باول ينفي أن تكون اتهاماته للسودان بالإبادة فى دارفور سبب فشل محادثات أبوجا
سودانيز اون لاين 9/18 11:28pm
نفى وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان تكون اتهاماته للحكومة السودانية وميليشيا الجنجويد العربية بارتكاب جرائم «إبادة» في دارفور، قد سممت محادثات السلام مع المتمردين فى أبوجا وأدت الى انهيارها. وفيما أكد الاتحاد الأفريقى ان المحادثات بين الحكومة السودانية والمتمردين أحرزت تقدما في عدد من القضايا الانسانية بالرغم من توقفها، بدأت المفوضة العليا لحقوق الانسان لويز اربور، زيارة الى السودان في مهمة تستغرق أسبوعا، وستتوجه اربور الى دارفور غدا بعد قضاء يوم في الخرطوم. ورفضت الخارجية الاميركية تحميلها مسؤولية فشل المفاوضات. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة ادام ايريلي «نرفض رفضا قاطعا أي ايحاء بأن التصريحات الاميركية عن وجود إبادة أثرت سلبا في محادثات السلام في أبوجا». وأضاف «المهم هو تسمية الاشياء كما نراها». وكان باول اتهم الاسبوع الماضي الخرطوم والميليشيات العربية في دارفور بارتكاب «ابادة» في هذه المنطقة بغرب السودان والتي تقطنها اغلبية من الافارقة السود. واعتبر وفد الحكومة السودانية للمفاوضات في أبوجا في بيان صدر بعد فشل المفاوضات، ان تصريحات باول الذي اكد فيها ان الخرطوم والميليشيات العربية الموالية للحكومة قامت بعملية «إبادة» في دارفور، عرقل المفاوضات التي بدأت في 23 أغسطس (أ.ب). وجاء في البيان السوداني «من المؤسف انه في وقت كان فيه المتفاوضون ينكبون على بحث مسألة الأمن وتم تسجيل تقدم حقيقي، سمم تصريح مسؤول أميركي كبير المحادثات وأرسل اشارة سيئة للمتمردين الذي تشددوا في موقفهم على الفور». من جهته، أعلن الاتحاد الافريقي ان مفاوضات أبوجا تأجلت لمدة شهر من اجل اعطاء المتفاوضين المزيد من الوقت لحل خلافاتهم حول المسائل الاساسية. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي حميد الغابد خلال مؤتمر صحافي بعد جلسة المفاوضات الأخيرة «تم الاتفاق مع كل الاطراف على استئناف المفاوضات خلال شهر، وستعلن مفوضية الاتحاد الافريقي التاريخ بالتحديد قريبا». وللاتحاد الافريقي اكثر من 80 مراقبا في دارفور ولكن فقط لمراقبة وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين. ونشر نحو 300 جندي من الاتحاد الأفريقي لحماية المراقبين. وعلى الرغم من عدم التوصل الى اتفاق، اعلن الوسطاء انه تم احراز تقدم بشأن قضايا معينة مثل ضرورة زيادة حرية وصول المساعدات الانسانية الى أكثر من مليون شخص فروا من منازلهم في اقليم دارفور بغرب السودان. وقال الغابد «انه لأمر مشجع ان تتفق الاطراف على عدد من الاجراءات في مشروع البروتوكول بما في ذلك اعادة تأكيد التزامها احترام وقف اطلاق النار واطلاق جميع السجناء في اطار العمليات العدائية الجارية في دارفور وتعزيز وجود الاتحاد الافريقي على الارض». وأشار الى انه سيكون امام الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور فترة شهر لاجراء المزيد من المشاورات. وعلى الصعيد ذاته، بدأت المفوضة العليا لحقوق الانسان لويز اربور زيارة الى السودان في مهمة تستغرق اسبوعا، تهدف الى حماية سكان دارفور من اعتداءات جديدة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فريد ايكارد ان الهدف من هذه المهمة هو «معرفة ما يمكن القيام به لتحاشي تصعيد العنف كي لا يعود شعب دارفور يخشى حصول مجازر وعمليات اغتصاب ونزوح بالقوة وتجاوزات أخرى». وأضاف المتحدث ان خوان مانديز المسؤول عن برنامج الوقاية من جرائم الإبادة الجماعية في الأمم المتحدة، سيرافق اربور، وسيتوجه الاثنان الى دارفور غدا بعد قضاء يوم في الخرطوم. وكانت المحادثات في العاصمة النيجيرية أبوجا، تهدف الى وضع نهاية للصراع الذى أودي على مدى 19 شهرا، بحياة قرابة 50 ألف شخص في دارفور بغرب السودان. وبدأت حركتا العدل والمساواة وحركة تحرير السودان تمردا مسلحا في فبراير (شباط) العام الماضي بعد سنوات من المناوشات بين المزارعين الافارقة والبدو العرب صراعا على الأراضي وموارد المياه. ويتهم المتمردون الخرطوم بتسليح الجنجويد، وتنفي الحكومة هذا الاتهام وتقول ان الجنجويد ميليشيا خارجة على القانون. وفى تطور آخر، شككت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في التزام الخرطوم نزع سلاح الميليشيات العربية فى دارفور، استنادا الى شهادات مدنيين وقعوا ضحايا تجاوزاتهأ. وأكدت الأمينة العامة للمنظمة ايرين خان في اتصال هاتفي اجرته معها وكالة «فرانس برس» في الجنينة عاصمة غرب دارفور: «ان الميليشيات المسلحة ما زالت هنا». وروت خان التي تقوم بمهمة تحقيق في المنطقة منذ الاربعاء مع فريق من منظمة العفو الدولية، انها «شاهدت مواقع القرى التي احرقت، وفي بعض الحالات مر الفريق في قرى محترقة تماما». وأكد نازحون لفريقها ان قوات الأمن السودانية قالت لهم أن ليس من اختصاصها نزع السلاح من الميليشيات. وفي قرية غوكار التي تبعد 27 كلم الى جنوب الجنينة اكدت خان وفريقها انهم التقوا رجلا روى لهم كيف قتلت ميليشيات الجنجويد 56 قرويا، وأجبرت الناجين على الهرب، وباتت قريتهم الآن محتلة من اشخاص هربوا من منطقة أخرى، وأكدوا انهم تعرضوا بمعظمهم للتعذيب على يد الميليشيات و«رجال في الزي العسكري»، على ما قالت خان. وتحدثت شابات وسيدات عن 76 حالة اغتصاب بين فبراير(شباط) وسبتمبر(أيلول) 2004، تسع منهن حوامل. ومعظم ضحايا الاغتصاب في هذا المجتمع الاسلامي المحافظ يخفن من الكشف عن هذه الجرائم خشية نبذهن، وتبقى بذلك غالبية عمليات الاغتصاب طي الكتمان. وأثناء زيارة وفد منظمة العفو الدولية الى مخيم الرياض للنازحين قرب الجنينة روت نساء بتفاصيل دقيقة كيف هوجمت قراهن، وكيف اضطررن لدفن سبعة رجال لانه لم يعد هناك رجال آنذاك لدفن الموتى. وترغب المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان من خلال هذه المهمة، في التحقق خصوصا من تصريحات الحكومة السودانية التي أكدت فيها ان آلاف النازحين عادوا طوعا الى قراهم بسبب تحسن الوضع الأمني. لكن خان أشارت الى ان النازحين ما زالوا يشعرون بأنهم معرضون للخطر. وقالت «ان المشكلة الحقيقية هي مشكلة الأمن». ونشرت الحكومة السودانية آلافا من رجال الشرطة وعناصر قوات الأمن في ولايات دارفور الثلاث، لكن بحسب العفو الدولية فإن النازحين لا يثقون بالشرطة. وأكدت خان «ان لديهم شعورا بأن الشرطة غدرت بهم»، مشيرة الى شكاوى نازحين من رفض الشرطة إجراء تحقيق حول اتهامات بارتكاب تجاوزات. وقالت خان انها تأمل في ان ترى الحكومة في «وجودنا هنا كمساهمة بناءة لحل الأزمة». وتقدر الأمم المتحدة بحوالي 4.1 مليون عدد الأشخاص المطرودين من قراهم خلال الـ19 شهرا الأخيرة من النزاع الذي أوقع ما بين 30 ألفا و50 ألف قتيل، بينما لجأ 180 الفا آخرون إلى دولة تشاد المجاورة.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com