرن الماضي ولكن بشكل آخر يتفق وطبيعة العصر الراهن إلا أن الأغراض والأهداف هي ذاتها. وعن الموقف المصري من مسألة دارفور قال إن هذا الموقف جيد حيث بدأت مصر تدرك عمق ارتباط الأمن المصري بالأمن السوداني، وأنا كمواطن عربي أشعر بأن السودان أهم لمصر من أميركا، لأنه يمثل عمقها وأمنها الحقيقيين، ويجب أن تكون العلاقات السودانية ـ المصرية أكبر وأعمق من العلاقة بين مصر وأميركا، كما أن المصالح المصرية مع السودان يجب أن تكون أقوى من المصالح المصرية مع أميركا. وأضاف الوزير السوداني انه لمس في المملكة العربية السعودية تأييد الرياض للحكومة السودانية. وعما إذا كان السودان سيطالب بعقد قمة عربية لبحث مشكلة دارفور قال وزير الداخلية السوداني «إن الوضع حتى الآن لا يستدعي عقد قمة عربية، وليست هناك نية للدعوة لعقدها، لكننا لا ندري مع تطورات الأحداث ماذا يمكن أن يحدث».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com