سودانيز اون لاين 9/6 2:57am
من سمير الفلكي أبوجا - أ ش أ دخلت مباحثات ابوجا لتسوية الازمة فى اقليم دارفور اسبوعها الثالث دون أن يتوصل المتفاوضون الى اتفاق حتى بالنسبة الى بروتوكول المساعدات الانسانية الذى يعد من وجهة نظر المراقبين اسهل ملفات جدول الاعمال . وتشير كافه الدلائل الى ان تلك المباحثات تسير فى اتجاه ارسال قوات لحفظ السلام فى دارفور على الرغم من رفض الحكومة السودانية الحازم لهذه المسألة. ولوحظ ان كلا من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان يلجأن الى المناورة فيما يتعلق بالاتفاق حول تسوية الاوضاع الامنية حيث اعلن احمد تقت رئيس وفد حركه العدل والمساواه بأنه لن تتم تسوية الملف الامنى قبل ان تتم تسوية كافة الملفات الاخرى المدرجة فى جدول الاعمال .. كما اكد عبد الواحد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان بأنه لاتوجد ضمانات بأن يتم نزع سلاح الحركتين وتجميعها فى ثكنات قبل الانتهاء من الملفات السياسية والاقتصادية . واشار احمد النور الى انه يرفض ايه تنازلات على الارض فيما يتعلق بالترتيبات الامنية .. مطالبا بأن يتم سحب قوات الجيش السودانى من المناطق التى تم احتلالها بعد اتفاق نجامينا . وشهدت جولات المباحثات المباشرة بين الجانين على مدى الايام الماضية اتهامات متبادلة بخروقات امنية لاتفاقيتى نجامينا واديس ابابا مما شكل عنصرا استغله المتمردون لاضاعة الوقت وهو ما يحقق لهم تعاطفا يصب فى اتجاه خدمة المساعى الغربية والامريكيه لارسال قوات حفظ سلام سواء كانت افريقية او دولية الة اقليم دارفور. وتشير معطيات سير مفاوضات دارفور الى انها تمضى الاتجاه المعاكس خاصه فيما يتعلق بتحقيق الامن ونزع السلاح وتامين المواطنين ط ومن ثم لن تحقق اية اتفاقات على المدى القريب حتى فى مجال المساعدات الانسانية وقد تتوقف فى اى مرحلة خلال الايام القليلة القادمة. ويصر كل من الجانبين على موقفه باعتباره احد الثوابت المتعدده فى موقف المفاوضين الا ان مايضعف موقف وفد الحكومه السودانيه فى هذه المفاوضات هو الروية التى بدأت تتضح بعد مرور اسبوعين على المفاوضات تحت رعايه ورئاسه الاتحاد الافريقي. وهذه الروية تتجه نحو ارسال قوات حفظ سلام الى اقليم دارفور ولهذا التحليل مقدمات عدة من بينها موافقة الجمعية الوطنية النيجيرية على طلب الرئيس النيجيرى اوليسيجون اوباسانجو ارسال الف وخمسمائة جندى نيجيرى الى دارفور . وبينما فسر المراقبون هذه الخطوة من جانب اوباسانجو بأنها ورقة للضغط على الحكومة السودانية لتليين موقفها فى المفاوضات مع المتمردين ط الا ان هذا التفسير ظهر عدم صوابه الأن بعد ان تشكلت توجهات دوليه لارسال قوات افريقيه الى دارفور عندما تصل المباحثات الى طريق مسدود حتى بشأن المساعدات الانسانية . ويرى المراقبون انه اذا كانت القوى الاجنبية قد فشلت مرحليا فى اثارة التوتر فى السودان على خلفية النزاع بين حركة جون جارانج والحكومة السوادنية ط الا انها التفت واتجهت الى محور اخر بعد ان فشل محور النزاع على اساس دينى بين مسيحيين فى الجنوب ومسلمين فى الشمال وهو محور السودانيين العرب والافارقه . ولايخفى ان هذه التقسيمة الجديدة لشكل نزاع المستقبل فى السودان سوف تستقطب اطرافا افريقيه مجاوره او تتطلع الى القيام بدور ما فى القارة الافريقية ط فضلا عن مصالح دولية اخرى تنفذ بأدوات وايد افريقية. وقد التقط الاتحاد الافريقى الطعم دون أن يدرك أن أزمة دارفور اكبر من كونها ازمه افريقيه اقليميه او ازمه عرقيه محليه لدوله من الدول الافريقية ط وهو ماتوكده السرعة التى تم بها نقل ملف القضيه الى مجلس الامن الدولى . وكما قال مفتى نيجيريا ورئيس مجلس العلماء المسلمين فى نيجيريا الشيخ ابراهيم صالح فى تصريحات منذ عده ايام فان تصدى الولايات المتحده والاتحاد الاوربى والمنظمات الدوليه الاخرى للنزاعات العرقية فى دولة افريقية يجعلنا نتساءل عن سلبيتها ازاء ما يحدث فى اسرائيل ضد الفلسطينين الذى يمثل اباده جماعيه لشعب باكلمه على حد قوله . ويوكد مفتى نيجيريا اتهاماته بوجود اغراض اجنبيه فى التدخل فى ازمه دارفور بان النزاعات العرقيه تملأ دول القاره الافريقيه .. مشيرا الى ان دول القاره لم تشهد اهتماما مماثلا او على الاقل رعايه دوليه للخلافات العرقيه فى العديد من دول القارة . وعلى الرغم من محاوله اظهار المساله على انها تهديدات لحقوق الانسان فى دارفور واباده عرقيه وقتل جماعى من جانب الغرب والولايات المتحده واسراع حركتى التمرد بالسودان لالتقاط هذا الخيط باعتباره وسيلة لتحقيق مشاركة فى السلطة والثروة ط الا ان الازمه فى دارفور لن تنتهى الى ما انتهت اليه الازمه فى الجنوب التى يعتبرها العديد من اعضاء الوفود المشاركه فى مباحثات ابوجا هى الاصعب والاكثر حدة . ولهذا فانه يتعين على المفاوضين ادراك حقيقة واحدة تعد احدى ثوابت السياسه الدوليه الغربيه تجاه دول العالم الثالث وهى ان استقرار دول تمتلك ثروات طبيعيه زراعيه وبتروليه واعدة مثل السودان يودى الى تحولها الى نواة جاذبة لتكتلات اقليميه . ولا يعنى هذا التصور الحكم على مفاوضات ابوجا بالفشل المطلق وانما على الاقل توقع ان نجاحها قد لايكون على مرمى البصر فى الشهور القليله القادمه.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
