ونحن إذ نهنيء القيادة والشعب السعودي بهذا اليوم المشهود ، نود أيضاً أن نتقدم بعظيم الإمتنان والشكر الجزيل للعناية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني ، للمأساة الإنسانية التي يعاني منها أهلنا في دارفور. إن الوقفة السعودية كانت لها الأثر البالغ في نفوس مواطني دارفور بكل قبائلهم وفئاتهم في الداخل والخارج ، لما للمملكة من مكانة دينية خاصة في قلوب أهل دارفور فهي قبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين ، وللعلاقات التاريخية التي تربط المملكة بشعب دارفور . وسيبقى شعب دارفور معتزاً بهذه العلاقة ومتمسكاً بدينه بإذن الله ومدافعاً عنه وسيبذل كل غالٍ ونفيس لنشر تعاليم الدين الحنيف.
لقد شهدنا للأخوة السعودية سبقاً وإقداماً في كل ما ألم بنا نائبة من نوائب الزمان بلا منٍ ولا أذى وبهدوء وبدون ضجة اعلامية ولا نستطيع أن نحصي ما قدموه لنا . ولكن يجب أن نشير إحقاقاً للحق أن القيادة السعودية أمرت بتسيير جسراً جوياً مستمراً تحت إشراف الهلال الأحمر السعودي مباشرةً إلى دارفور محملة ليس فقط بمواد الإغاثة التقليدية ولكن أيضاً بسيارات الإسعاف والمستشفيات المتنقلة ؛ كأول دولة تفعل ذلك ، ومحطات لتنقية المياه وحفر الآبار ومحطات لتوليد الكهرباء ومشاريع لإعادة توطين النازحين واللاجئين وبناء المدارس والمراكز الصحية وصيانتها . وقد شهدنا جميعاً المعاناة التي يعانيها الفريق السعودي لإيصال مواد الإغاثة لإخوانهم الذين تقطعت بهم السبل في بطون الوديان وسفوح الجبال في هذا الفصل المطير عبر طرق وعرة في بلاد لم يألفوا تضاريسها. ونحن أبناء دارفور المقيمين في أرض الحرمين الشريفين يحق لنا أن نفتخر بإقامتنا بين ظهراني إخوتنا وتحت حماية دولتهم الآمنة أبداً بإذن الله .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يديم القيادة السعودية ذخراً في خدمة الإسلام وأن يبقيهم الله سنداً للمسلمين لرعاية مصالحهم وأن ينعم على الشعب السعودي بنعمة الأمن والأمان وأن يجنب البلاد السعودية من كل مكروه إنه نعم المولى ونعم النصير.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.
(إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس ، حببهم في الخير وحبب الخير إليهم. فهم الناجون من عذاب النار يوم القيامة) حديث شريف.
أبناء دارفور في المهجر
المملكة العربية السعودية – الرياض
08/08/1425هـ الموافق 22/09/2004م