مسؤول أميركي يجري مباحثات في الخرطوم لتسريع عملية السلام في الجنوب وتحريك ملف دارفور
سودانيز اون لاين 9/20 11:08pm
يبدأ المستشار الخاص للادارة الاميركية لشؤون السودان تشارلز سنايدر يرافقه جوسون اسمول مباحثات مع المسؤولين في الخرطوم اليوم لتسريع عملية السلام في جنوب البلاد وتحريك ملف دارفور، في وقت تصاعدت وتيرة الاتهامات المتبادلة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن الجمود الذي صاحب مفاوضات نيفاشا للسلام بين الطرفين وبسبب دارفور. وقال التجاني فضيل وزير الدولة بوزارة الخارجية السوداني في تصريحات صحافية امس ان سنايدر سيجري محادثات مع علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني وكل الذين لديهم صلة بعملية السلام، واضاف ان مباحثات سنايدر تركز على كيفية استكمال عملية السلام في جنوب البلاد وانهاء المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية. وكشفت مصادر دبلوماسية في الخرطوم ان المسؤول الأميركي الزائر يحمل اقتراحا أميركيا بعقد لقاء بين النائب الاول للرئيس وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق قبل معاودة المفاوضات بين الطرفين في 7 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقالت مصادر غربية ان سنايدر مكلف من الرئيس جورج بوش الذي يستعد لرفع تقرير إلى الكونغرس في 30 اكتوبر المقبل عن سير عملية السلام في السودان حسب قانون «سلام السودان» الذي يلزمه برفع تقرير كل 6 اشهر عن تطورات السلام، ويهدد القانون بفرض عقوبات على الطرف الذي يتحمل مسؤولية تعطيلها، وتحدث مسؤولون اميركيون عن رغبة بوش في انهاء عملية السلام السودانية قبل اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وذكرت المصادر نفسها ان قيادات في الكونغرس تدرس اصدار قانونين جديدين بشأن السلام في السودان، ووصفت مسودة مشروعي القانونين بأنها متشددة وتحمل تهديدات بعقوبات اسوأ من التي يهدد بها مجلس الامن. وسيتوجه الدبلوماسي الأميركي سنايدر من الخرطوم إلى نيروبي والقاهرة لعقد لقاءات مع قادة الحركة الشعبية ومتمردي دارفور والتجمع المعارض والمسؤولين في مصر في شأن دفع عملية السلام في جنوب البلاد إلى نهاياتها وتسريع انهاء ازمة دارفور بعد ذلك. وفي القاهرة، التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس رئيس لجنة الاعتمادات بالكونغرس الأميركي جيم كولبي والقس جيسي جاكسون الابن عضوي اللجنة والوفد المرافق لهما الذي يزور مصر حاليا ضمن جولة شملت السودان. وصرح كولبي انه يزور مصر عقب زيارة للسودان استمرت يومين اجتمع خلالها مع قيادات الحكومة السودانية، معربا عن قلقه تجاه الأزمة الانسانية بدارفور، كما أعرب عن أمله في أن يكون القرار الذي اتخذه مجلس الأمن مشجعا للحكومة السودانية على اتخاذ خطوات لحل الأزمة هناك ووقف معاناة السكان في دارفور، وأضاف ان محادثاته مع الرئيس مبارك أمس تناولت الوضع بالسودان والدور الذي يمكن أن تقوم به مصر لحل مشكلة دارفور، وأن الرئيس مبارك أعرب عن مساندته للجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي بهدف التوصل للأزمة هناك. ومن جهتها، أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان حقها المشروع في الاهتمام السياسي بما يجري في دارفور، نافية تماما أية علاقة لها بأي دعم عسكري. وقال ياسر عرمان المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان لـ«الشرق الاوسط» «اذا كانت استراليا والولايات المتحدة ودول أوروبا اهتمت بقضية دارفور فكيف لا تهتم الحركة الشعبية؟ وما المانع ان تحلم بسودان جديد؟». وأشار عرمان الى «ان قضايا أهل دارفور قضايا عادلة وهي جزء من التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي في كل انحاء السودان، وبهذا المعنى نجد تضامننا ودعمننا ضرورياً من أجل سودان جديد». وحول تعثر مفاوضات الحركة مع الحكومة حول تفاصيل الاتفاق الاطاري وأهم النقاط المختلف عليها، قال عرمان ان الحكومة طرحت قضايا جديدة بينما كان يفترض ان تكرس الجولة الماضية لمناقشة قضايا مطروحة في الاجندة. اوضح ان هناك 4 قضايا استعصى حلها في الجولة الماضية وهي تمويل القوات، وماذا نعني بالقوات المشتركة والمندمجة أو المنصهرة، ودور الميليشيات، وموضوع القوات المشتركة في شرق السودان. وقال بالنسبة لآليات التنفيذ لم يتم التطرق إليها حتى الآن ومن المفترض ان يتركز البحث فيها في كيفية وطرق تنفيذ الاتفاق وان حسنت النوايا وتوافرت الارادة السياسية فان كل هذه القضايا يمكن ان تحل في عدة أيام وتغادر بلادنا محطة هي الأسوأ في تاريخها نحو الحلول الشاملة والتحول الديمقراطي. ووصف عرمان الجولة المقبلة بأنها تنعقد في ظروف استثنائية، وقال ان ما نريده منها وما نتوقعه هو اكمال اتفاق نيفاشا، والبدء في وضع السودان في طريق جديد، يجنبه الكوارث ويمكنه من بدء صفحة جديدة، وقال «نحن نخشى أن يكون حضور النائب الأول للرئيس السوداني الى نيفاشا هو محاولة لتجميل صورة النظام قبل ان يقدم الرئيس الاميركي تقريره الأخير للكونغرس في 21 اكتوبر المقبل». وفي نفس الاتجاه، قالت الامم المتحدة ان الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات المتمردين في دارفور تمنع وصول وكالات الاغاثة التي تسعى لتقييم احتياجات أكثر من مليون نازح هناك. وأضافت المنظمة «نظرا للاشتباكات... لم يتمكن فريق من الوكالات من بدء التقييم في قرى مناطق طويلة الريفية». وتابعت ان القتال يدور في ولاية شمال دارفور على مسافة نحو 70 كيلومترا غرب الفاشر عاصمة الولاية. وقالت الامم المتحدة انها تلقت تقارير مماثلة بشأن نشوب قتال على بعد 250 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com