بدء محاكمة 28 من حزب الشعبي السوداني المعارض بزعامة الترابي بتهم التخطيط لمحاولة تخريبية في البلاد
سودانيز اون لاين 9/29 11:18pm
بدأت محكمة في الخرطوم امس محاكمة 28 من منسوبي حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي، تتهمهم الحكومة بالتخطيط لـ«محاولة تخريبية» في مارس (آذار) الماضي، ومنعت السلطات نحو 20 محاميا يمثلون هيئة الدفاع عن المتهمين الدخول الى قاعة المحكمة بسبب ضيق المكان، مما دعا محامو الدفاع الى التشكيك في عدالة اجراءات المحاكمة. ويواجه المتهمون، وجلهم من العسكريين، تهما بالسعي لقلب نظام الحكم، وتقويض النظام الدستوري، والاشتراك الجنائي، والاخلال بالسلامة العامة، وهي تهم تصل عقوبتها الى الاعدام والسجن المؤبد، في وقت افرجت السلطات عن رئيس تحرير صحيفة سودانية بعد اسبوعين من الاعتقال لتشككه في المحاولة الانقلابية التي اعلنت الحكومة عن احباطها اخيرا وتتهم بها حزب الترابي. وقال ممثل الاتهام في القضية ان الشعبي خطط في مارس الماضي الى اعمال تخريبية يسعى من خلالها لقلب نظام الحكم، وان المتهمين الـ 28 شاركوا في المخطط ووزعت لهم الأدوار كل حسب تخصصه وموقعه السياسي والعسكري، وقال ان المخطط كان يهدف الى الاستيلاء على عدد من المواقع الاستراتيجية والعسكرية، واشار الى ان المخطط تم عبر غرفة عمليات محددة. والمتهم الاول في القضية المحامي سليمان صندل حقار، ومن بين المتهمين المحامي صندل بارود رجب، و18 ضابطا في الجيش بينهم العقيد جابر محمد حسب الله (يعمل في القيادة العامة للجيش السوداني)، والعقيد طيار محيى الدين ابكر محمد صالح، والرائد طيار هاشم محمد صالح، ومقدم شرطة يوسف اسماعيل الطاهر، وتشمل قائمة المتهمين مهندسين في الكهرباء والاتصالات والطرق. وكشف ممثل الاتهام ان المخطط رشح مجلس قيادة ثورة في حال نجاح الانقلاب برئاسة الفريق ابراهيم سليمان (والي شمال دارفور السابق)، وعضوية كل من الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الحالي الفريق محمد بشير سليمان للقيادة، واللواء عثمان منطقة القضارف العسكرية (شرق البلاد)، واللواء عيسى من القيادة الاستوائية، والعميد حسن صالح، واللواء الجنيد (من البحر الاحمر شرق البلاد)، والعميد محمد فضل، و3 من الولايات الجنوبية، وقال ممثل الاتهام ان المخطط حدد فترة انتقالية مدتها عامان. واصدرت هيئة الدفاع عن المتهمين من الشعبي بيانا قالت فيه ان 20 محاميا في هيئة الدفاع منعوا من الدخول الى المحكمة بسبب ضيق قاعة المحكمة، وقال البيان «ان المحامي عبد السلام الجزولي احد أعضاء هيئة الدفاع اخرج من القاعة فقط لكونه طلب من المحكمة إتاحة الفرصة للمتهمين الذين اعتقل محاموهم لتكليف محامين اخرين للدفاع عنهم». وذكر البيان ان المحكمة رفضت السماح لأسر المتهمين بحضور الجلسة امس بدعوى ضيق قاعة المحكمة، وتشكك البيان في صحة الاجراءات بالقول «ان ما حدث ينتهك الضمانات التي يقررها الدستور والقانون، قبل ان يجدد الثقة في القضاء السوداني». الى ذلك، دونت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة في السودان عددا من البلاغات في مواجهة المتهمين الذين تم القبض عليهم في عمليات ضبط الاسلحة التي تمت خلال الايام الماضية في الخرطوم، وذلك تحت تهم: الاشتراك الجنائي، والاخلال بالسلام والامن العام، والتجسس، الى جانب بعض مواد قانون مكافحة الارهاب وقانون الاسلحة والذخيرة. وقال محمد فريد رئيس نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ان النيابة ستعمل في مباشرة عملها والقاء القبض على بقية المتهمين في المؤامرة التخريبية الذين لهم علاقة بحيازة الاسلحة. واضاف ان جميع المتهمين سيقدمون الى محاكمة عادلة. وطالب احمد ادريس المستشار القانوني بادارة حقوق الانسان بوزارة العدل باصدار احكام رادعة في مواجهة من تثبت ادانتهم في المحاولة التخريبية الاخيرة. وكان علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، قد تعهد بمحاكمة المتهمين من الشعبي في المحاولة المزعومة «بنفس القوانين التي سنوها» في اشارة الى القانون الجنائي السوداني الذي شرعه الترابي قبل المفاصلة مع البشير. في غضون ذلك، كونت الحكومة السودانية لجنة من وزارة العدل للتحقيق في مقتل اثنين من منسوبي الشعبي قبل اسبوعين بعد اعتقالهم في اطار سلسلة اعتقالات طالت عناصر الشعبي. وقال عبد المنعم محمد طه المستشار في وزارة العدل في تصريحات امس ان اللجنة ستحقق في اسباب الوفاة، ومع الاطباء الذين اصدروا شهادات الوفاة لتحديد الجناة، واضاف ان اللجنة سترفع تقريرها الاسبوع المقبل. ومن جهة اخرى، وصل الصحافي حسين خوجلي رئيس تحرير صحيفة الوان السودانية امس الى منزله في ضاحية الرياض بالخرطوم، بعد ان افرجت عنه السلطات من سجن كوبر الذي نقل اليه قبل اسبوع من سجن شندي شمال الخرطوم. وتعرض خوجلي قبل اسبوعين الى الاعتقال بعد ان تشكك في المحاولة التخريبية التي تتهم الحكومة حزب الترابي بالتخطيط لها، كما تشكك في عمليات الكشف عن مخابئ الاسلحة في الخرطوم وضواحيها والتي تقول الحكومة انها تتبع للشعبي. ويساند خوجلي الترابي طوال فترة صراعه مع البشير الماضية باسلوب مبطن.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com